تحقيقات وتقارير

أرواح شابة وأحلام مستحيلة


الإعلام تايم - عروب الخليل

 

لعمرك ماضاقت بلاد بأهلها ولكن أحلام الشباب تضيق

مهما تباين الشباب في اهتماماتهم وواقعهم الاجتماعي، هم يجتمعون في أحلامهم التي تكبر وتضمحل وفق لمتغيرات كثيرة.

في السنوات الخمس العجاف التي مرت هناك قصص ساخرة وقصص مؤلمة وأخرى متشائمة ،فنجد شبابنا يتسائل كل يوم عشرات المرات ما القادم؟ فالأوضاع في البلاد إن لم تكن سيئة بأحسن الأوصاف لم تتغير .

وسام الخلو شاب مثل أبناء جيله لايرى بقائه في بلاده مكاناً لتحقيق أحلامه والانتهاء من دراسته وإيجاد فرص عمل تؤمن له دخلاً مادياً وخاصة أن لديه أختين أتمتا دراستهما الجامعية منذ أربع سنوات ولم تجدا فرصة عمل,بسبب خروج المنشآت الصناعية من الخدمة ، وعدم وجود شواغر بسبب الحرب الدائرة على سورية ، وإن وجد العمل فالأجر لايكفي أجور التنقل، ويتابع وسام أنه يفكر جدياً بالسفر ويأمل بعودة الأمان والاستقرار وعندها سيعود إلى بلده.

يتندر الشباب بقصصهم وإلى مآلات اليه أحلامها ، بتول شابة متزوجة لديها ابنة عمرها سنتين انفصلت عن زوجها لأسباب خاصة رفضت الحديث فيها تقول أن سبل العيش ضاقت فيها فقررت أن تخوض غمار البحار وتهاجر علها تجد عمل وسكناً يكفيها وابنتها وتقول أن قرارها ترك بلادها ومدينتها التي تعشق كان أصعب موقف اتخذته في حياتها على الإطلاق وتقول في بلدي ازداد الفقراء فقراء والأغنياء غنى عملاً بمبدأ "من أين تؤكل الكتف"ولو على حساب أبناء الوطن.

الشاب محمد وحيدا لأهله نادماً أنه لم يسافر مع أصحابه حين سافروا ويقول أن أحلامه تبخرت وخاصة بعد ان فقد أصحاباً وفوجىء بمن كان  يعتبرهم اصدقاء، ويتسائل هل يستطيع تكوين أسرة بظل الظروف الراهنة، وأمل بحدوث انفراجات على صعيد الأزمة ولهذا أثره على الشأن الشبابي الذي يرفض أن تكون الأزمة شماعة تلقى عليها الاخفاق برعاية الشباب الذي  لم يقصر يوماً ويؤكد وطنيته الخالصة.
اسئلة مشروعة طرحها سعيد زهراوي ، لماذا لاننشر ثقافة التشغيل الذاتي عبر دعم المشروعات الصغيرة وخلق فرص العمل ؟
ولكن يجب أن يحكمنا الأمل بوطن كنا ومازلنا نحلم به ننشده ونبنيه .
وعود على بدء
لعمرك ماضاقت بلاد بـأهلها ولكن أحلام الشباب تضيق.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=35651