تحقيقات وتقارير

الاحترام فضيلة وليس حيلة


الاعلام تايم _ خيرية أحمد


"ابن فلان، صاحب أموال، يلبس الماركات، سيارته أحدث الموديلات" عبارات نطلقها على شخص ما، وفي زمننا هذا أصبحت مفتاح للاحترام عند البعض، فقد اختلف مفهوم الاحترام الذي تربينا عليه وهو باحترام النفس أولاً لأنها بداية احترام الآخرين بغض النظر عن انتمائاتهم وأشكالهم وأفكارهم، واحترام كبار السن، ونجد الاختلاف في أن الثروة والملبس الفاخر وعنوان الإقامة والسكن ونوع السيارة جميعها أصبحت متطلبات وحيل لكسب الاحترام.


واستشهاداً بمقولة "الاحترام تربية وليس ضعف والاعتذار خلق وليس مذلة" هناك العديد من المفاهيم الخاطئة في تفسير الاحترام، إذ يعتبره البعض بانه موضع ضعف وخوف في الشخصية، متناسين اللباقة واللطف في التعامل والحفاظ على كرامة وإنسانية الآخر، واتباع الرقي والدبلوماسية التي تليق بالذات بعيداً عن المشاكل والصوت العالي والجهل والإهانة.


ولاكتساب احترام الذات والآخرين هناك أساليب متنوعة منها:
1- الاعتناء بالنظافة الشخصية وارتداء الملابس الأنيقة المناسبة غير باهظة الثمن.
2- الابتعاد عن الألفاظ الجارحة والنابية والنميمة والسخرية، الصدق في الحديث والاعتراف بالأخطاء والاعتذار عنها، والاستماع بشكل جيد إلى الأخرين وعدم مقاطعتهم.
3- إدراك وتقدير قيمة وأهمية الوقت واستشماره بالقيام بالأشياء المفيدة والخيرة.
4- معاملة الناس سواسية بعيداً عن الغنى والمستوى، إنما النظر إلى علمهم وأدبهم وتهذيبهم، وشكرهم على معروفهم.
5- استعمال عبارات مهذبة مثل (اسمح لي- رجاء- بعذ إذنك- من فضلك – شكراً جزيلاً) عند التعامل مع الآخرين. 
6- عدم التدخل في شؤون وخصوصيات الناس واستئذانهم عند استخدام ممتلكاتهم، وبالتالي عدم تخطي الحدود معهم.
7- الابتعاد عن تقليد الأفعال السلبية للآخرين، إنما جعل الشخصية على طبيعتها، والتأثر بأفعالهم الإيجابية.
8- عدم رد الإساءة بمثلها إنما التعامل بتحضر فعند حدوث مشكلة أو سوء تفاهم سيظهر بشاعة أفعالهم ورقي أفعالك.
9- التواضع وعدم التفاخر لكي لا يقال عنك أنك سطحي ومتكبر، وجعل النفس مليئة بالمحبة والسلام والإخلاص.
10- عدم استغلال موضع القوة وذلك بإهانة وتقليل احترام الأفراد.


ويعود الاحترام بشكله الطبيعي الذي هو أحد أبعاد الذكاء الأخلاقي على الفرد بالصحة النفسية والاجتماعية، إذ يجعل التفكير إيجابي ويعطي الثقة والتقدير للذات والحياة، وتسود المحبة والود في العلاقات الاجتماعية.
"اِحترم تُحترم" فإعطاء الاحترام يكسبك إياه، وبالتالي يتسم المجتمع بالرقي والتهذيب، لأن قيمة المجتمع والإنسان الحقيقية في شخصيته وتربيته الحسنة وما يحمل من صفات ومبادئ وعلم، وليس فيما يملك من أشياء مادية قد تضيع مع الوقت أوتفسد.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=36373