تحقيقات وتقارير

حرب اقتصادية تطال المائدة الرمضانية..


الإعلام تايم - ربى شلهوب 

 

تداعيات الحرب على سورية منذ 6 سنوات ألقت بثقلها على كاهل المواطن السوري فأحنت ظهره ولم يعد قادراً على حمل ثقلها في ظل الاسعار المرتفعة على كافة المواد الغذائية.

 

العوز والحاجة وارتفاع تكاليف الحياة المعيشية كانت العنوان الأبرز لشهر رمضان الكريم، فقدرة المواطن السوري على تأمين أبسط احتياجات موائد الإفطار التي خلت معظمها من اللحوم البيضاء والحمراء إن لم يكن جميعها، هبطت مع ارتفاع أسعار الدولار الذي بات حجة التاجر ليرفع كرباج أسعاره ويلقيها على ظهر المواطن كالجلاد من دون رحمة، غير آبهاً برقابة تموينية أو حتى أخلاقية.

 

حال الأسر السورية جميعها التي تعاني من الغلاء لدرجة أنها تنفق ثلاثة أضعاف ما تنفقه في الأشهر العادية لا يختلف.

 

السيدة أم محمد وهي موظفة زوجها عاطل عن العمل بسبب ظروف الحرب لديها عائلة مكونة من 4 أشخاص تصف المائدة الرمضانية بالعامرة لكنها تضيف كان ذلك في الماضي أمّا اليوم المائدة الرمضانية فقيرة تختصر بنوع واحد فقط معزية ذلك لارتفاع أسعار اللحومات والمواد الأولية التي تحتاجها لإعداد طبق واحد كالرز والسمن والزيت.

 

وتضيف أم محمد واصفة التجار بالجلادين" ربطوا ارتفاع الأسعار بسعر صرف الدولار، لكن الدولار اليوم هبط ولكن لم يتغير أي شيء "طلعت الأسعار وما بقى تنزل".

 

ولسائق التكسي أيضاً شكواه فأبو جاد قال واصفاً الحال بأن المصروف اليومي مرتفع جدا فهو معيل لأسرة مؤلفة من 4 أطفال وأمهم، يشتري ما تيسر له من المواد لإعداد مائدة يصفها بالفقيرة بالحوم والحلويات و التمور التي استغنى عنها بسبب ارتفاع تكاليفها.

 

السيدة ليلى متزوجة من طبيب لكنها عاطلة عن العمل طالبة ماجستر تقول "نحتاج إلى ميزانية أخرى لمائدة رمضان" ففي السابق كانت تصنع الكثير من الأطباق دون حساب، أما اليوم الوضع اختلف فكل شيء بحسابه، مكتفية بطبق واحد يضاف له طبق الشوربة، وأضافت بأن الأسعار هبطت لكن بشكل شكلي أما على أرض الواقع فهي  ما تزال مرتفعة".

 

وفي أروقة السوق التقى فريق "الإعلام تايم"  مع سيدة طفح بها الكيل من ارتفاع الاسعار فتقول ساخطة أي مائدة رمضانية يمكن الحديث عنها اليوم فالشعب وصل إلى درجة عالية من الفقر فلم يعد بمقدوره حتى الحلم بمائدة الأمس، فهو اليوم " يا دوب يسد رمقه"، فتدخل سيدة أخرى متقدمة في العمر لتحدثنا قائلة " يا بنتي أي سفرة" في الماضي كانت عامرة بالمأكولات والأبناء بمحبتهم ولمتهم حولي أما اليوم فلا أكل ولا أبناء منهم من سافر وهاجر ومنهم من التحق بالجيش ليدافع عن هذا البلد، ورفعت يديها إلى الأعلى داعية لسورية أن يرفع عنها هذا البلاء الذي أرهق كاهل كل السوريين.

 

ويقول عبد الله لم نزل نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا القديمة المتوارثة، ولكن الغلاء جعلنا نقتصر على الأساسيات في مائدة الإفطار والسحور فقط فأسعار جميع المواد مرتفعة، ومداخيلنا محدودة، ولكن لرمضان طقوساً وتقاليد لا نفرط بها.

 

وللطفولة السورية رأي أيضاً فيما يحدث، كيف لا وهي أول من يتأثر من ارتفاع الأسعار إن كان على الصعيد الاجتماعي أم الصحي، فهم بطور النمو.. كارولين طفلة لم تتجاوز السابعة من العمر تقول والبسمة تعتلي وجهها الطفولي " كانت ماما تعملنا شغلات دسمة على الفطور متل "شرحات مطفاية" وغيرها بس اليوم ما بقى فيها..صرنا ناكل معكرونة وحمص وفول" مضيفة " حتى الأكلات الطيبة متل الشوكولا بتجبلي ياها مرة بالشهر لأن كل شي غالي وأنا ما بقدر خلي ماما تزعل وطالبها بأكثر ما بتقدر".

 

هذا هو حال السوريين في رمضان الخير شهر الرحمة، فأين هي رحمة التاجر الذي لم يعد يأبه لا لرقابة إلهية ولا حكومية.. فالأسواق تمتلئ بكل ما لذ وطاب "وعلى كل درس لون" ولكن لا حول ولا قوة للمواطن بقدرته الشرائية الشبه المعدومة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=35830