نافذة عالمية

في مؤتمر الوحدة الإسلامية.. حسون: الشعب السوري صمد بوجه 88 دولة.. روحاني: أعداء الإسلام يسعون إلى إيجاد الفرقة


 

أكد سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية أهمية الوحدة والتعاضد بين المسلمين ونبذ الفرقة والخلافات بما يخدم قضايا الأمة والعالم الإسلامي، مشيراً إلى التحديات التي تواجه العالم الإسلامي وأهمية الاعتصام بحبل الله والتمسك بالقرآن الكريم حفاظاً على الهوية الإسلامية.

 

وقال المفتي حسون في كلمة ممثل الوفود المشاركة في المؤتمر الدولي السابع والعشرين للوحدة الإسلامية المنعقد في العاصمة الإيرانية طهران اليوم الجمعة 17 كانون الثاني "لنعمل معاً ويداً بيد من خلال مؤتمر الوحدة الإسلامية لنشر ثقافة المحبة والتآخي في المجتمعات البشرية ومواجهة الفكر الذي يروج للقتل والتكفير" مضيفا أن سورية تتعرض "لحرب كونية منذ ثلاث سنوات يستهدف فيها الأبرياء العزل والبنى التحتية ودور العبادة".

وأشار حسون إلى أن الإعلام المضلل يحرف الحقائق بشأن ما يحدث في سورية فالسوريون على مختلف انتماءاتهم الدينية "يعيشون جنباً إلى جنب ويبنون سورية بيد ويحاربون الإرهاب بيد أخرى".

وأكد أن استهداف سورية ومعاقبتها هو بسبب احتضانها ودعمها للمقاومة ووقوفها مع الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة وأن سورية ستنتصر على الإرهاب الذي يعصف بها بفضل حكمة قيادتها وصمود شعبها وبسالة جيشها.

وقال: "إن الشعب السوري صمد في وجه 88 دولة أرسلت الإرهابيين وأمدتهم بالسلاح لقتل الشعب السوري"، مشيراً إلى أن الحظر الذي تعاني منه سورية وإيران ولبنان هو بسبب وقوفهم في وجه الكيان الصهيوني الغاشم وعدم التساوم مع الغرب محذراً من وسائل الإعلام المضللة والتحريضية التي تقوم بنشر الأكاذيب والسموم عن سورية.

وأوضح حسون أن إيران وقفت إلى جانب الشعب والقيادة السورية والمقاومة في المنطقة وهذا ما يحتم علينا الالتفاف حول محور المقاومة لمواجهة محور الشر مضيفا.. نحن الآن في أخطر مرحلة "تمر فيها الأمة الإسلامية وجئنا إلى هنا لكي نبحث عن حلول لمشاكل هذه الأمة".

وأكد مفتي الجمهورية ضرورة البحث عن علاج تشتت أوصال الأمة الإسلامية ومحاربة الإرهاب لافتاً إلى أن الشعب الإيراني رصيد الأمة الإسلامية والبشرية لأنه استطاع ان يجمع الأمة الإسلامية بعد ثورته التاريخية و"اجتثاث وكر التجسس الأمريكي من بلاده" لما يمتلك من حضارة قديمة تمتد إلى عمق العصور وتحقيق إنجازات عظيمة على المستويات كافة.

وأوضح حسون أن إيران تمكنت من فرض إرادتها على الغرب والدخول في نادي الدول التي تمتلك الطاقة النووية واستطاعت انتزاع اعتراف الغرب بحقوقها النووية في جنيف مقدما التهنئة للقيادة الإيرانية والشعب الإيراني بدخولهم الى النادي النووي لصنع السلام لا لقتل الناس وتدمير العالم.

 

وبين حسون أن الشعب الإيراني بتماسكه مع قيادته استطاع أن يقف أمام العالم بعزة وكرامة ويثبت أن الأمة التي تريد ان تقف ضد الاستكبار العالمي تستطيع ان تفعل ذلك من خلال صدقها في عقيدتها وحملها لرسالتها وتمسكها بحقوقها وهذا ما جعل العالم يعترف للجمهورية الإسلامية الإيرانية بحقها بان تكون في مقدمة الركب العلمي في العالم الحديث.

وأعرب مفتي الجمهورية عن شكره للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدعمها سورية حكومة وشعبا في ظل ما تتعرض له من مؤامرة تستهدف موقفها ودورها الريادي في المنطقة.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر أن اعداء الإسلام يسعون الى إيجاد الفرقة والنزاع وتعميقهما بين أبناء الأمة الاسلامية.

وقال روحاني: "إذا ظنت دولة ما من خلال دعم الإرهابيين أنها يمكن أن تزيد من نفوذها وتسقط حكومة في المنطقة فانها مخطئة مئة بالمئة وأي أحد حفر حفرة لأخيه سيقع أولا فيها ومخطئون من يظنون أنه من خلال إشهار سيف الإرهاب ضد الأبرياء سيصونون أنفسهم".

ودعا الرئيس الإيراني "الأمة الإسلامية إلى التصدي للتكفيريين ومحاولاتهم تشويه صورة الإسلام السمحة ودعمهم الإرهاب لبث الفرقة والنزاع بين أفرادها لتحقيق مصالح الغرب ومصالح شخصية" لافتا إلى أن "الجماعات التي لا تحمل اسما من الرحمة الإلهية والابعاد الأخلاقية لدين الإسلام قامت بتشويه الوجه الناصع للأمة الإسلامية أمام الرأي العام العالمي باسم الجهاد وأوجدت الخلافات والهوة بين أبناء الأمة الإسلامية وعمقتها بدعم من الذين يسعون وراء مصالحهم الشخصية والقوى الكبرى التي تسعى لمصالحها ولنهب الثروات وخاصة في مجال الطاقة وبدعم أولئك الذين يريدون أن يستحوذ الغاصبون والصهاينة على منطقتنا متناسين جرائمهم المشينة".

وأوضح روحاني أن التعاون بين إيران وروسيا أبعد شبح الحرب عن المنطقة وقال "عملت إيران خلال الأشهر الماضية لمواجهة الاخطار واتخذت خطوات بعيدة أولها ابعاد المنطقة عن حرب ضروس جديدة بفضل دبلوماسيتها وتعاونها مع بعض القوى العالمية ولولا التعاون بين روسيا وايران لما تحقق هذا الهدف لان أعداء الأمة الإسلامية أرادوا أن يشعلوا نار حرب جديدة فى المنطقة وهيؤوا المقدمات ودعموا الكيان الصهيوني الغاصب وأعطوا أوامر الاستعداد الكامل لقواهم العسكرية وأرادوا أن يهيئوا العالم لنزف جديد من الدماء".

وأوضح روحاني أن "إيران حملت لواء مواجهة التطرف وقدمت مشروعا لمكافحته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وتم التصويت عليه وتصديقه إذ اضطرت البلدان التي كانت تروج زورا أن المسلمين وبلدانهم يسعون وراء العنف والتطرف الى أن تصوت لصالح المشروع".

ولفت الرئيس الإيراني إلى أن "القوى الغربية سعت خلال السنوات الماضية لترويج التخويف من إيران بهدف منعها من التقدم في التقنية النووية السلمية ولكن الشعب والحكومة الايرانية ومن خلال إعلان شعار الاعتدال والتدبير عملا على نبذ وتبديد الخوف من إيران"، مبيناً أن دخول "الحكومة الإيرانية المفاوضات واتفاقها الأول مع الدول الغربية بشأن برنامجها النووي أوضح للرأي العام العالمي أنه ليس لدى ايران ما تخفيه في مجال التقنية النووية السلمية التي كانت وستكون دائما ذات أهداف سلمية محضة".

وأكد روحاني مجدداً أن "إيران لا تسعى لامتلاك السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل لأنها تعتبرها أمرا محرما ولأن الشعب الإيراني كان ضحية لأسلحة الدمار الشامل وهي ملتزمة بكل المواثيق التى وقعت عليها في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وشدد الرئيس الإيراني على أن "ما نشاهده في منطقتنا يشير إلى أن ما تم حتى الآن في طريق وحدة الأمة الإسلامية لم يكن فاعلا ويجب اتخاذ خطوات مؤثرة" لافتا إلى أن "البلدان الإسلامية بحاجة ماسة الى الحوار وأن كل الجهود يجب أن تنصب من أجل منع استمرار نزيف الدم بين أبنائها بذرائع واهية أسوؤها وأخطرها التكفير ويجب مواجهة أعداء الاسلام ومنعهم من تشويه صورته السمحة".

وكانت بدأت في طهران في وقت سابق اليوم أعمال المؤتمر الدولي السابع والعشرين للوحدة الاسلامية تحت عنوان "القرآن الكريم ودوره في وحدة الأمة الإسلامية" بمشاركة وفد سورية برئاسة سماحة المفتي العام للجمهورية وحضور السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود.

ويشارك في المؤتمر الذي يستمر يومين أعضاء الجمعية العامة للتقريب بين المذاهب وحشد من المفكرين والعلماء من خمسين بلدا بما فيها ماليزيا وروسيا واليونان والعراق ولبنان والسعودية وتايلاند والجزائر وبريطانيا وأمريكا واستراليا وأوغندا وهولندا وقطر واليمن ومصر.

ومن ضمن الموضوعات التى ستطرح فيه "الوحدة الإسلامية وضرورتها في القرآن" و"وحدة الأمة الإسلامية حول محور القرآن الكريم التحديات والقيود" و"الأوضاع الحالية للمجتمع الإسلامي من منظار القرآن الكريم" كما سيبحث القضية الفلسطينية ودورها المحوري في حياة الأمة الإسلامية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=3683