تحقيقات وتقارير

الحسكة إلى أين؟


الإعلام تايم - ربى شلهوب 


مفاوضات هي ليست الأولى ولم ولن تكن الأخيرة يخوضها الجيش االعربي السوري ليس من باب الضعف أو الهزيمة بل من باب الحفاظ على أرواح آلاف المدنيين الذين يستخدمهم الطرف الآخر كدروع بشرية للحصول على مكاسب ولو كان على حساب الأرواح البريئة.

 

الحسكة هي جبهة جديدة فتحت منذ أيام بإيعاز من الولايات المتحدة الأميركية، هي حرب حقيقية تدخلت فيها طائرات حربية سورية للمرة الأولى على مواقع " الأسايش" الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، كانت حصيلتها ما لا يقل عن 43 ضحية، بينهم 27 مدنياً ضمنهم 11 طفلاً، كما دفعت الآلاف من سكان المدينة إلى النزوح.

 

 هذا التطور جاء بعد تراكم حالات الاشتباك بدون حل حقيقي وجذري، بين " أسايش - الشرطة الكردية" من جانب، والجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني من جانب آخر، والتي دارت مؤخراً في حي النشوة الشرقي ودوار مرشو ومركز مدينة الحسكة، إثر موجات من الاعتقال شنتها قوات "الاسايش" على العديد من المدنيين والعسكريين في المدينة.

 

تلك التطورات جميعها، دفعت الجانب الروسي إلى إرسال وفد عسكري روسي من قاعدة حميميم إلى الحسكة، ليبدأ الحوار مع القادة السياسيين "للاكراد"، في سبيل إحياء التهدئة والهدنة، والتوصل الى اتفاق واضح، ونزع فتيل التوتر الذي لم يهدأ في الحسكة، لتبقى معايير المعادلات السياسية في تلك المدينة قيد الانجاز.

 

مساعي الوفد الروسي أدت للوصول إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في مدينة الحسكة بين الجيش العربي السوري والقوى الرديفة له من جهة و"وحدات حماية الشعب" الكردية وقوات "الأسايش" اللتين تعدان الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني.

 

وبعد مفاوضات لمدة 48 ساعة  تم التوصل الى بنود لوقف الأعمال القتالية في الحسكة شمال شرق سورية، تضمنت مايلي :

 

- الاتفاق على سريان وقف اطلاق النار في الحسكة منذ الساعة 5 من مساء أمس الأحد 21 آب

- اخلاء الشهداء والجرحى ونقلهم إلى مشافي القامشلي

- اعادة النقاط العسكرية إلى ماكانت عليه قبل اندلاع الاشتباكات

- العودة إلى طاولة المفاوضات  في مطار القامشلي بحضور ممثلين عن جميع الاطراف بالاضافة إلى حضور إيراني وروسي

-الاتفاق يقضي بإعادة كافة النقاط التي سيطر عليها " الأسايش " في الأيام الأخيرة إلى الجيش العربي السوري، والذهاب إلى طاولة الحوار.

 

مصدر في محافظة الحسكة وفقاً لـ"أ ف ب" أكد أن وفداً يضم مسؤولين عسكريين روساً وصل إلى مطار القامشلي برفقة قيادات من قوات الدفاع الوطني للمشاركة في الاجتماع مع القوات "الكردية" يوم الاثنين.

 

إذاً اليوم هو المفصل الذي سيحدد ما ستؤول إليه تلك المفاوضات، هو مفترق طرق ربما يؤدي إلى تهدئة دائمة أو إلى اشعال حرب معلنة ضد الجيش العربي السوري والشعب الداعم لجيشه والرافض لأي أمر يمس بوحدة اراضيه.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=38444