بطل من سورية

الشهيد البطل مجد الدين ديبو .. أنجبته حلب بطلاً واحتضنه تراب طرطوس شهيداً


الاعلام تايم_نزيها حسن


مابين طرطوس أم الشهداء وحلب الشهادة حكاية مجد وتضحية وفداء.. حكاية نسجتها أمهات الأبطال الشهداء .. فكما استضافت طرطوس أبناء حلب في القلب والعين، احتضن ترابها الطاهر جثامين شهداء حلب الأطهار.
قصة الشهيد مجد الدين ديبو كما ترويها والدته السيدة فاتن، تحكي مجد سورية المكتوب بدماء الشهداء من حلب وطرطوس وكل شبر من الجغرافيا السورية..


ولد الشهيد البطل في محافظة حلب عام 1991 لعائلة حلبية تضم ثلاث بنات وولدين .. وكما كل أطفال حلب الشهباء.. تربى الشهيد مجد على الأخلاق السورية والقيم الوطنية قبل أن يحمل حقيبته المدرسية وكتب القومية .. ففي شوارع حلب وأزقتها وحواريها ركض وتعثر وسقط أرضاً ونهض، وتغبّرت ثيابه ونفض عنها الغبار بكفيه الصغيرتين، وكان هناك الجار الذي يمد يده لمساعدته في النهوض والاستمرار.


في حلب تذوق طعم الزعتر واستحم بصابون الغار الحلبي، ليكبر طالباً في مدارسها الابتدائية والإعدادية والثانوية.. وفي زهوة سورية كانت زهوة شبابه ودخوله إلى الجامعة فرع الترجمة .. وتقول السيدة الوالدة.. «في سنته الجامعية الثانية انصابت سورية بالعين وبدأ الإرهاب يحرق ويدمر البلد .. فترك ولدي مجد جامعته وقرر الالتحاق بصفوف الجيش العربي السوري للدفاع عن الأرض والعرض».


وتضيف «لقد كان مجد بطلاً مقداماً قاتل الإرهابيين في درعا وفي حمص ببسالة وشجاعة وهناك ارتقى شهيداً دفاعاً عن تراب الوطن الغالي في 5 آذار عام 2013».


في صدر المنزل حيث تستقر العائلة بمحافظة طرطوس، تعلق السيدة فاتن صورة ولدها الشهيد بلباس «القداسة» لباس الجيش العربي السوري حاملاً سلاحه ليقول لكل من بعده .. «هذا اللباس وهذا السلاح هو الرسالة هو القضية هو الحامي للوطن من شرور الإرهاب»..


تروي لنا أم الشهيد كيف صبرت طوال عام ونيف وهي تستعيد لحظات كأنها اليوم.. كأنها اللحظة.. كأنها قطرات دمع انهمرت لتوها من عينيها العابقتين بحنين عمره دهور «ياعمري بعد سنة وشهرين من استشهاده أكرمني الله تعالي باستعادة جثمانه .. شيعنا جثمانه الطاهر مع أهلنا في طرطوس عريساً بالزغاريد والدموع إلى قصور العز في طرطوس(مقبرة الشهداء) وأزوره في كل مناسبة اقرأ الفاتحة وأترحم على روحه وأرواح رفاقه الشهداء»
تقول أم الشهيد «سورية تستحق منا كل شيء..هي بيتنا وأرضنا وكل مانملك أن نعيش من أجله .. والحرب علينا لاتفرق بين محافظة وأخرى وسوري وآخر.. ونحن نعيش اليوم في طرطوس بكل أمن أمان منتظرين لحظة النصر لنعود إلى حلب ونعيد بناءها لنكمل رسالة ابني الشهيد وشهداء سورية الأبرار.. هذا أملنا وهذه ثقتنا»


الرحمة والخلود لشهداء سورية الأبرار الذين يرسمون بدمائهم طريق نصر سورية وخلاصها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=53&id=35935