تحقيقات وتقارير

حول نهاية "داعش".....الإفلاس المالي نموذجاً


الإعلام تايم - رنا الموالدي


أخبار الهزائم والتراجعات في "تنظيم داعش" الإرهابي هي الأبرز في الوقت الحالي، ففي الوقت الذي تعرض فيه التنظيم لهزائم وانكسارات عسكرية متلاحقة في سورية والعراق، تؤكد مختلف الأرقام والمعطيات، أن تلك الهزائم والانكسارات ترافقت مع أزمات ومشاكل مالية كبيرة، جعلت التنظيم يواجه مأزقًا حقيقيًّا في كيفية تأمين الموارد المالية المطلوبة لدفع رواتب عناصره، وكسب عناصر أخرى، لاسيما شراء الأسلحة والعتاد وتعزيز شبكاته الاستخباراتية التجسسية.


ربما يحصر البعض موارد "داعش" بالعائدات الآتية من ريع مبيع النفط، ولكن ليس هذا هو المصدر الأهمّ لتمويل "داعش"، لأنّ كلفة الحرب التي يخوضها، تحتاج إلى مليارات الدولارات، وليس إلى عشرات الملايين وهذا ما لا يمكن أن تؤمّنه المصادر النفطية، بل إنّ التمويل الأساسي يأتي من المعونات السرية التي تقدّم له من حكومات "بني سعود" و غيرها سواء كان ذلك مباشراً، أو عبر بعض الجمعيات التي تحمل طابع الجمعيات الخيرية. ومع ذلك حتى لو تمّ التسليم جدلاً بأنّ المصدر الرئيسي، حسب الإعلام الغربي، لتمويل "داعش" هو النفط، فإنّ المعطيات التي تحدّثت عنها عدة تقارير تؤكد أنّ ما يحصل عليه "داعش" من عائدات شهرية تقارب 80 مليون دولار شهرياً، أيّ أقلّ من مليار دولار سنوياً، فهل ثمة من يقتنع بأنّ الإنفاق على العمليات وجلب المقاتلين والأسلحة وخوض حرب ضدّ جيوش وقوى عديدة في المنطقة كلفتها أقلّ من مليار دولار سنويا؟


والواضح أنّ الحقيقة الوحيدة هو إسهام الجيش العربي السوري بمساندة روسيا في توجيه ضربات ضدّ تنظيم "داعش"، ولا سيما القوافل التي كانت تنقل النفط من الحقول السورية الخاضعة لسيطرة التنظيم، وهو أمر لم نلاحظه في تراجع دخول وريوع "داعش" من النفط عندما شكلت الولايات المتحدة ما يسمى التحالف الدولي لضرب "داعش". وهذا يعني أنّ التحالف الأميركي ضدّ التنظيم لم يقم بتوجيه ضربات إلى عمليات تهريب النفط من قبله.


غالبية التقديرات تشير إلى أن "داعش" الذي يعد أغنى منظمة إرهابية في العالم، يواجه مشاكل مادية يمكن أن تؤثر في قدرته على شن حروب، في ظل تكثيف الهجمات الجوية والميدانية عليه في  وسورية والعراق واستعادة بعض المناطق منه، كما يتلازم مع هزائم "داعش" العسكرية المتتابعة، تزايد افلاس التنظيم، وعجزه عن دفع مرتبات مقاتليه، وقصور مدخلاته عن مواجهة انفاقه، لأسباب عديدة أهمها فقدان "داعش" لعائداته البترولية التي كانت تأتي من تهريب النفط المسروق من حقول دير الزور وبعض حقول العراق وعدد من المصافي في المناطق التي يحتلها، بعد أن تقلصت مساحات الأراضي التي كانت فى حوزته، ونجحت عمليات التحرير في استعادة بعض الحقول والمصافي خاصة مصفاة جيجي أكبر مصفاة بترول في العراق.


 العديد من المحللين يرون، بأن التنظيم بدأ يخسر مصادر تمويله، في الوقت الذي استعاد الجيش العربي السوري مدناً وقرى في سورية كان يعتمد عليها من أجل جني الضرائب، إضافة إلى أنه خسر ثلث المناطق التي يسيطر عليها في العراق، لذا فغنائم الحرب وابتزاز الناس مقابل الفدية، أصبحت نادرة.. بينما ذكر مجموعة من الهاربين من مناطق "داعش" أن التنظيم لجأ إلى رفع الضرائب والأتاوات التي يفرضها على السكان.


ويعتقد بعض خبراء الإرهاب، أن ضربات الجيش العربي السوري استهدفت عشرات ملايين الدولارات، التي كافح التنظيم الإرهابي بشراسة للحصول عليها وتأمينها، في حين تؤكد جميع المعطيات أن حجم خسائر "داعش" في تزايد مستمر وهو ما يدفع التنظيم الى الاعتما أكثر على مصادر التمويل الخارجية من رعاته في مملكة بني سعود وسواها من بعض دول الخليج.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=35109