نافذة على الصحافة

نتنياهو "هيرودس" الحرب على سورية


الاعلام تايم_صحافة

تحدث الكاتب والمحلل السياسي الإيرلندي جيرويد أوكولمان في مقال له نشره على موقعه الإلكتروني عن المجزرة المروعة التي ارتكبتها فرق الموت الإرهابية التكفيرية بحق أهالي بلدة الزارة في ريف حماه الجنوبي، والتي راح ضحيتها المئات بمن فيهم أطفال ونساء وشيوخ، مؤكداً أن هذه الفاجعة وغيرها الكثير لم تلق أي صدى في وسائل الإعلام الغربية، فسفاحوها هم أنفسهم من تطلق عليهم تلك الوسائل تسمية "معارضة معتدلة" ! 
ولفت الكاتب إلى طريقة استغلال الحكومات الغربية للمعاناة الإنسانية في سورية بأبشع الطرق حيث غالباً ما يقوم الإرهابيون المدعومون غربياً بتصوير ما اقترفته أيديهم من جرائم ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي فضلاً عن عرضها على الصفحات الأولى للصحف وشاشات التلفاز بغية إثارة مشاعر المشاهدين وهنا يأتي دور الحكومات الغربية التي تقوم بالتبجح والهذيان بـ "ضرورة القيام بتدخل عسكري" بذريعة "وقف المجازر" إلا أن هذه المرة كانت مختلفة في الاعتراف بأن "ناتو" هو الممول الرئيس للإرهاب وأن الجيش العربي السوري يخوض معركة مشرفة ضد التنظيمات الإرهابية وليس "التحالف" الغربي ولا يمكن لقادة الحروب الاستعمارية والإبادات الجماعية تسخير مجزرة الزارة لخدمتهم ما دفعهم إلى تغيير سياستهم والسكوت عن مرارة الفاجعة.

وأشار أوكولمان إلى أن الإدارة الأمريكية اعترفت مرات عديدة بعدم وجود ما تسميه "معارضة معتدلة" سواء على لسان نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أو رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أو النائبة عن الحزب الديمقراطي في مجلس النواب تولسي غابارد أو وكالة استخبارات الدفاع "دي آي إيه"، ويتابع: أضف إلى ذلك فإن وسائل الإعلام الغربية نفسها أقرت بأن الغرب هو الداعم الرئيس لإرهابيي تنظيم "القاعدة" في سورية في محاولة منه لـ "إسقاط" الدولة هناك، وعلى النقيض من ذلك وعندما تنسجم الجرائم مع أهداف السياسة الخارجية الغربية تقوم تلك الوسائل مرة أخرى بتحريف الحقائق وتصوير قاطعي الرؤوس الوحشيين وقتلة الأطفال على أنهم "معارضة معتدلة".
وأكد أوكولمان أن المجازر غالباً ما تتصدر العناوين الرئيسة بغية إثارة مشاعر فياضة من التعاطف والاستياء من أن مثل هذه الأعمال الوحشية يمكن أن تُرتكب، بينما المجتمع الدولي يقف متفرجاً، وخاصة أن اللين والخنوع اللذين يتسم بهما الجمهور الغربي مكّنا أولئك الذين يملكون وسائل الإنتاج والتعليم والاتصالات، أي النخبة الحاكمة، من استخدام الحرب وسيلة لتعزيز مصالحهم، حيث يسوغون أخطر الجرائم وأشنعها تحت ذرائع "التدخل الإنساني والنيات الحسنة" التي ينخدع بها المواطنون في الغرب بسهولة تامة، فتكون سلاحاً مبطناً يستخدمه الإعلاميون بغية التأثير على الجماهير.

وشدّد الكاتب على أن التلفيق الإعلامي حول "محاسن" الحكومات الأطلسية الأوروبية يجعل الكثيرين غير قادرين على رؤية العالم بأي شكل آخر، بحيث يشكل ذلك التلفيق نوعاً من نقص النظر الفكري المؤسس لمقاومة الإصلاح والتصويب.
وختم الكاتب بالقول: في لوحته "مذبحة الأبرياء" 1625 يصور الرسام الفرنسي نيكولا بوسان ذبح الأطفال الرضع على أيدي جنود الملك هيرودس الذي كان يحاول قتل السيد المسيح الرضيع إذ قيل إنه من شأنه أن يطيح بهيرودس كملك لليهود، ويمكن أن تمثل الطريقة التي تعرض بها وسائل الإعلام الغربية الحرب التي يشنها «ناتو» على سورية بلوحة بوسان لمرحلة ما بعد الحداثة حيث يلعب الجيش العربي السوري في هذه الحالة وبحسب السيناريو الغربي دور "جنود الملك هيرودس" رغم أن الحقيقة هي عكس ذلك كلياً إذ قدم الآلاف من أفراد الجيش العربي السوري أرواحهم فداء للوطن ولأبرياء الوطن. وتابع: إن هيرودس الحقيقي في الحرب على سورية هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذ لطالما شنت "إسرائيل" حروبها ضد معقل المقاومة الأخير المعادي للصهيونية في منطقة الشرق الأوسط بما ينسجم مع خطة "ينون عوديد" الصهيونية التي تدعو إلى تدمير جميع الدول المعادية للهيمنة الإقليمية والعالمية لـ "إسرائيل".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=35164