نافذة عالمية

الجعفري: بعض الدول تواصل التطرق للوضع في سورية بطريقة تضليلية


أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري في بيان سورية أمام مجلس الأمن خلال جلسة لمناقشة البند المعنون "الحالة في الشرق الأوسط" إن وفود بعض الدول تعمدت التطرق في بياناتها إلى الوضع في سورية بطريقة تضليلية واستفزازية وساقت عدداً من الادعاءات والاتهامات الباطلة التي لا تصب إلا في خدمة المشروع الداعم للإرهاب والتطرف في سورية والمنطقة وفي خدمة إبعاد الانتباه عن جوهر البند موضوع النقاش وهو سبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وليس مناقشة الأوضاع الداخلية في دول المنطقة.

وقال الجعفري:"إن هذه الوفود أشارت إلى إرهاب على طرف الحدود السورية من الشرق أي في العراق الشقيق مع غض الطرف عن الإرهاب الذي ينتشر في سورية وللتذكير فإن التنظيم الإرهابي الأهم الذي يضرب سورية والعراق معاً اسمه تنظيم القاعدة في العراق والشام ومع ذلك ارتأت تلك الوفود إدانة أنشطة هذا التنظيم الإرهابي في العراق وهذا حق في حين شل لسانها وعجز عن إدانة أنشطة نفس التنظيم الإرهابي في سورية.

وأشار الجعفري أنه من المعيب حقاً أن يذهب النفاق بعيداً إلى هذا الحد في الوقت الذي قدمت فيه سورية لمجلس الأمن أسماء مئات القتلى على أراضيها من الإرهابيين السعوديين والقطريين والأتراك والبريطانيين والفرنسيين والبلجيكيين والأمريكيين والكنديين والأستراليين والليبيين والتونسيين وغيرهم وفي الوقت الذي اعترف فيه وزراء داخلية بريطانيا وفرنسا ودول غربية أخرى وكذلك مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي بخوف تلك البلدان من عودة رعاياها الإرهابيين الذين يسفكون الدم السوري في سورية إلى بلدانهم.

وأوضح الجعفري أن المسؤولين الغربيين يرون في عودة هؤلاء الإرهابيين الغربيين إلى بلدانهم مشكلة وهو أمر مرفوض والأفضل برأيهم أن يبقوا في سورية ليستمروا بسفك دم السوريين وكأن أولئك الإرهابيين قد غادروا بلدانهم عبر ارتداء طاقية الإخفاء أو أن أجهزة مخابرات تلك الدول وحكوماتها لم تكن على علم بذلك أبداً.

كما تحدث الجعفري في البيان عن سيارات الشحن التركية المرسلة من الحكومة التركية والتي من المفترض أن تحمل مساعدات إنسانية إلى سورية وكما يقال تم توقيفها بالصدفة داخل الأراضي التركية من قبل الشرطة التي كشفت النقاب عن أن تلك الشاحنات فيها أسلحة وليس أدوية واغذية للأطفال أو أغطية وملابس للارتداء في فصل الشتاء فكان رد رئيس الحكومة التركية بتسريح المئات من ضباط الشرطة وضباط الجمارك والقضاة لأنهم كشفوا النقاب عن تلك الشاحنة.

وأوضح الجعفري أن وفود بعض الدول العربية تجاهلت ما أعلنه وزير العمل الفلسطيني أحمد مجدلاني قبل أيام من دمشق بأن الإرهابيين الإسلاميين تجار الدين الممولين من المخابرات السعودية والقطرية والتركية هم الذين أطلقوا النار على قافلة المساعدات الإنسانية التي نظمتها الأونروا عندما كانت تحاول الدخول إلى مخيم اليرموك كما أن مدير مكتب الأونروا والسفير الفلسطيني في دمشق ووزير العمل الفلسطيني كانوا هناك وكلهم شهدوا على أن الإرهابيين هم الذين أطلقوا النار على القافلة.

وقال الجعفري إن هناك الكثير مما يمكن أن يقال ولكنني لن أتطرق إلى تلك التفاصيل لأن البند هو بند يعنى أساساً بالقضية الفلسطينية وبوضع حد للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وإذا فعل بعض العرب ما يسر خاطر "إسرائيل" فإنني لن أفعل.

وأشار الجعفري إلى أن معاناة المواطنين السوريين الرازحين تحت الاحتلال في الجولان السوري تتواصل منذ ما يناهز النصف قرن كما تستمر حملات الاستيطان الإسرائيلية ويتعرض المواطنون السوريون لأبشع سياسات القمع والتمييز العنصري والاعتقال والتعذيب ويحرمون من مواردهم الطبيعية بما في ذلك النفط والغاز والمياه كما يحرمون من حقهم في الدراسة وفقا لمناهج التعليم الوطنية السورية ومن حقهم في حمل هوية وطنهم الأم سورية.

وبين الجعفري أن الدعم "الإسرائيلي" للجماعات المسلحة يعرضان حياة قوات الأمم  المتحدة العاملة هناك للخطر ويساهمان في تقويض عمل هذه القوات وهذا ما حدث فعلًا عندما قامت تلك المجموعات الإرهابية مرات عدة بخطف حفظة سلام تابعين للأندوف أو إطلاق النار عليهم واستهداف مواقعهم.

وقال الجعفري:"إننا أبلغنا عمليات حفظ السلام بكل التفاصيل المتعلقة بذلك وطلبنا منها رسمياً التحقيق في مسألة تواطؤ الاستخبارات القطرية في خطف حفظة سلام تابعين للأندوف من الكتيبة الفلبينية إلا أن الغريب في الموضوع هو تقاعس إدارة عمليات حفظ السلام حتى هذه اللحظة عن توضيح نتيجة تحقيقاتها ذات الصلة بهذه الشكوى هذا إن قامت الإدارة بالفعل بإجراء مثل هذه التحقيقات."

ولفت الجعفري إلى أنه لا يمكن السماح باستمرار فشل الأمم المتحدة في الاضطلاع بمسؤولياتها القانونية والتاريخية وفي تنفيذ قراراتها ذات الصلة بإنهاء هذا الاحتلال الإسرائيلي الغاشم بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 الخاص بإنهاء احتلال الجولان السوري.

وشدد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة على أن المطلوب اليوم للحفاظ على ما تبقى من مصداقية الأمم المتحدة هو أن تنهي بعض الدول المعروفة سياسة المعايير المزدوجة وأن تربط الدول الأعضاء الأقوال بالأفعال عبر اتخاذ إجراءات فعلية تجبر "إسرائيل" السلطة القائمة بالاحتلال على الانصياع لقرارات الأمم المتحدة بحيث يتم استئصال شأفة الاحتلال وإنهاء هذه المأساة غير المسبوقة التي يعيشها المواطنون العرب الرازحون تحت الاحتلال منذ عقود طويلة.

وبين الجعفري أن ما تريده شعوب المنطقة هو السلام والازدهار وإنهاء حالة عدم الاستقرار والتوتر والاحتلال ولكن بعض الدول عملت لصالح هذا العدو وساهمت في خلق بؤر توتر وعدم استقرار جديدة عبر خلق جبهات وهمية في المنطقة وتغذية أعمال عنف وإذكاء صدامات إقليمية استنزافية لطاقات العرب والمسلمين قائمة على صراع هويات إثنية ومذهبية ودينية وأمنية بهدف رفع الضغط السياسي والدبلوماسي الدولي عن "إسرائيل" وإنهاء أي أمل في وضع حد للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=3835