تحقيقات وتقارير

من يحاسب الأمم المتحدة على جرائمها؟


الاعلام تايم - فاطمة فاضل

 

"هي حال الأقوام السابقة إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وإذا سرق الشريف تركوه".. هذه المقولة تنطبق اليوم على مدعي حماية الامن والسلم الدوليين.. أموال الخليج هذه المرة وفي كل مرة تعمي بصر وبصيرة المنظمة الاممية عن جرائم يرتكبها النظام السعودي عبر تحالف يقوده لتدمير اليمن السعيد وقتل أطفاله.. لا بل تتراجع عن قرار اتخذته بحق مفرخي الارهاب في العالم ودعاة القتل ونشرالرذيلة أتباع الوهابية بني سعود.


تم ادراج تحالف العدوان على اليمن الذي تقوده السعودية ضمن القائمة السوداء للأمم المتحدة لساعات وفق ما أقره الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون ثم تراجع وتراجع منظمته عن القرار لتضع المسمار الاخير في نعشها ويضع بان الذي يستمتع بآخر أيامه على كرسي العرش الدولي في مزبلة التاريخ.


ولابد من الاشارة الى أن ذلك التقرير المتعلق بمصير أطفال اليمن حمّل تحالف العدوان السعودي مسؤولية مقتل  700 من أطفال اليمن منذ بدء العدوان، وجاء متأخرا بشكل كبير إذ انتظرت الامم المتحدة 15 شهراً لتصدر تقريرها الخجول ثم تتراجع لتعطي "صك براءة" للنظام السعودي وتحالفه بل  ضوءا أخضر دوليا للاستمرار في قتل الاطفال..


تلك المنظمة المؤتمنة على رصد المخالفات والجرائم ومتابعتها، وفضح و إدانة من يرتكبها.. بل ومعاقبته، والوقوف في وجهه.. عندما تسكت عن جرائم بني سعود في سورية واليمن وتتقاعس عن القيام بمهمتها، أليست ترتكب خيانة كبرى، وجريمة كبرى لا تقل الجريمة الاصل.. ومرتكب غض الطرف والتقاعس قاتل حقيقي يشارك المجرم المباشر.. وينازعه عباءة المسؤولية الجنائية من باب التستر.


يقولون.. إن ضغوطاً قوية على بان كي مون من دول حليفة للنظام السعودي، ومكالمات انهالت على مكتبه بعد إدراج تحالف العدوان، الذي تقوده الرياض، على "القائمة السوداء" الأممية، و"ضغوط من هنا وهناك" استخدمتها السعودية التي لوحت أيضاً بوقف مساعداتها للفلسطينيين ووقف تمويل برامج أخرى تابعة للمنظمة الدولية، كما هددت أيضاً "باجتماع شيوخ في الرياض لإصدار فتوى ضد الأمم المتحدة تقضي بتصنيفها معادية للإسلام، مما يعني أنه لن تكون هناك اتصالات معها من قبل دول منظمة التعاون الإسلامي، ولا علاقات ولا مساهمات ولا دعم لأي من مشروعات أو برامج الأمم المتحدة".


بالمقابل وعلى الضفة الأخرى انبرت منظمات حقوقية دولية لمطالبة الأمم المتحدة بإعادة إدراج النظام السعودي على لائحتها السوداء للبلدان التي تنتهك حقوق الأطفال وانتقدت خضوع المنظمة الدولية للضغوط وشطب السعودية من اللائحة، حيث اتهمت بان كي مون بالانصياع لضغط الدول القوية، قائلة إن رئيس المنظمة، الذي يمارس عمله في العام الأخير لولايته الثانية، يجازف بالإضرار بإرثه كأمين عام للأمم المتحدة.


المدير المساعد لـ"هيومان رايتس ووتش"، فيليب بولوبيون، علّق على هذه الخطوة، قائلا: "بما أن هذه القائمة غدت تخضع للعبة السياسية فإنها تفقد مصداقيتها وتسيء إلى سمعة الأمين العام (للأمم المتحدة) في مجال حقوق الإنسان"، فيما اعتبرت منظمة العفو الدولية تراجع الأمم المتحدة عن موقفها السابق بالخطوة "المشينة".


واعتبرت تقارير صحف عالمية إقدام الامم المتحدة على شطب تحالف العدوان على اليمن من اللائحة السوداء للدول والمنظمات التي تقتل الأطفال هو "خيانة للناس الأكثر ضعفاً في العالم".


أدلة وبراهين تتوالى كل يوم تؤكد أن منظمة الأمم المتحدة قد تخلت عن دورها في حماية الأمن والسلم الدوليين، وباتت أداة في يد الدول الداعمة للإرهاب، بمقدار ما تغدق عليها من رشاوى مالية وسياسية، دون أي اكتراث لحياة الشعوب الآمنة، وما بين مؤيد ورافض لما تقوم به المنظمة الاممية هل ستشهد ولادة جديدة بعد إعادة انتخاب خليفة بان كي مون بداية العام القادم؟

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=36116