نافذة على الصحافة

الاندماج الأخطر قادم ... داعش والقاعدة ... 2021


الاعلام تايم_ترجمة الدكتور منذر الاحمد

رأى البروفوسور بروس هوفمان، الباحث في شؤون الإرهاب في مقالة له نشرها في مجلة فورين أفيرز، "الاندماج القادم لداعش والقاعدة" أنه ونظراً لسلسلة التطورات المذهلة التي حصلت خلال فترة زمنية قصيرة جداً "، من المحتمل جداً أن يكون هناك مزيد من المفاجآت اللاحقة. في الواقع، إنه بحلول عام 2021 يمكن أن يكون كل من تنظيمي "القاعدة" و"داعش" قد اتحدا، أو على الأقل قد دخلا ضمن شكل من أشكال التحالف أو التعاون التكتيكي."

و يرى هوفمان أن ذلك الاندماج أمر وارد الحدوث على المدى القريب وسوف يؤدي بلا شك إلى حصول تهديد عالمي، ويؤيده بذلك محلل أميركي استخباراتي مطلع بالقول بأن هذا الاندماج "سيكون كارثة مطلقة وغير مسبوقة".

واعتبر هوفمان أن الاعتقاد الأمريكي القائل "بأن الانقسام الدموي بين تنظيم القاعدة و داعش سيؤدي في نهاية المطاف إلى استهلاك، وتحييد، وتدمير كلتا المجموعتين"، هو مجرد أمنية الحالم ، حيث أورد جملة من الأسباب والعوامل التي يراها كافية للاكتشاف بأن عملية اندماج تنظيم "القاعدة" و"داعش" هي أمر ليس بعيد المنال كما يزعم بعض المتمنين.
فهناك على الأقل ،حسب رأيه، أربعة عوامل تجعل من سيناريو الاندماج الخطير هذا أمراً وارداً:
1- التشابهات الأيديولوجية:
التشابهات الأيديولوجية بين  داعش والقاعدة، هي مسألة أكثر أهمية من مسألة الخلافات الموجودة بينهما. فكلتا المجموعتين لديهما التزام أساسي بالنسبة للمبدأ الذي كان أول من صاغه قبل ثلاثة عقود، عبدالله عزام العضو المؤسس في تنظيم القاعدة، الذي يقول : إنه من الواجب على جميع المسلمين في كل مكان أن يأتوا للدفاع عن إخوانهم في أي مكان يكونون فيه مهددين ومعرضين للخطر. والتنظيمان يعتبران بأن هناك حاجة للجهاد العالمي لهزيمة أعداء الإسلام المفترضين، وهذا الاعتقاد يشكل جزء لا يتجزأ من أيديولوجية وعقلية كلا التنظيمين.
2- مجرد خلافات شخصية بين الزعيمين:
الخلافات بين داعش والقاعدة هي خلافات متجذرة أكثر، في الناحية المتعلقة بوجود صراعات شخصية ونرجسية بين البغدادي والظواهري، أكثر من كونها خلافات حول الإيديولوجيا نفسها. ومع ذلك فإن مسألة نزاعهما، تبدو مبنية في الغالب على مسألة التوقيت والتقدم.
فالظواهري يقول بأنه لابد من القضاء على العدو البعيد، ويجب أن يتم تطهير أراضي المسلمين تماماً من التأثيرات المحلية والغربية الفاسدة والدول الأخرى قبل أن يتم تأسيس الخلافة.
أما البغدادي، فهو يرى وكما أظهرت أحداث يونيو - حزيران 2014، بأنه ليس هناك سبب يدعونا لكي ننتظر، وبدلاً من ذلك بدأ بالهجوم على حد سواء على الأعداء القريبين في كل من سورية والعراق وقام بإعلان نفسه خليفة.
وهنا يرى هوفمان أن مسألة موت البغدادي أو الظواهري هو أمر يمكن أن يمهد الطريق للتقارب، سواء في المسائل التي تنطوي على إعادة توحيد بالتراضي أو استحواذ يتم من قبل مجموعة على أخرى.
3- اتباع نفس الاستراتيجية:
كلتا المجموعتين تتبنيان نفس الاستراتيجية، وإن كان أمر تطبيقها يتم من قبل داعش بأمانة وشراسة أكبر. فالبغدادي ملتزم بتطبيق المرحلة الرابعة من (استراتيجية العدل) التي أرساها تنظيم القاعدة و التي تتناول مرحلة إعلان الخلافة بين عامي (2013-2016) هذا ما يبرر إعلان البغدادي عن قيامة الخلافة وقيام الدولة الإسلامية في حزيران 2014.
4- جهود خطابية لاعادة توحيد التنظيمين.
تبدو جهود إعادة توحيد التنظيمين سمة عادية لخطاب كلا التنظيمين وسلوكه.
فداعش داعش يصور نفسه على أنه يمثل معظم المؤمنين وهو الوكيل الفاعل لرؤى بن لادن، ويؤكد أن القاعدة في ظل قيادة الظواهري قد انحرفت عن مهمتها التاريخية والطموحات الكبيرة التي كانت توشك على تحقيقها. ودعاية داعش هي دعاية توقيرية وعميقة لابن لادن وتظهر الاحترام العميق لتنظيم القاعدة (وإن لم يكن الظواهري)، ويظهر ذلك في اشارتها إلى جنودها والأمراء والشيوخ بطريقة إيجابية والاستمرار في تمجيد إنجازات بن لادن.
يقول هوفمان إنه من المزعج أن نرى بأن حركة "داعش" تسير وفق الموعد المحدد ،بحسب وجهة نظرها. وما تقشعر له الأبدان أيضا هو أن العناصر المروعة من المرحلة السابعة والأخيرة (لاستراتيجية العدل) واضحة في أيديولوجية واستراتيجية "داعش" بشكل جلي.
و تطبيق هذه المرحلة يستلزم حصول اشتباك في نهاية المطاف بين الإسلام والكفار، من المتنبئ بأن يحدث في دابق Dabiq، في سورية، وهو الاسم الذي اختاره التنظيم لمجلة له تصدر على الانترنت.
فأهداف داعش "لن تكون محصورة بالمحليةً ولكن طموحاته مثل تنظيم القاعدة هي طموحات عالمية .
في مطلع مقالته أطلق هوفمان تحذيراً طالما قمنا بإطلاقه مراراً وتكراراً على مدار السنوات الماضية ... بأنه قد "حان الوقت لأخذ التهديد على محمل الجد" ....  لم تلقى نداءاتنا يومها من مجيب فهل تلقى نداءات وتحليلات هوفمان  اليوم أي مجيب ...؟

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=33591