تحقيقات وتقارير

"وفد الرياض".. يراوغ في الكويت ويقتل في اليمن


الإعلام تايم _ لبانة علي

على الرغم من مرور إيام ربما كانت كفيلة  لتقديم الضمانات للوفد الوطني اليمني من قبل الأمم المتحددة، بغية العودة عن قراره بمقاطعة مفاوضات الكويت، ليشد الرحال نحو مسقط ومن ثمّ الكويت، الا أن محادثات الكويت اليمنية تقاوم حتى الساعة إعلان الفشل في ظل ممارسات "وفد الرياض" عرقلتها عبر رفض تثبيت الهدنة في وقت لا تزال لقاءات الوفدين الممثلين لطرفي الصراع حبيسة  حول النقطتين المعروفتين : الوقف التام لخروقات التحالف السعودي، ومضمون جدول الأعمال ،وقد حاول "وفد الرياض" ابتزاز الوفد الوطني بورقة تأييد حملة "التحالف" المستجدّة على تنظيم "القاعدة".

حيث  شنّت قوات "التحالف" بقیادة إماراتیة في الجنوب عمليات عسكرية ضد تنظیم "القاعدة"، في مدینة المکلا  مما أنذر تفاقم وتعثّر المسار السياسي . وطالب الوفد الذی یمثل حکومة الرئیس المستقیل عبد ربه منصور هادي وفد حرکة "أنصار الله" و"المؤتمر الشعبی العام" بموقف من الحملة على "القاعدة" ، الأمر الذی فاقم الإرباك الذي تشهده الجلسات واستدعى تأجیلها بضع ساعات، والطلب الجدید وضعته "أنصار الله" في خانة المزایدة، لا سیما أن فریق الریاض نفسه رفض ، فی جولتي المحادثات السابقة في سویسرا، إدراج أي إشارة إلى تنظیمي"القاعدة" و"داعش" في جدول الأعمال، وحصر الأزمة بین التحالف السعودي وقوات الجیش و"أنصار الله".

المستشار الاعلامي لوزير الخارجية في حکومة هادي مانع المطري  قال أن :"هناك خلافاً فی وجهات النظر بین الأطراف المتفاوضة حول العملیات العسکریة التي تجری في مدینة حضرموت ضد عناصر تنظیم القاعدة، إذ یعتبرها ممثّلو المؤتمر الشعبي العام وحرکة أنصار الله جزءاً من خروق هدنة وقف إطلاق النار".

فيما ذكّرالمتحدث باسم "أنصار الله" محمد عبد السلام  بتصريح له، "أن الفریق المؤید للعدوان هو من یرفض منذ بدایة المشاورات السیاسیة أن نضع من أولویات المرحلة الاتفاق على مواجهة تحدّي "القاعدة" و"داعش" وتمددهما فی البلاد، ویتهرب من ذلك حتى الآن ... (التحالف) هم من دعموهما بمختلف أنواع الأسلحة والمال والغطاء السیاسي و أن أي موقف آخر" نعتبره موقفاً للمزایدة وتضییعاً للهدف الرئیسي للمشاورات وهو تثبیت ووقف الأعمال العسکریة".

بعيداً عن جدول الأعمال الذي كان حجر عثرة أمام المفاوضات اليمنية،سعى المبعوث الأممي، الذي نال نصيباً من اللوم والإنتقاد من قبل الوفد الوطني اليمني بسبب تهربه من تنفيذ بند وقف إطلاق النار وتبني أكاذيب الطرف الآخر ومزاعمه، لفرض جدول أعمال المفاوضات، خلافاً لما اتفق عليه مع صنعاء.

تجدر الإشارة  أنه رغم أن مستقبل اليمن السياسي سيرسم على طاولة الكويت، إلا أن "خارطة الطريق" لا يمكن رسمها بعيداً عن المشهد الميداني الذي رسّخ كياناً مستقلاً للشعب اليمني، والإنتصارات الميدانية التي جاءت نتيجة للمقاومة الشعبية تحتّم على الرياض نسيان الحقبة السابقة في التعاطي مع بلد كانت تعتبره بمثابة حديقة خلفيّة، وما الصعوبات الحالية إلا مخاض ولادة اليمن الحر والمستقل و ما المفاوضات إلا انعكاساً لقوة الميدان والخريطة العسكرية والسياسية رغم كثرة النقاط الخلافية على قائمة جدول الأعمال بدءاً من الرئيس وليس إنتهاءً بالسلاح، إلا أنه من أبرز النقاط التي قد تنسف المفاوضات تحميل السعودية مسؤولية العدوان على اليمن.

ولن تنجح البروبغندا الإعلامية السعودية في طمس إخفاقات أكثر من سنة وشهرين للتحالف، وحجبها عن طاولة المفاوضات، كذلك لن تنجح هذه المرّة في الإستفادة من الهدنة لتحسين شروطها الميدانية.

لا شك أن المفاوضات ستسلك مساراً شديد التعقيد، حيث من المتوقّع، وفق مصادر مطّلعة على ما يجري في قصر بيان الأميري بالكويت، أن تستهلك المزيد من الوقت، على شاكلة مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي أفضی بعد مسار طويل لإتفاق السلم والشراكة بين جميع مكونات المجتمع اليمني. من المتوقّع، أن يعلو صوت السياسية على صوت الميدان رغم ترافقه بين الفينة والآخرى مع أصوات الغارات السعودية في إطار سياسة إثبات النفس، لتعود أصوات

المفاوضات لتعلو فوق أصوات الجميع وتمتد لفترة طويلة تترافق مع إجراءات تلميعية لصورة السعودية الدموية في اليمن، بغية التغطية على الفشل العسكري والخروج من "عنق الزجاجة" بما يحفظ ماء وجه دُعاة الحزم.

فهل أثبت العقل اليمني فطنته السياسية، كما الميدانية، من خلال الذهاب إلى مفاوضات الكويت لرسم مسقبل اليمن، على العكس مما أرادته الرياض في عملية "عاصفة الحزم" عبر إقصاءه من المشهد السياسي. الوفد الوطني اليمني يسعى لوقف العداون، وكذلك السعودية تبحث عن مخرج للنزول عن مئذنة اليمن، فهل يجد كل طرف في مفاوضات الكويت ضالّته؟...

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=34234