تحقيقات وتقارير

ماذا عن أسعار الأدوية في سورية؟


الإعلام تايم - رنا الموالدي



المواطن السوري الذي أثقل كاهله ارتفاع أسعار جميع المواد الاستهلاكية تساوره المخاوف من ارتفاع جديد قد يطرأ على سعر الدواء وسط تجاذبات المطالب برفع سعره من قبل المعامل الخاصة.


ففي الوقت الذي بات الذهاب إلى عيادة طبية خاصة لدى بعض الأسر خارج قواميسهم.. أصبح الاكتفاء بمشورة الصيدلاني بديلاً في علاج أطفالها بهدف تخفيض نفقاتها في وقت أصبحت فيه وبعد ارتفاع أسعار الأدوية عاجزة حتى عن ذلك فارتادت المستشفيات والمراكز الصحية شبه المجانية، أو تحولت لاستخدام الأعشاب الطبية كعلاج مسكن تستعيض به عن الدواء الذي بات سعره "يكسر الظهر"، وخاصة بالنسبة للمرضى الذين يعانون أمراضاً مزمنة وبحاجة دائمة لشراء الدواء.


وفي استطلاع رصده "الإعلام تايم " حول أسعار الدواء بيّن أغلب المواطنيين أن غلاء الدواء مصيبة "الله يعين الفقير على هالحالة" المواطن بحاجة لدواء وخاصة الذي لديه أطفال فهم بحاجة لدواء بشكل دوري وهكذا... ومنهم من رأى أنه غلاء عالمي، فلم لا تكون هنالك أدوية مساعدة لهم من حيث السعر "مناسبة" للمعيشة.. ومنهم كان رأيه أن الدواء السوري رغم الغلاء فهو أرخص الموجود في المنطقة عموماً.


هناك الأمراض المزمنة التي يحتاج مرضاها للدواء بشكل دائم؟! تقول أم عبدالله معقبةً "أنا أحتاج إلى دواء الضغط بشكل دائم وزوجي لدواء السكري، ماذا نفعل لنستطيع تأمين الدواء؟"
وقد رأى الكثير أن أسعار الدواء غير منطقية بتاتاً خاصةً بوجود هذه الأصناف التي نراها في السوق فبعضها إن لم يكن جميعها ليست ذات فاعلية بعد أن لجأت معامل الأدوية للتلاعب في المواصفات وتخفيف تركيزها "فأصبحت 3 حبات بفعالية حبة".


وكمبرر للزيادة أكد مجموعة من الصيادلة التقى بهم موقع "الإعلام تايم" أننا إذا علمنا أن حوالي 65% إلى 80% من الأدوية التي نتناولها تصنع من المواد الخام المستوردة هذا يعني أننا دائما سنظل تحت رحمة الشركات العالمية وتقلبات أسعار الصرف، فحين يرتفع سعر الدولار ترتفع معه مباشرة تكاليف تصنيع الدواء وبالتالي ثمنه في السوق ففي فترة معينة لوحظ اختفاء أدوية معينة مهمة وحساسة كتلك الخاصة بعلاج القلب والأوعية الدموية والسكري والضغط من الأسواق وكان السبب رغبة شركات تصنيعها في رفع أسعارها...


ولأصحاب مستودعات الأدوية رأي مشابه فالدواء سلعة كبقية السلع تحكمها قواعد السوق من حيث تكلفة الانتاج وضمان الجودة والمنافسة والدعاية والإعلان وغير ذلك وهناك عوامل أخرى تتدخل في سعر الأدوية تتعلق في أسعار المواد الأولية، ومعظم المواد الأولية الموجودة في الصناعات الدوائية مستوردة من الخارج وبالتالي تحكمها أسعار المواد الأولية وتكلفة الإنتاج المحلية هذا من ناحية، من ناحية أخرى إذا نظرنا إلى سعر الدواء السوري سعر الدواء السوري تديره إدارة مركزية للدواء و تشرف على التسجيل والرقابة والتسعير..


مع كل الزيادة لا يزال الصيدلاني يشتكي!!!


قرار رفع سعر الدواء بنسبة 50% الذي جاء بعد دراسة لتكاليف الإنتاج المتزايدة من أجل الحفاظ على الصناعة الوطنية وضمان عودة الأصناف المفقودة خلال الأحداث كما قال نقيب الصيادلة د.محمود الحسن لم يُغضب المواطنين فقط بل أثار سخط بعض الصيادلة.. رانيا صيدلانية تقول" تنخفض نسبة مبيعاتنا إلى 15% بعد كل زيادة ورأس مالنا بدأ يتآكل، لأنه يجب علينا ضخ رأس مال كبير لترميم النقص في المخزون الدوائي للصيدلية، مضيفة أصبحت أرباح الصيدلاني قليلة فهناك أناس فضلوا الانقطاع عن علاجهم بسبب سوء أحوالهم المادية.


ولم يتوقف الأمر على الدواء فالغلاء طال كل شيء يقول الصيدلاني أحمد مشيراً إلى أن الكثير من المرضى الذين يمتنعون عن شراء الدواء بمجرد معرفتهم بسعره، موضحاً أن أغلب الأدوية المباعة حالياً هي أدوية الأطفال مرجعاً السبب إلى أن الطفل لا يتحمل المرض على عكس الكبير الذي من الممكن أن يعالج نفسه بالأعشاب.


إن مصنعي الأدوية لا زالوا يطالبون بزيادة أسعارها.. وجهة نظرهم تدور في فلك ارتفاع تكلفة إنتاج الدواء إلى نحو 12% خصوصاً بعد رفع سعر مادة المازوت 3 أضعاف، إضافة إلى عدم قدرتهم على الاستمرار في الإنتاج بحجة ارتفاع مستلزمات الإنتاج.. وما بين تبريرات الصيادلة وأصحاب المستودعات والمعامل يبقى المواطن الحلقة الأضعف والتي تضعف يوماً بعد يوم في كل ما يجري وهو المتأثر الأول والأخير من عدم توافر الأدوية بفعالية جيدة أو ارتفاع أسعارها، إذ لا يمكن لدخل المستهلك أن يتحمل الزيادات المتتالية فالأدوية ليست من الرفاهيات بل من الضروريات.. وهو من يدفع الثمن في النهاية.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=38303