بطل من سورية

خنساء سورية .. أم قدمت أولادها الخمسة فداء للوطن


الاعلام تايم_ وكالة سبوتنك

من رحم الأرض جاءت لتهز السرير بيمينها وتهز العالم بشمالها، وتقدم دروسا للبشرية جمعاء في التضحية والعطاء اللامتناهي لهذه الأرض.. خنساء هذا العصر وهذا الزمان، إنها الأم السورية.

بأيدٍ رسم عليها الزمان تجاعيده وخارطته ضمت حفنة من التراب ومزجتها بدموعها لتذكر بحسرة الأم الثكلى، مشاهد الوداع والقبلات لأبنائها هي الخالة "سهيلة العلي- أم أيمن"  من حي الزهراء في محافظة حمص أحد خنساوات سورية، بعدما قدمت لوطنها أبنائها الخمسة دفعة واحدة.
تحكي أم أيمن "سهيلة العلي" من محافظة حمص لوكالة  "سبوتنيك"  قصتها، وهي تنظر إلى الصورة المعلقة على حائط الغرفة جمعت بها الشهداء الخمس،  تقول: كانت أيامنا جميلة رغم ما حملته من تعب وسهر الليالي من أجل تربية هؤلاء الصغار وتوفير لقمة العيش الكريمة لهم دون الحاجة إلى الآخرين، حتى كبروا واشتد عودهم وأصبحوا رجال يدافعون عن الوطن، ولكنهم رحلوا مبكراً قبل أن تتذوق أمهم طعم الراحة والسكينة واليوم باتت تزور قبورهم وتحاكي تربتهم فهم اختاروا هذه الأرض وهي اختارتهم في ترابها فلم تجد سوى حمد الله لتهون عليها بعد أن اختار الله أبنائها .

وتضيف أم أيمن أن البطولة تكرست في بيتنا مع أول شهيد وهو ببرس حسن مواليد 1972 تبعه أشرف من مواليد 1985 ووائل 1976 ليكمل جبران 1988 مشوار الشهادة ومن ثم يختمها عزيز من مواليد 1974 ليكون خامس شهيد من أولادي.
تتنهد الأم الثكلى وتقول: الشهيد ببرس متزوج ولديه أربعة أولاد وعزيز أيضاً متزوج ولديه ثلاثة أولاد أما أشرف فلديه فتاتان،  ولكن الذي حرق قلبي جبران الذي كان يجب أن يزف عريساً إلى الفتاة التي نريد أن نخطبها له، فزف عريساً لتراب الوطن.
أحلام الجنود السوريين ضاعت مقابل حلم الوطن
أما الشهيد وائل، كنت ألححت عليه ليتابع دراسته فهو صغير السن لكنه أبى والتحق بصفوف جيشنا الباسل متطوعاً للدفاع عن الوطن بطلب استعجال وفي آخر زيارة له أكد لي أنه سيعود بعد ثلاثة أيام وبالفعل غادرنا وعاد عريساً بعد أن حمله رفاق مسافة تزيد على 25 كم على أكتافهم.
أما زوجها والد الشهداء الخمسة هيثم حسن وهو سبعيني فقال باكياً: "عوضي على الله بأولادي الخمسة ربّينا وتعبنا على أرواح نذرت نفسها لـ الله والوطن، فرغم ألم الفراق ما زال القلب يتسع لألم جديد، وفقدان جديد، لدي ستة أولاد آخرون  وهم فدا الوطن.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=53&id=34299