تحقيقات وتقارير

كفريا والفوعة: سجن وأمراض ولا امتحانات عامة


الإعلام تايم - سناء علي 

"بعت شعري" .. بهاتين الكلمتين تجيب مها (اسم مستعار) طالبة جامعية من أهالي بلدة الفوعة على سؤالها كيف تتدبر أمور معيشتها في العاصمة، وتقول الطالبة لـ"الإعلام تايم" إن طالبات كفريا والفوعة يعانين من صعوبة في الوضع الاقتصادي بسبب انقطاعهم عن أهاليهم المحاصرين في البلدات، وتوقف المنظمات عن تقديم الدعم الإنساني لهنّ.

 

في أواخر آذار 2015 قامت المجموعات الإرهابية المسلحة بقطع آخر طريق يصل إلى بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي، واليوم بعد مضي أكثر من عام على هذا الحصار تعيش هاتان البلدتان ظروفاً قاسية بسبب نقص الغذاء والماء والدواء وانقطاع شبه تام عن العالم الخارجي بسبب ندرة الاتصالات.

 

أسعار خيالية تفوق قدرة المحاصرين حيث وصل سعر لتر الحليب إلى 2000 ليرة وكيلو السكر إلى 14 ألف ليرة، كما تنتشر الأمراض المستعصية مع انعدام لقاحات الأطفال كما تم توثيق عدة حالات وفيات بمرض السكري مع فقدان الأنسولين، وإصابة الأطفال بالامراض الجلدية، ووجود عشرات المواطنين المصابين بالقصور الكلوي وأمراض القلب والأعصاب، كما تعاني هاتين البلدتين من أزمة مياه حادة وانقطاعها بشكل كامل ليصل سعر تعبئة خزان المياه الواحد الى 25 الف ليرة سورية.

 

تتعرض البلدتان لقصف متواصل من قبل الإرهابيين المتمركزين في البلدات المجاورة، حيث أحصت مصادر أهلية عدد القذائف الصاروخية  حيث سُجل سقوط 85 ألف قذيفة وصاروخ وجرة غاز بما فيها صواريخ من العيار الثقيل وقذائف الدبابات سقطوا على البلدتين خلال فترة الحصار، مما تسبب بارتقاء أكثر من 2000 شهيد من أطفال ونساء و شباب ووقوع مئات الجرحى.

 

الواقع التعليمي لا يقل سوءاً عن الواقع المعيشي، 4 مدارس اثنتان منها خارج الخدمة وطلاب الشهادة الثانوية محرومون من امتحاناتهم وبالرغم من توجيه  نداءات إلى وزارة التربية للسماح لهم بتقديم امتحاناتهم داخل البلدتين إلا أن أصواتهم لم تلقَ أي صدى جدّي من الوزارة !

 

محمود سحّاري مدير تربية ادلب أكد في حديث له لإحدى وسائل الإعلام المحلية بأنّ التواصل والاشراف على العملية التعليمية في بلدات ريف ادلب الشمالي المحاصرة بشكل عام يتم بالتنسيق مع التجمعات التربوية والموجهين الاختصاصين في المحافظة، وبالنّسبة لامتحانات الشهادات العامة لطلاب محافظة إدلب سيتم إجراؤها في مدينة حماة، بعد أخذ موافقة الوزير لإجراء فترتين امتحانيتين للتعليم الاساسي واحدة لأبناء المحافظة وأخرى لأبناء مدينة ادلب، أما بالنسبة لطلاب الشهادة الثانوية سيتم استيعابهم مع طلاب مدينة حماة.

 

فيما يخصّ طلاب بلدات كفريا والفوعة المحاصرتين، قال مدير تربية ادلب إنه في العام الماضي تم اجراء امتحانات لطلاب التعليم الاساسي، ولا مشكلة في تكرار الإجراء لهذا العام أيضاً طالما أن الأسئلة غير موحدة بين المحافظات، وبلغ عدد الطلاب المستحقين لتقديم الامتحان 383 طالب تعليم اساسي و175 طالب حرّ قدموا طلباتهم لتقديم الامتحانات، أما طلاب الشهادة الثانوية فيتعذر تطبيق هذا الإجراء بحقهم لأنه لا يمكن إيصال الأسئلة بشكل يومي إلى البلدات بسبب صعوبة الوضع الأمني ويتم حالياً التنسيق مع المنظمات الإنسانية لإجراء عمليات إخراج للطلاب المحاصرين ويمكن أن يكون هناك قوائم يتم الرجوع إليها في حال كان هناك نية لإجراء امتحانات لطلاب كفريا والفوعة في المحافظات الآمنة نسبياً.

 

سحّاري وجّه نداءّ إلى المنظات الدولية لوضع يدها في يد وزارة التربية السورية لتمكينهم من إخراج طلاب الشهادات الثانوية من القرى المحاصرة والسماح لهم بتقديم امتحاناتهم أسوة بأقرانهم.

 

المهندس مهدي من أهالي بلدة الفوعة وصّف الحالة الإنسانية داخل بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين للإعلام تايم بالقول: عدنا إلى عصور جمع الحطب لاستخدامها في يومياتنا لأنها المادة الوحيدة المتوفرة كمصدر للطاقة، عدا عن الملابس التي باتت تصنع من أغطية المعونات إن توفرت، أما الطعام فيقتصر أيضاً على حشائش الأرض أو من الإعانات الإغاثية التي لا تسد الرمق، باختصار يمكن القول أن كل مقومات الحياة مفقودة في البلدتين، أما بالنسبة لامتحانات الشهادة الثانوية، فرأى المهندس بأن حرمان 255 طالب من امتحاناتهم فقط لتعذّر إيصال الأسئلة الموحدة إلى داخل القرى المحاصرة فهذه جريمة، ويجب إيجاد حل بديل.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=34039