تحقيقات وتقارير

الشعب المصري للسيسي: "آسفين يا ريس".. الجزيرتان لنا


الإعلام تايم - لبانة علي

مصر تتنازل رمزياً عن أرض سفكت من أجلها دماء جنود مصريين، والسعودية تضم إلى أرضها بشكل رمزي جزيرتين في خليج العقبة، لم تطالب بهما يوماً.

 

لم يجد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ما يرد به على الاحتجاجات الشعبية الرافضة للتنازل عن جزيرتي " تيران وصنافير" للسعودية سوى القول بسخرية وعنجهية: "أن أمي قالت: ردها للسعودية !"، ثم هدد الشعب بقمع أية معارضة متهماً من ينوي التظاهر الوقوف بصف "الإخوان .

 

لو كان كلام السيسي صحيحاً حسب الادعاء، إذن لماذا لم يصرح بالموضوع قبل زيارة الملك السعودي لمصر؟، مواقف رأى فيها مراقبون لسياسة السيسي الخوف من ردة فعل الشارع المصري ورفضه لزيارة الملك السعودي التي رأوا لانها تعيد الى الذاكرة زيارة العار التي قام بها الرئيس الاسبق "أنور السادات" إلى القدس المحتلة وانتهت بالتوقيع على معاهدة "كامب ديفيد" ؟ حيث اعترف  السيسي بذلك قائلا" أن عدم الإعلان عن قضية رسم الحدود قبل زيارة الملك السعودي، كان قراراً اتُخذ لكيلا يتم إيذاء الرأي العام في الدولتين!!..

 

ردة فعل الشارع المصري كانت طبيعية وضرورية، فلقد انتفض الشعب ضد امتهان أرضه، وربطها بامتهان الكرامة،  فقاد أنصار الرئيس الأسبق حسنى مبارك في رد فعل غير متوقعة على الإطلاق ولأول مرة حربا شرسة ضد قرار التنازل عن جزيرتي" تيران وصنافير" للسعودية.

 

وجاءت أخطر التصريحات التي صدرت عن رموز نظام مبارك، من قائد الحرس الجمهوري الأسبق اللواء أركان حرب محمد هاني متولي، الذي أكد أن جزيرتي " تيران وصنافير" مصريتين، مضيفا: "هذا الأمر أثير في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وكان يرد ردوداً دبلوماسية وظريفة تفيد بأن الجزيرتين لمصر بلا جدال. كما أن اللواء عمر سليمان عرض على مبارك عام 2007 مطالبة السعوديين بهما، وكان رده حاسماً بالرفض". وأضاف في تصريحاته التي نقلتها صفحة "أنا آسف يا ريس" ، أن الحكومة لم تأخذ الموضوع بجدية ودراسة وافية، كما أن توقيت وطريقة الإعلان سيئة ومستفزة للغاية للمصريين، متسائلا: "كيف لقضية بهذه الأهمية لا تطرح للنقاش العلني والدراسات الواسعة؟، ولماذا الاستباق في مثل هذا البيان قبل أخذ موافقة مجلس النواب ورأيه الدستوري؟".

 

فيما قال أحمد "شفيق"، رئيس الوزراء الأسبق في بيان له "أين الوثيقة أو الوثائق التاريخية التي تشير إلى ملكية الجزيرتين سواء للمملكة أو لمصر؟ وأين الوثيقة التي فُوضت مصر بمقتضاها في استخدام الجزيرتين؟ ما أسباب صدور هذا التفويض إن كان قد حدث؟ وهل انتهت الأسباب التي صدر التفويض من أجلها إن كان صحيحاً؟، وإذا كانت أسباب التفويض ما زالت قائمة، فلماذا ينتهى الآن وبعد أكثر من مائة عام؟".

 

بعد كل ذلك يكشف الضب السعودي عن وجهه ليعلن بقرابته لأبناء العمومة جنود صهيون وفرسان الهيكل المزعوم، الكلام الآن لوسائل الإعلام الصهيونية بنفسها، حيث رأت صحيفة يديعوت أحرونوت "الإسرائيلية" أن ما تم الاتفاق عليه من وراء الكواليس كان بين "مصر والسعودية وإسرائيل"، يمكن أن يتغير بالسرعة ذاتها في المستقبل، لكن يتضح أن خطة إقامة جسر سياسي – أمني – اقتصادي بين "مصر والسعودية"، تمت حياكته من خلال عمل مشترك، وقد علمت "إسرائيل" مسبقاً بما يحدث، حيث أطلعت "السعودية" إسرائيل على الأمر، وقدمت ملاحظاتها.

 

فهل دفعت السعودية كل هذه الأموال من أجل سيادة اسمية على جزيرتين؟ وهل قبضت مصر من أجل التنازل عن سيادة لم تتنازل عنها في "كامب ديفيد"؟.

 

حكاية التنازل عن "تيران وصنافير" هي حكاية ما بعد التنازل، والأمر في أيدي المصريات والمصريين الذين يملكون وحدهم القدرة على إيقاف هذه السقطة إلى الهاوية.

 

وهل دخلنا في مرحلة السيادات الرمزية بعدما فقدنا السيادة الفعلية؟ أم أن هناك ما بعد هذا التنازل، الذي يعني التزاماً سعودياً "بكامب ديفيد"، مثلما أعلن وزير خارجية  النظام السعودي، أي تمدد السلام مع "إسرائيل" إلى الجزيرة العربية؟.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=34026