تحقيقات وتقارير

الرقة .. بين الإرهاب والإبتزاز الأميركي


الإعلام تايم - ربى شلهوب 

الرقة .. هذه المدينة التي بالكاد سمع بها الناس خارج سورية باتت اليوم حديث كل كائن ناطق في أنحاء العالم، فقد أصبح اسم الرقة مقرون بالذبح والقتل في الساحات العامة،  بعد أن تحولت إلى عاصمة لتنظيم"داعش" الإرهابي الذي بدأ بتنفيذ استراتيجيته عبر حملات الاعتقال العشوائية ثم الافراج عن المعتقلين مع ظهور تعذيب هائل على أجسادهم في "رسالة واضحة بأن من يعارض وجودنا سوف يلقى نفس المصير"

 

 اللحى الطويلة والدروس الدينية والضربات الجوية، هي أهم ما يميز الحياة في المدينة، وفق مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية، مشيراً إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي عمل جاهداً لعزل الرقة عن العالم، فحظر الإنترنت والاتصالات اللاسلكية، وأغلق المقاهي، ومنع الأهالي من مغادرة المدينة بمحاولة منه  استغلال المدنيين كدروع بشرية.

 

 وجاءت أحداث باريس لتعيد تسليط الضوء مجدداً على الرقة عاصمة "التنظيم"، مع توجه المجتمع الدولي إلى القضاء على "داعش" بشكل نهائي، وبدأت وسائل الإعلام الأمريكية بشكل خاص الحديث عن معركة الرقة ضمن خطة أمريكية لعزل المحافظة عن خطوط الإمداد في الشمال مع تركيا وفي الشرق مع العراق، لكن المخطط سرعان ما تغير بشكل مفاجئ وتحولت "قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكلت في 12 تشرين الأول من العام الماضي ضمن مخطط أمريكي، إلى أقصى الشمال الشرقي من سورية في محافظة الحسكة لمحاربة التنظيم هناك.

 

في إطار البدء بتحرير مدينة الرقة معقل التنظيم  وصل 250 جندياً من مشاة البحرية الأميركية "المارينز" إلى قاعدة رميلان الجوية شمال شرق مدينة الحسكة على متن طائرات شحن خاصة حملت أيضاً أسلحة ومعدات عسكرية ثقيلة، وتم نقل جزء من القوة الأميركية إلى مدينة تل أبيض، في إطار التحضيرات لمعركة انتزاع مدينة الرقة من التنظيم، ضمن معركة تقودها ما يسمى "تحالف قوات سوريا الديمقراطية" الذي يضم قرابة الـ 30 ألف مقاتل معظمهم أكراد، في عملية عسكرية جديدة سميت بـ "حملة تحرير شمال الرقة"، إضافة إلى طيران ما يسمى" التحالف الدولي".

 

 وتحاول واشنطن منذ أسابيع توسيع دائرة المقاتلين العرب، بضم مجموعات أخرى في قتال التنظيم كـ "الجيش الثوري في الرقة" وعشائر عربية لا بد من تأمين دعمها لإحراز نصر على التنظيم، فضلاً عن إدخال قوات كردية من خارج "وحدات حماية الشعب الكردي" و "وحدات حماية المرأة".

 

وقبل أيام نقل وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان عن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، قوله إنه مستعد للتدخل على الأرض في الرقة السورية، فيما كشف كفاح محمود المستشار الإعلامي للرئيس مسعود البارزاني عن وجود مفاوضات بين أمريكا وحكومة الإقليم لإشراك قوات البشمركة في معركة تحرير الرقة المرتقبة، ضمن اتفاق بناء قوات مشتركة لمحاربة داعش مرتبطة بما يسمى "التحالف الدولي".

 

وفي إطار توسع العمليات العسكرية استهدفت "قوات سوريا الديمقراطية" منطقة الطبقة التي يسيطر عليها التنظيم  متقدمة من عين عيسى، وتمكنت من السيطرة على عدد جديد من القرى في الريف الشمالي، بعد معارك مع تنظيم "داعش" الإرهابي.

 

مصادر إعلامية تصف نفسها بالمعارضة أفادت بأن الاشتباكات لاتزال مستمرة بين القوات من جهة وتنظيم "داعش" في ريف الرقة الشمالي، وسط تنفيذ طائرات حربية عدة غارات على مناطق في قريتي الهيشة والحج حسن بريف الرقة الشمالي، ومعلومات عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، فالطبقة ستكون هدفاً عسكرياً صعباً لأن التنظيم  يخزن كميات كبيرة من الأسلحة هناك، ويتعين على القوات أن تعبر نهر الفرات للوصول إلى بلدة الطبقة الأمر الذي يزيد صعوبة أي هجوم.

 

والجدير بالذكر أن ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" أعلنت في وقت سابق عن تحرير 16 قرية من يد داعش، هذا الإعلان الذي يثير سؤالاً مشروعاً كيف لـ 60 دولة بقيادة الولايات المتحدة لم تستطع على مدار 3 سنوات من أن تهزم التنظيم في الرقة وماحولها، واليوم وبعد فترة قصيرة من تشكيل مايسمى "قوات سورية الديمقراطية" ، وفي ظل الرفض الأمريكي الكامل للتنسيق مع الجانب الروسي الذي أبدى استعداده للتنسيق مع الجانب الأميركي على لسان وزير خارجيته "سيرغي لافروف، لمواجهة هذا التنظيم وغيره من المجموعات الإرهابية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=35570