تحقيقات وتقارير

تركيا والطريق إلى "أوروبا".. لعنة دم الأرمن تلاحقها !!


الإعلام تايم _ وكالات

المجازر الأرمنية التي اقترفها النظام العثماني وصلت في  وحشيتها حد الإبادة، و المعترف به على نطاق واسع أن مذابح الأرمن تعتبر من جرائم الإبادة الجماعية الأولى في التاريخ الحديث، حيث اتُبعت الطريقة المنهجية المنظمة في تنفيذ عمليات القتل هدفها القضاء على الأرمن.

 

تركيا التي خلفت الإمبراطورية العثمانية، تنفي وقوع المجازر التي تؤكدها الأمم المتحدة؛ وفي السنوات الأخيرة وجهت دعوات متكررة لتركيا للاعتراف بالأحداث، بأنها إبادة جماعية وحتى الآن لا تزال هذه الجريمة قضية حساسة للغاية ملف هذه المأساة التي قضى فيها ما بين (1 – 1,5) مليون شخص بين 1915 و1917عاد مرة أخرى بعد أن وافق البرلمان الألماني على قرار يعترف بأن مقتل الأرمن آنذاك "إبادة جماعية"، وحذرت تركيا، التي تشعر بالسخط حيال ذلك، من أن هذه الخطوة قد تضر بالعلاقات بين البلدين.

 

حيث شكلت الإبادة الأرمنية نقطة ضعف لتركيا بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب، ودأبت الحكومات التركية المتعاقبة على انكارها، والتقليل من شأنها، بدعوى أن عدد الضحايا أقل بكثير مما يذكر، وأن القتلى الأرمن سقطوا خلال حرب أهلية ترافقت مع مجاعة أدت إلى مقتل ما بين 300 ألف و500 ألف ، نافية بشكل قاطع عمليات الترحيل الجماعية التي تعرض لها الشعب الأرمني، كما قامت في العام 2005 بتمرير الفقرة 301 في الدستور التركي تجرم فيها الاعتراف بالمذبحة الأرمنية في تركيا.

 

وعند صدور القرار صوت النواب في "البوندستاغ" بأغلبية ساحقة لصالح القرار الذي جاء تحت عنوان "إحياء ذكرى إبادة الأرمن والأقليات المسيحية الأخرى في عام 1915 و1916".

 

القرار الألماني قوبل برد غاضب من أنقرة، التي رأت في الأمر "خطأً تاريخياً"، مرجّحة عواقب "خطرة" على العلاقات مع برلين، حيث استدعت تركيا سفيرها لدى ألمانيا "حسين أفني كارسليوغلو" للتشاور، في حين شن رئيس النظام التركي هجوماً عنيفاً على ألمانيا، معتبراً أن "ألمانيا آخر دولة يحق لها الحديث عن الإبادة الجماعية، وعليها أولا أن تدفع ثمن محرقة "الهولوكوست"، مضيفاً "أن مصادقة البرلمان كشفت عن ظاهرة معاداة الإسلام (الإسلاموفوبيا)".

كما انتقد نواب ألمان من أصول تركية، صوتوا لصالح القرار، قائلاً "هناك 11 نائبًا من أصول تركية صوتوا بالموافقة  هؤلاء لا يربطهم شيء بالقومية التركية، وتجري بعروقهم دماء فاسدة، بالوقت نفسه أشارت صحيفة "دي تسايت" الألمانية  أن جميع النواب الألمان من الأصل التركي يتلقون التهديدات بالقتل ، فالنائب "أوزكان موتلو" أعلن أن جميع النواب من الأصل التركي  يتلقّون عدداً كبيراً من التهديدات غير المسبوقة، نتيجة نشر رئيس بلدية أنقرة مليح غوكجك، الذي يشتهر بتوجهاته المناهضة للأرمن، صورة لجميع النواب الألمان من الأصل التركي في التويتر ونشرها على نطاق واسع مع المستخدمين في محاولة لإستهداف أعضاء البرلمان الألماني من الأصل التركي بأعلى درجة ممكنة.

 

وأشار "أوزكان موتلو" أن هذه الخطوة من المسؤول التركي يمكن أن ينظر إليها على أنها دعوة لبدء بعض الإجراءات حيث مات الكثيرون في تركيا من هذه الأسباب المجنونة".

 

الأمر المؤكد في ما يجري، هو أن الطريق التركية نحو الانضمام للاتحاد الأوروبي ما تزال شديدة الوعورة، وأن الدول والشعوب الأوروبية لن تتقبل عاطفياً  البلد المسلم عضواً في اتحادها، وأن الخيار الوحيد أمام تركيا أن تعيد حساباتها تجاه دول الجوار، وتبني معها علاقات جيدة كما في السابق، ولا ندري إن كان الدولة التركية قد التفت إلى أخطائها أخيراً أم لا.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=35757