الإعلام تايم _لبانة علي
وبموجب ما تسميه "إسرائيل" بقانون العودة 1950 فإن أكثر من 90000 (أي ما يقارب 85 % من يهود الفلاشا هاجروا إلى "إسرائيل"، وبشكل ملحوظ في عمليتي موسى (1984) ثم عملية سليمان (1991) والهجرات لا تزال متواصلة حتى الوقت الراهن.
وكلمة "فلاشا" تعني الغرباء أو الملعونين والبعض يطلق عليهم اسم البلاش أي المهاجرين "الغرباء" بسبب عزلتهم في هضاب وجبال إثيوبيا حول بحيرة تانا أحد منابع نهر النيل في الحبشة حتى أن أحد المؤرخين قال عنهم " ناموا في سبات عميق وانعزلوا عن الدنيا قرابة ألف عام ولم يسمع عنهم أٍحد إلا في القرن الثاني عشر " وتعددت الآراء حولهم فمنهم من اعتبرهم أبناء سليمان من بلقيس ملكة سبأ ومنهم من اعتبرهم من أحفاد قبيلة دان الضالة ومنهم من رفض الاعتراف بهم كيهود وقال يكفي إسرائيل ما لديها من يهود شرقيين " سفرديم ", لكنهم تراجعوا في النهاية وقالوا يكفي أنهم متمسكون بالوصايا العشرة. والسبب الحقيقي كان في الحاجة لهم كأيدي عاملة يدوية رخيصة وكثافة تدعم الاستيطان، وفي ذلك قال ديفيد بن – غور يون انه "يكفي أن يعلن أي إنسان أنه يهودي ليصبح يهودياً".. كما قال أيضا " إن انتصار إسرائيل سيتحقق عن طريق الهجرة المكثفة وإن بقاء إسرائيل يعتمد فقط على توفر عامل هام هو الهجرة الواسعة لإسرائيل ".
لكن ثمة حقائق أشارت الى تفاقم العنصرية الداخلية "لإسرائيل" إزاء اليهود الشرقيين، "السفارديم" في شكل عام، ويهود "الفلاشا" من أصل إثيوبي في شكل خاص، حيث شهدت "إسرائيل" أحداثاً كبيرة في الأيام الأخيرة لدرجة أن بعض الصحافيين يعتبرونها علامة فارقة وتاريخاً لنقطة تظهر هشاشة وحدة وتماسك "المجتمع الإسرائيلي"، والحديث يدور هنا حول الاحتجاجات التي قام بها يهود "الفلاشا" مؤخرا, هذه الاحتجاجات التي كان سببها المباشر هو قيام الشرطة الإسرائيلية بالاعتداء بالضرب على جندي من أصل اثيوبي "دامس بيكادا"، وهذه العملية لا تحصل بالعادة في إسرائيل مع آخرين، وهي تنم عن عنصرية أكثر من أي شيء آخر، وهي بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير وكسرت الصمت الذي تميز به احتجاج الطائفة الأثيوبية على التمييز العنصري ضدها، فهؤلاء لم يعد بوسعهم أن يصمتوا على معاناتهم جراء سياسة التمييز العنصري ضدهم التي تتبدى في كل تفاصيل حياتهم.
فالمعطيات الإسرائيلية تشير إلى وجود 65% من أطفالهم تحت خط الفقر، و54% فقط منهم يصلون إلى التوجيهي، وهذا ينطبق على التعليم الجامعي بالطبع، كما أنهم يشكلون 20% من نزلاء السجون.
ويصل التمييز العنصري ضد "الفلاشا" إلى مستوى أنهم يمنعون من السكن في بعض الأحياء في أماكن مختلفة في إسرائيل، حتى أنهم منعوا من دخول بعض المدارس.
وهم يقومون بالأعمال التي لا تحتاج إلى أي مستوى تعليمي مثل النظافة والأعمال اليدوية الصعبة، وفي النهاية هم يعيشون في منعزلات وأحياء فقيرة وبائسة، وقسمٌ من الإسرائيليين يعتبرونهم ناقلين للأمراض، وحسب المعطيات الإسرائيلية أيضاً فمن أصل 90000 شخص تم جلبهم كان 2500 منهم مرضى بالإيدز أو حاملين للمرض، وصلت إلى حد رفض بنك الدم في "إسرائيل" قبول تبرع بالدم من عضو كنيست عن حزب "ييش عتيد" لأنها من أصول أثيوبية. ويعترف الأثيوبيون ليس فقط بالتمييز ضدهم في الكثير من مناحي الحياة بل بكراهية قسم من الإسرائيليين لهم.
وعلى الرغم من تمزق المجتمع الإسرائيلي بين "أشكناز وسفارديم وروس"، غير أنه لن يمنع تحمّل وجود 120 ألف يهودي ببشرة سوداء، ما داموا يقبلون الفكر الصهيوني ويقدمون "ضريبتهم" العسكرية في جيش الاحتلال، فإن عدد يهود الفلاشا الصغير، مقارنة بباقي المجموعات العرقية المكوّنة للمجتمع الإسرائيلي، يجعلهم أقل قدرة على تشكيل أي خطر أو تهديد لمنظومات وموازين القوى الاقتصادية، والحزبية في "إسرائيل".
|
||||||||
|