تحقيقات وتقارير

مئة عام ... وشهداء سورية يكتبون تاريخاً جديداً


الاعلام تايم - لمى المحمود

 

في الذّاكرة أصوات من رحلوا... في القلب نبضهم...عاهدوا الله فصدقوا...لم يبخلوا بالرّوح كان فداؤهم...

 

اليوم و بعد مئة عام من الزمن على انطلاق أولى قوافل الشهداء إلى سدة الخلود تتوالى بطولات الشهادة فإذ بها كواكب أبطال سورية تعيد تشكيل الكون على مقاييس بسالتهم و تفانيهم، وأمام خطورة ما يجري في بلدنا وينفذ من مؤامرات قذرة علينا، تحولت الشهادة إلى عقيدة واختيار وواجب وطني تؤدى بشجاعة نادرة تعكس الخصوصية السورية حيث الايمان راسخ بالنصر.

 


وبقي الشعب العربي في سورية يستذكر شهداء السادس من أيار، وتضحياتهم العظيمة في سبيل الوطن، في ذكرى هذا اليوم الذي أقدم فيه قائد الجيش الرابع للاحتلال العثماني جمال باشا السفاح في عام 1916 على إعدام نخبة من المثقفين والسياسيين العرب المناضلين.. في ساحة المرجة بدمشق وساحة البرج في بيروت، اللتين شهدتا هذه المجزرة المروعة.. و سميت "بساحة الشهداء".

 

هكذا تحولت ذكرى هذا اليوم لتشمل جميع شهداء الوطن الأبرار، تتجلى فيها سلسلة لا تنتهي من الأسماء الخالدة، التي قادت كبرى الملاحم البطولية جميع أولئك الذين ضحوا بدمائهم وحياتهم، على أمل حياة جديدة أفضل لأولادهم وأحفادهم ووطنهم، لقد انضمت قوافل من الشهداء إلى قافلة الشهداء الأولى على يد المستعمر العثماني، منها سقطت في النضال ضد المستعمر الفرنسي أو الإنكليزي، في سبيل الاستقلال والحرية وسيادة الوطن، وبعدها قوافل من الشهداء في صراعنا الدؤوب ضد المستعمر الصهيوني وكيانه الغاصب في فلسطين، معارك طاحنة، ما تزال قوافل الشهداء تذهب في أتونها قافلة إثر قافلة، ولن تتوقف، إلا بتحقيق الحرية الكاملة لأرضنا.

 


وبعد مرور مئة عام ..اليوم وكل يوم هو عيد الشهداء وفي محراب الشهادة تقف الكلمات خاسئة منكسرة عاجزة عن التعبير عن عظمة الحدث فالتضحيات كبيرة والأهداف سامية فهي تبدأ من الوطن وتنتهي إليه، وإذا ما كانت صناعة الوطن من فعل الأبطال فإن صناعة التاريخ من فعل الشهداء وها هم شهداؤنا يكتبون تاريخاً جديداً لا بد أن يزهر نصراً.

 


في عيد الشهداء.. نهدي لكم السلام يا شهداء سورية..تنحني الهامات أمام كبريائكم الآسر، تحية لأرواحكم الطاهرة، لتضحياتكم الخالدة ..لآمالكم النبيلة، لوعودكم المشرقة...صدقتم وعدكم، فسموتم في سمائها نجوماً خالدين، لولاكم ما بقيت سورية وما كنا، لكم السلام والخلود يا أكرم من في الأرض، ويا أنبل بني البشر..

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=34580