تحقيقات وتقارير

لقاءات في دمشق.. تغير المزاج الأوروبي تجاه سورية


الإعلام تايم - وكالات


الموقف الأوربي من الأزمة  السورية أرّق السياسيين والدبلوماسيين وجعل  الأوروبي منقسماً بين الرفض والقبول لحل الأزمة .. فالإرهاب الذي يضرب سورية هو ذاته الذي سبق وأودى بحياة مواطنين أوربيين،لذا كانت الجهود مضنية من أجل إيجاد موقف موحد.. لتأتي زيارة وفد من أهم مؤسسات الاتحاد الأوربي إلى دمشق و تكشفت عن تصدّعٍ جديد في جدار الحظر الأوروبي على سورية، وذلك للتشاور والاطلاع.. آملاً أن تكون زيارة الوفد فاتحة لزيارات جديدة من البرلمانيين الأوروبيين إلى سورية. 


الزيارة هي الأولى من نوعها لممثلين عن البرلمان الأوروبي منذ اندلاع أحداث  الأزمة  السورية قبل أكثر من 5 سنوات، حيث التقى  الوفد الذي يضم 5 أعضاء رئيسة مجلس الشعب هدية عباس، وقام بزيارة أحد المشافي المختصة، " حاميش" في دمشق وقال رئيس الوفد  خافيير  كوسو "استطعنا أن نكوّن من خلال هذه الزيارة صورة عن معاناة الشعب السوري وصمود جيشه في محاربة الإرهاب والصعوبات التي تسببت بها العقوبات الاقتصادية المفروضة من الاتحاد الأوروبي على السوريين خاصة على الخدمات الصحية" ، كما اطلع الوفد على أحد مراكز الإيواء و الخدمات التي تقدمها سورية للمهجرين جراء إجرام التنظيمات الإرهابية ، إضافة إلى وجود مواعيد سياسية للوفد، مع شخصيات رفيعة المستوى، تصدرها الرئيس بشار الأسد، كما مسؤولين في الخارجية.


وتشكل زيارات البرلمانيين الأوروبيين، فرصة لعرض منظوره للأحداث بشكل مباشر على الساسة، ولا سيما أن العزلة السياسية التي فرضتها أوروبا قسراً على دمشق4 سنوات تقريباً، أشاعت منظوراً واحداً لما يجري في سورية، حيث دان كوسو، سياسة البرلمان الأوروبي تجاه سورية، مؤكداً أنه والوفد الأوروبي الذي يُرافقه  سيعملون على نقل الصورة الحقيقية عن الأحداث السورية و دعمه ومساندته لسورية في مطلبها برفع العقوبات الأوروبية المفروضة عليها ، مشدّداً على ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لجميع الدول في العالم.


زيارة وفد البرلمان الأوروبي جاءت بعد 3 أشهر من زيارة قام بها وفد برلماني بلجيكي ضم عضو مجلس الشيوخ آنك فان دير ميرخ، وعضو مجلس النواب الاتحادي يان بينريس ورئيس حزب الديمقراطية الوطنية البلجيكي ماركو سانتي، وزيارة أخرى قام بها وفد برلماني فرنسي ضم 5 أعضاء من الجمعية الوطنية الفرنسية برئاسة عضو اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية في الجمعية تيري مارياني، حيث شكّلت زيارة الوفود البرلمانية الفرنسية، الخرق الأول والأهم في جدار العقوبات، ليشكل الاسباني عضو حزب اليسار الموحد خافيير كوسو مثالاً عن تحول في القناعات الموجودة لدى بعض أعضاء الاتحاد علناً لا سراً، إذ يعتبر من أكثر المدافعين عن اليسار وحقوق الانسان على المستوى العام المعني بقضايا البلدان، لا القضايا الفردية و الذي عارض الحرب على سورية، كما سبق وعارضها على ليبيا...
ولم يقتصر الخرق على المستوى البرلماني، بل توسع على المستوى الأمني بزيارات أمنية متبادلة بين الجانبين السوري والايطالي في الأسابيع الماضية، وسبقتها محاولات أخرى اسبانية وألمانية وبلجيكية، وحتى فرنسية، كما سبق أن رجحت مصادر دبلوماسية أوروبية مواكبة لجهود دي ميستورا أن تُستأنف محادثات جنيف بعد منتصف تموز الجاري بأيام، وقالت "إن هناك نيات جدّية لدى الدول الكبرى لدفع الأطراف السورية المعنية للقبول بالعودة إلى جولة جديدة من المفاوضات"، حيث سيجتمع وزير خارجية روما باولو جينتيلوني غداً الإثنين في لقاءين منفصلين مع كل من مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا ورئيس ما يسمى "الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة"


زيارة الوفد البرلماني ، تبقى مهمة كونها تأتي في سياق تغير واسع في المزاج الأوروبي تجاه سورية، ورغبة الكثير من الدول للانخراط سياسياً مع سورية.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=36860