تحقيقات وتقارير

المرأة السورية...حكاية تضحية و إرادة


الإعلام تايم - رنا الموالدي

للمرأة إنجازات لا تحصى على العديد من الصعد، فإسهامها في الحضارة السورية ومشاركتها إلى جانب الرجل في الدفاع عن الوطن،  إضافة لمسؤوليتها تربية الأطفال وإدارة شؤون المنزل أمر ليس جديداً
برز دور المرأة السورية خلال الحرب لتثبت للعالم أجمع ،أن الطغيان لن يثبط عزيمتها وإصرارها على مواصلة حياتها والحفاظ على عائلتها ، فقد أصبحت هذه الأخيرة تسعى جاهدة لمساعدة الرجل في مصروف البيت بعد الظروف الاجتماعية القاهرة التي أًصبحت تعيشها الكثير من الأسر في ظل الأزمة السورية، وقد أظهرت السنوات الخمس الماضية قدرات النساء السوريّات وارتباطهن بحاجات المجتمع المتجدّدة، كما بيّنت أدوراً جديدة للمرأة على الصعيد المهني، فكانت ملكة في التدبير وحسن استغلال أبسط الأشياء لإعادة تدويرها واستخدامها من جديد ، فغلاء المعيشة هاجس يؤرق كل مواطن.


ولأسباب وظروف قاهرة جعلت بعضهن يخضن تجربة إحياء بعض المهن،  حيث تحولت بيوتهن لمصانع صغيرة يبدعن وينتجن و يتحدين الواقع، لذا انتشر وبقوة بين الفتيات والنساء  المهن التي تعتمد على العمل من المنزل، في محاولة للتوفيق بين المسؤوليات داخل المنزل والأعباء خارجه، فتكون هذه المهن بلا دوام معيّن، بعضها يدوي كالخياطة وحياكة الصوف وصناعة الحلي التقليديّة والطبخ المنزلي وغيرها، وبعضها الآخر يعتمد على بيع بعض أنواع البضائع الخفيفة.


والأمر غير المألوف هو بداية انتشار مهن كانت حكراً على الرجال سابقاً بين النساء حالياً، ومن بعض المشاهدات التي  انتشرت في الآونة الأخيرة بائعات جوالات في مناطق دمشق القديمة، يبعن المأكولات الخفيفة، وهنّ يجررن عربات متحرّكة، حيث تعدّ هذه الظاهرة فريدة من نوعها في شوارع العاصمة.


قررت  العمل و تحدت...


شاءت الأقدار أن يتوفى زوجها، ليتركها وحيدة تربي أولادها الثلاث لوحدها ، هي السيدة سلوى 33سنة اضطرت للعمل كنادلة بإحدى الفنادق ، تقول أنها تتعرض لضغوط  سواء من عائلتها أو من معارفها بغض النظر لنظرة المجتمع الذي ربما لا يقبل  مثل هذا العمل، و تتابع" أحياناً لساعات متأخرة أدخل المنزل وما يزعجني الجيران ينظرون إليّ بعيونهم الحاقدة وكأنهم هم الذين يصرفون عليّ، لكني استطعت تجاوز محنتي كنت حتى الخبز اليابس لا ألقاه لسد الجوع ، كانت تسد الأبواب بوجهي، فكيف لهم أن يحاسبونني ؟ تحديت جميع الظروف وصمدت".


ويأتي دور مواقع التواصل الاجتماعي مجدّداً، حيث تقوم هالة 25 سنة عبر صفحات "الفيسبوك"  بالترويج للبضائع والمنتوجات اليدوية وبشكل يصل إلى شريحة واسعة من المستهلكين، بالإضافة إلى عملها في"البازارات" الّتي يتمّ افتتاحها شهرياً، والتي برأيها توفّر فرصة جيّدة للمرأة لعرض منتجاتها أمام عدد كبير من الزوّار.


أما سهام وهي أرملة فتقول " أعمل في تنظيف الدرج في البنايات و أحيانا تنظيف البيوت، و الجميع يتعاملون معي باحترام كوني أعمل دون أن أمد يدي لأحد".


تحدت صمدت فوصلت...


اليوم ورغم الحرب تبقى سورية السباقة ومنها البدايات في مجال حقوق المرأة فأنصفها دستورها وحصلت قبل معظم النساء العربيات على حق الاقتراع والترشيح للمجلس البرلماني،  وفي بادرة هي الأولى في الوطن العربي ..مجلس الشعب ينتخب امرأة كرئيس للمجلس،  فالتاريخ السوري حافل بنضالها مؤمن بنجاحها وقدراتها  وبلغ ذروته الآن باعتلائها سدة رئاسة البرلمان...


الحديث عن المرأة السورية وفي خضم هذه الأزمة تظل هي الأبرز بصمودها، والتذكير بتضحياتها ،  بات واجباً لابد منه فلكل واحدة منهن حكاية لا يتسع لها زمان ولا مكان من الحزن والدمع إلى النجاح والأمل والاستمرار فالسيدة السورية هي الفينيقية أوروبا - زنوبيا - جوليا دومنا....

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=35912