تحقيقات وتقارير

الزواج عبر الإنترنت .. رياح الحرب تعصف بعادات السوريين


الإعلام تايم - لما محمود

هي الحرب تفرض واقعها ونغمتها هنا وهناك.. وما أن تحط في مكان الا وتقلب مفرداته اليومية رأسا على عقب.. نيف وخمس سنوات مرت على الحرب الارهابية على سورية.. بدلت الكثير من الوقائع والعادات، وطالت تلك التغيرات أدق التفاصيل في الحياة اليومية.. هبت رياحها في المنطقة، فكانت سم زعاف ...المجتمع، الاسرة، الفرد، الجميع تأذى من تلك الرياح، فكان للشباب السوري نصيب من تلك التقلبات التي طرأت على حياته بشكل مباشر بكل جوانبها وتفاصيلها، فارتفاع الأسعار" و"الظروف الاقتصادية والاجتماعية"، كل هذا جعل الشاب السوري في مواجهة صعبة مع الحياة واتخاذ قرار في الارتباط وتكوين أسرة، إضافة إلى أن ظروف الشباب، واضطرار بعضهم للسفر خارج بلادهم، أو البحث عن عمل آخر كي يتمكن من الزواج، سرق الوقت منه للبحث عن شريك العمر.

و مع اغتراب الكثير من الشباب السوري لتأمين مستقبلهم، ووضعهم المادي ليسمح له بالارتباط ومواجهة الحياة وتحمل مسؤولية بناء عائلة.. غدت مواقع التواصل الاجتماعي طريقة للتعارف واختيار شريكة حياته من أرض وطنه .. حيث اعتمد الكثير من هؤلاء الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي لبناء الصداقات والعلاقات العاطفية، بأمل أن تتوج بالزواج، وقد تتوج بعواقب وخيمة لا يحمد عقباها.

فما هي طبيعة العلاقات على مواقع التواصل، وهل تكفي لاتخاذ قرار الزواج، البعض يعتقد أن العلاقات عن طريق هذه المواقع تتيح لهم أكثر مما يتاح في الحياة العادية، حيث يسمح لهم الفضاء الافتراضي بقول أو فعل مالا تسمحه الأوساط التقليدية، وكسر الحدود بين الناس.

الإعلام تايم "استقصى ظاهرة الزواج على الإنترنت بين مؤيد ورافض لفكرته خشية الوقوع ضحية ... سعيد طالب في العشرينيات من عمره، تجربة شخصية رواها للإعلام تايم: "تعرفت على فتاه عن طريق الانترنت وبقيت معها لمده سنه كامله وتكللت هذه العلاقة بالزواج ولكن سرعان ما فشلت وكان مصيرها الانفصال وذلك لأسباب عده منها عدم الثقه والمجامله والاستغلال.
وتساءلت هبة طالبة جامعية في العشرينيات من عمرها ، عن مدى صحة وحقيقة المعلومات التي يتبادلها الطرفين عن طريق زواج الانترنيت، فهناك العديد من الأمور التي قد يخفيها الطرفين عن بعضهما، كالامراض مثلا"..

كثيرون في مجتمعنا مازالوا لا يتقبلون أفكارا خارجة عن إطار عاداتنا وتقاليدنا التي عشنا وتربينا عليها .. بالنسبة لأحمد، في الثلاثين من عمره، يقول إن التعارف عن طريق الانترنت لدينا كمجتمع شرقي يعتبر دخيلاً لضيف: "أنا بصراحة لا أحبذ هذه الفكرة لان الزواج هو ارتباط قائم على المعرفة والتفاهم بين الطرفين، أما التعرف عن طريق الانترنت قد يكون به نوع من التلاعب والكذب بين الطرفين وعدم الصراحة والوضوح".

فاطمة تؤيد فكرة زواج الانترنيت وتصف لنا تجربة أخ صديقتها قائلة: " تزوج عن طريق الانترنت، تعرف عليها من خلال التشات وأدى تعارفهم إلى الزواج، ويعيشون حياة سعيدة وهم متزوجون منذ أكثر من سنة ونصف.

أما حنان، طالبة هندسة، رأت أنّ الانترنت هو الوسيلة الوحيدة في هذه الظروف للتعارف، خاصة أنّ معظم الشباب يعيشون خارج البلاد، أنّ الظروف التي تمر بها البلاد هي المحفز الأساسي للخطبة والتعارف عن طريق الانترنت الرائج استخدامه بين الشباب.

لم يكن الشباب المقيم خارج البلاد وحده من وجد في التعارف عبر شبكة الانترنت حلاً مقبولاً يساعده في اختيار شريكة العمر والتواصل معها، بل إن بعض الأمهات رأين في الدخول "بكروبات" الزواج عبر صفحات الانترنت طريقة أسهل تتيح لهن اختيار ما يناسبهن.. محمد يتحدث لنا عن تجربة أحد من أقاربه: الذي لم يستطيع أن يجد شريكة حياته المناسبة لعاداتهم وتقاليدهم في الغربة، والدته بحثت له عن الفتاة المناسبة ، وتعرف عليها على الانترنت وتمت الخطبة ومراسم الزواج في سورية وبدون تواجد العريس، فالأهل أتمّوا الأمور ، وأصبحت شرعا زوجته ، والتقى بها أول مرة بالمطار .. ويقول: الآن أسعد واحد بالدنيا.

هذه الظروف جعلت كثيراً من شباب سورية الساعين للزواج خارج بلادهم في عائق للبحث عن شريكاتهم بأنفسهم في إطار عادات اجتماعية لا تسمح لهم في كثير من الأحيان بطرق الأبواب بمفردهم.

وفي آخر إحصائية كشف عنها القاضي الشرعي الأول بدمشق محمود المعراوي عن ازدياد حالات الزواج عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة وخصوصاً عبر "سكايب"، مؤكداً أن نسبة عقود الزواج التي تتم عبر الوكالات وصلت إلى 50 بالمئة من مجمل العقود التي تعقد في المحكمة الشرعية بعدد يومي بلغ نحو 60 عقداً. مبيناً أن ازدياد نسبة الزواج عبر "سكايب" يعود إلى هجرة الشباب بشكل كبير خلال سنوات الأزمة، مؤكداً أنه لا يجوز أن يتم عقد الزواج عبر "سكايب" في المحكمة ولابد أن يكون الزوج أو وكيله موجوداً أثناء انعقاد العقد.

الإنترنت" فكرة حديثة وبديلة.. لجأ إليها بعض الشباب للبحث عن نصفهم الآخر، وهي فكرة استحدثتها صفحات متخصصة على "فيس بوك"، وانتشرت مؤخراً بشكل كبير، لمساعدة الشباب في الحصول على فرصة مناسبة للزواج، لتحل هذه "الكروبات "والصفحات محل "الخاطبة" قديماً.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=36983