تحقيقات وتقارير

كما تحقق الجلاء العظيم..نصر سورية على الإرهاب قريب


الإعلام تايم - لما محمود

اليوم من كل عام نحتفل بعيد الأمة والوطن... بعيد سورية الأبية .. "عيد الجلاء"..ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي على أرض سورية، بفضل التضحيات الجسام التي قدمها الأجداد والآباء في سبيل نيل استقلال وحرية البلاد معمداً بالدماء الطاهرة لأبناء بلد عزيز سيد بوحدته الوطنية وقراره المستقل.

لكن سورية لم تنسى فضل هؤلاء الأبطال وتضحياتهم على رغم ما مر بها مدى التاريخ بل ظلت أمينة على تاريخها الحضاري والإنساني والجهادي الممتد على مساحة زمنية عمرها ألاف السنين.


يوم الجلاء العظيم الذي خلده التاريخ، سيبقى منارة تشع لكل السوريين الذين آمنوا بهذه الأرض وعشقوا ترابها، وها هم الأحفاد وأحفاد الأحفاد يسطرون ملاحم البطولة اقتداء بصناع الجلاء الذين أبوا إلا أن تكون سورية حرة أبية شامخة الرأس مرفوعة الجبين، ملاحم النصر على مرتزقة جيء بهم من كل أصقاع الأرض ليعيثوا إرهاباً وخراباً وفساداً وتدميراً بمقدرات بلدنا الحبيب، امتثالاً لأوامر المستعمر الصهيو أمريكي، ظناً منهم أنهم قادرون على النيل من هذا الوطن العزيز..‏

وتؤكد سيرورة الأحداث أن جلاء المستعمر الفرنسي عام 1946 كان نتيجة حتمية لنضال طويل وشاق بدأه السوريون منذ أن حاول هذا المستعمر فرض شروطه على سورية عبر ما سمي إنذار "غورو" في ال14 من تموز عام 1920 والذي حمل مطالب لا يمكن القبول بها بينها "تسريح الجيش" و"قبول الانتداب الفرنسي دون شروط"، فتصدى له أبناء شعبنا بما يملكونه من ايمان وعزيمة واستشهد العديد منهم في معركة غير متكافئة في ميسلون ليثبتوا أن السوريين لا يمكن أن يقبلوا الذل ولو كانت حياتهم الثمن لذلك .

ولم تتوقف التضحيات واستمر النضال عبر ثورات قادها مناضلون أوفياء لبلدهم مثل المجاهد الشيخ صالح العلي والمجاهد ابراهيم هنانو وغيرهما وصولا إلى الثورة السورية الكبرى عام 1925 والتي قادها سلطان باشا الأطرش وعمت مختلف المدن والمناطق السورية من شمالها إلى جنوبها مكرسة وحدة الدم السوري في مواجهة الاستعمار ومخططاته التقسيمية البغيضة.

سبعون عاماً مضت على يوم الجلاء العظيم إلا أن دروسه ما زالت باقية في أذهان كل السوريين، فمدرسة الجلاء رسخت أساسات متينة للوحدة الوطنية الرائعة التي تتميز بها بلادنا، فيوم هب السوريون جميعاً لنصرة بلدهم آنذاك لم يكن في بال أحد منهم أن يسأل عن" طائفة" أو "دين" أو "مذهب" أو" انتماء" مهما صغر أو كبر، ويومها كان السوريون جميعاً صفاً واحداً وفي خندق واحد، لمواجهة صلف الاستعمار فوحدوا قواهم ورصوا الصفوف وشدوا العزيمة وكان قراراهم الوحيد أن لا مكان للمستعمر على هذه الأرض الطاهرة، فكان لهم ما أرادوا، وحققوا نصراً تاريخياً سُجل بحروف من ذهب في سفر الزمان.. وبذلت لأجله الدماء والتضحيات.‏

ومنذ خمس سنوات يوم بدأت هذه الحرب العدوانية القذرة على وطننا الغالي بكل مكوناته، وحتى هذه اللحظة ما يزال الرهان قائم على تفتيت هذه الوحدة الوطنية وخلق شرخ بين السوريين لإضعافهم وتشتيت قواهم.. إلا أنهم كانوا في كل مرة يفشلون وكان السوريون يؤكدون في كل مرة أن هذا الوطن للجميع وأن الجميع للوطن..‏

واليوم.. ها هو الجلاء يتجدد مع كل انتصار يحققه الجيش العربي السوري، ومع كل شهيد يرتقي إلى السماء دفاعاً عن تراب هذا الوطن الغالي، وتستمر التضحيات ويستمر العطاء لتبقى سورية منيعة حصينة على كل الأعداء، ولتزهر دروب الخير والسلام ويعود الأمن والاستقرار إلى ربوع وطننا الجميل.‏

فسورية التاريخ والحضارة هي نفسها سورية العزة والكرامة والمقاومة، فليس غريب عليها ان تجعل من عيد الجلاء عيد القيم الحرية والنهوض الاستقرار والممانعة والمقاومة في مواجهة كل التحديات التي تحاول مصارة الإرادة والقومية العربية .

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=33858