تحقيقات وتقارير

حرائق غيّرت وجه دمشق


الاعلام تايم_سناء علي

صباح 23 نيسان 2016 اندلع حريق هائل بمنطقة سوق العصرونية بدمشق القديمة وأدى بحسب معلومات الإعلام تايم إلى احتراق ما يقارب ثمانين محلاً بالكامل، اقتصرت أضرار الحريق على ماديات السوق والمحلات التي أتى عليها الحريق، فيما أصيب شخص واحد فقط بحروق بالغة أثناء محاولته الدخول إلى محله لاستخراج ما يستطيع من الأوراق الثبوتية والمستندات الخاصة به.

استمرّ الحريق لساعات طويلة تسبب بأضرار قُدرت بمليارات الليرات السورية، إلّا أن ورشات الترحيل وفرق محافظة دمشق والدفاع المدني باشرت في صباح اليوم التالي مباشرة بعملية ترحيل الأنقاض وتدعيم الأسقف والجدران فيما تمكن أصحاب المحلات من تفقد محلاتهم، وكان اللافت توافد عشرات المتطوعين إلى مكان الحريق لمساعدة العاملين وأصحاب المحلات، إلى ذلك تواردت معلومات عن قيام غرفة تجارة دمشق بإنشاء صندوقاً للتبرعات خاص لسوق العصرونية بدمشق. وتجمع في اليوم الأول من افتتاح الصندوق مبلغ أكثر من 10 ملايين ليرة..

كما بدأ الاتصال والتنسيق مع نقابة المهندسين وكلية العمارة والباحثين في مخططات دمشق القديمة لإعادة الوضع إلى ما كان عليه، ذلك ضمن اجتماع الهيئة العامة لغرفة تجارة دمشق.
جلسة أعمال الهيئة العامة لم تقتصر على المساعدات التي يمكن تقديمها بل بحثت في الأسباب أيضاً التي أدت إلى نشوب الحريق في السوق الذي غالبية محاله مصنوعة من الخشب، ومعظم محتوياته مكون من مواد قابلة وسريعة الاشتعال، فضلاً عن التمديد العشوائي للتيار الكهربائي ورداءة أجهزة الإطفاء التي كانت موجودة (عند البعض) لحظة نشوب الحريق.

وفي ذات السياق، وجهت عدد من الجمعيات والمؤسسات والفاعليات الأهلية من فرق ومبادرات والراغبين بالمساهمة في تقديم العون لمتضرري الحريق في منطقة العصرونية وبعد التواصل مع السادة وزيرة الشؤون ومدير مكتب عنبر وعدة جمعيات وفرق تقرر إطلاق مبادرة أهلية مجتمعية تعتمد على المساهمة في إزالة الركام وتنظيف المحلات المتضررة بشكل مبدئي ودعت للاجتماع اليوم الأثنين الساعة الثانية في فندق أمية بدمشق.
في مواجهة الجدار الشرقي لقلعة دمشق الأثرية يقع سوق العصرونية، بين عدة معالم تاريخية أُسّست قبل نحو 150 سنة، وبخلاف أسواق دمشق القديمة كانت هذه السوق مكشوفة غير مسقوفة بالتوتياء أو الأقواس الحجرية، تَخصّصت منذ انطلاقتها، من خلال عشرات المحلات التي ضمتها، في بيع مستلزمات مطابخ البيوت والأدوات المنزلية والأدوات النحاسية والزجاجية،

في عمق دمشق القديمة، يتموضع سوق العصرونية، يحدّه من الجنوب سوق الحميدية ومن الشمال امتداد شارع الكلاسة وسوق المناخلية ومن الغرب قلعة دمشق ومن الشرق الجامع الأموي وباب البريد الذي يمتد من الحميدية حتى تقاطع المكتبة الظاهرية، والزائر إلى أي من تلك الأماكن لا بد من أن يمر بسوق العصرونية.

عاشت منطقة دمشق القديمة عدة حوادث، كان الها أثر تاريخي بتغيير معالم هذه المنطقة سواء بعد حرائق كبيرة  أو عمليات ترميم وإعادة تأهيل، ففي عام 1911م اندلع حريق كبير في سوق الحميدية، دمر الكثير من محتويات المحلات التجارية، وفي أواخر نيسان 1928 اندلع حريق هائل في محلة السنجقدار والذي اشتعلت شرارته الأولى الساعة الثانية عصراً يوم الأربعاء "20/6/1928" واستمرت ملتهبة لثلاثة أيام متواصلة، ولم يتوقف إلا بعد أن استعانت اطفائية دمشق بإطفائية بيروت لإخماد نيرانه بحسب ما ورد في المراجع التاريخية، وفي عام 1982م هدم جزء من المدخل الغربي للسوق كان يغطي الزاوية الجنوبية الغربية لجدار قلعة دمشق، وفي العام 2004م قامت محافظة دمشق بإعادة تأهيل وتجميل سوق الحميدية لينتهي بالصورة التي نعرفها اليوم.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=34158