بطل من سورية

"يؤثرون على أنفسهم".. الشهيد الطيار خضرة نموذج


الاعلام تايم_طارق ابراهيم


جاء الامر.. سيدي يطلب إليك أن تقفز وتترك الطائرة لأنها لن تقوى على آداء المهمة.. عطل فني سيتسبب في كارثة.. صدر الحكم السقوط حتمي.. لبرهة من الزمن.. الافكار متسارعة في ذهن الطيار الشهيد أيهم خضرة.. إما أن تقفز بمظلتك وتنجو بنفسك تاركاً الطائرة التي أصيبت بعطل فني بعد إقلاعها من مطار حماة، لتتحطم فوق الاحياء السكنية المكتظة بالمدنيين بحي النصر بحماة، أو تحاول أن تبعد الاذى عن المواطنين في المنطقة قدر الإمكان وبالفعل كان ثمن ذلك غالياً إنها الروح .. أما الطائرة فقد تحطمت في حديقة المختار داخل حي النصر بحماة وأنقذ بذلك حياة عشرات المدنيين القاطنين بالمنقطة.


"يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"، وما أجلّها لو كانت الروح.. ماحدث ليس نادرة أو قصة فريدة بل واحدة من آلاف قصص التضحية والبطولة التي يقوم بها مغاوير الجيش العربي السوري منذ سنوات وبلدهم يتعرض لأعنف حرب كونية استهدفت بشرها وحجرها.. حرب لم يترك أعداء الوطن فيها نوعاً من أنواع الاسلحة الا واستخدموه فيها.. ورغم ذلك وقف ذلك الجندي صامدا صابرا في وجه رياحها الصاعقة متسلحاً بالعقيدة والايمان وكله يقين أن ثمن عزة الوطن غالٍ والتضحية في سبيل ذلك ثمرته  الجنة التي "لا يلقاها الا الذين صبروا"، فكان خير نموذج يحتذى به.


هو واحد من آلاف الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وجعلوا من أجسادهم سداً منيعا في وجه الارهاب التكفيري والسموم الوهابية وأزلامها الذين أتوا "لنصرة الشام" على حد زعمهم، متسلحين بمنظومة إعلامية اعتمدت على أمهر صناع الاعلام وأحدث تقنيات التكنولوجيا، لاتهام الجيش السوري بالشيطنة، واعتماد مبدأ الترغيب بشراء الذمم وإغراء العديد الذين باعوا وطنهم لحفنة من الدولارات ومبدأ الترهيب في قطع رؤوس وشيها على النار وأكل أكباد وإحراق وغيره مخالفين بذلك كل الشرائع السماوية، والقانون الدولي الانساني واتفاقيات جنيف المتعلقة بحقوق الاسرى.


الطيار الشهيد خضرة الذي قاد الطائرة الحربية من طراز "ميغ 21"، لتنفيذ مهمة في الريف الغربي للمحافظة، ضحى بحياته من أجل إنقاذ حياة آلاف الأسر الحموية القاطنة في ‏حي النصر، وقبل أن يسقط مقاتلته حاول التحفيف من الحمولة بعد إعلام المطار بعطل أصابها ، وقد أعطيت الأوامر بترك المقاتلة والهبوط بمظلته.. أبى الشهيد خضرة فحاول المناورة وإفراغ حمولته بأماكن غير مأهولة أو غير مكتظة قدر الامكان.


المحاولة الاخيرة للشهيد أيهم ، كانت بأن يقترب ما أمكن من مدرج الهبوط مجنباً الحي الأضرار من انفجار ولكن الشهادة كانت أقرب، ليضحي بنفسه داخل مقاتلته..  هؤلاء هم أبطال الجيش العربي السوري الذين حاول الاعلام المعادي شيطنتهم، هؤلاء من علينا جميعاً دعمهم والوقوف بجانبهم، لأنهم يقاتلون سارقي نفطنا وقمحنا وقطننا ومعاملنا، ويحاربون قتلة علمائنا وأطبائنا، ومخربي كنائسنا وجوامعنا، ويواجهون من هدم مشافينا ومدارسنا، ومن اقتلع الخير من بلادنا.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=53&id=36190