تحقيقات وتقارير

وراء الأسلاك الشائكة.. المهاجرون بين الحلم والواقع


الإعلام تايم - فاطمة فاضل 

جدل سياسي واسع يشهده العالم أجمع حول توطين السوريين، بعد أن أثيرت هذه القضية خلال الزيارة الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى بيروت، وتأكيده الحرص على تثبيت اللاجئين في البلاد التي لجؤوا إليها وتوفير فرص عمل لهم.

 

 بداية.. التزمت الخارجية اللبنانية الصمت بعد هذه التصريحات، إلا أن رد المسؤولين اللبنانيين جاء جارحاً لآلاف السوريين، حيث أعلنت مصادر نيابية أن رسالة كي مون تؤكد مخاوف اللبنانيين من وجود نية لإبقاء النازحين وتوطينهم، مضيفة "يجب علينا أن نتمسك جميعاً بمنع توطين السوريين على حسب القانون الوارد في الدستور".

 

سورية السباقة لحماية الضعفاء والمظلومين، ولا منة في ذلك، ولأنها قلب العروبة النابض وستبقى، استقبلت اللاجئين العرب، بل وتعداه إلى لاجئين من كل أصقاع الارض، وجميعهم كانوا كأبناء سورية بل أكثر بقليل من حيث الحقوق والمميزات وغيرها، فخصصت لهم شوارع وأحياء وأبنية .. ولم تدر أنه سيأتي اليوم الذي سيأتيها الجزاء من غير جنس العمل، فالدولة التي أسكنت النازحين يوماً ما في بيوت دافئة، سكن نازحوها في الخيام.. بل وأكثر أطفالها للتنجيد في التنظيمات الإرهابية وبناتها للدعارة.. والابتزاز بضع لقيمات لا يقمن صلب أسرة فرت من إرهاب انتشر كالنار في الهشيم في سورية.

 

الشاشات العربية والعالمية تصدح مناشدة الامم المتحدة بإبعاد السوريين النازحين ومنعهم من حق المواطنة، فكانت فكرة إنشاء مخيمات وتنظيم وجود اللاجئين فكرة مرفوضة في لبنان، فهاجس التوطين وتكرار التجربة الفلسطينية أمر غير مقبول، خاصة من قبل الطائفة المسيحية، فهم يرونها نوعاً من الإلغاء لهم، إذ أن ديمومة المخيمات تعني بالتالي تجنيس وتوطين من فيها، كما يعتبرونه خطراً ديموغرافياً خصوصا أن أعداد المسيحيين تناقصت في لبنان بعد حربهم الأهلية.

 

وما زاد الهواجس اللبنانية محاولة المجتمع الدولي توريط لبنان في عدد من المؤتمرات التي عقدت بخصوص اللاجئين السوريين، عندها حاول الشعب وبالضغط على المسؤولين تعديل بنود الاتفاقيات بحيث تبقى المخيمات السورية على الحدود أو داخل الأراضي السورية الآمنة، كما حاولوا الضغط على الأوربيين والمنظمات العالمية لتقديم مساعدات مالية ولوجستية كافية لدعم لبنان للقيام بالحد الأدنى من واجباته تجاه السوريين، وتعد هذه خطوة متقدمة لبنانياً في مسير مواجهة الطموح الخارجي لتوطين السوريين بلبنان بأشكال مموهة أو تحت عناوين مختلفة، مؤكداً ذلك الوزير السابق ماريو عون بقوله: كي مون زيارته مشبوهة وهدفها تثبيت اللاجئين بعد إغراءات مالية ومعنوية قدمها للمسؤولين اللبنانيين.

 

الرسالة الاممية الملغومة إلى الآن لم يستطع تفسيرها أي كان، فهي لفّت نفسها بالإنسانية المشبوهة، فلسان كي مون المعبر عن القلق دائماً، يصر على قوله: بأن الامم المتحدة تسعى لإعادة توطين 480 ألف لاجئ سوري يشكلون عشر الأعداد الموجودة في الدول المضيفة وذلك بنهاية عام 2018، مؤكداً أن الامم المتحدة ستواجه مخاوف واسعة النطاق وتسيس المسألة، إلا أن آماله باءت بالفشل بعد انعقاد المؤتمر الذي أقامته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، والذي لم يستطع إقناع المجتمع الدولي بإعادة توطين 480 ألف لاجئ من بين 4.8 مليون خلال 3 سنوات.

 

في جهة أخرى تشارك الحكومة الألمانية في برنامج إعادة توطين اللاجئين الذي ترعاه المفوضية السامية، ملتزمة باستقبال 300 ألف لاجئ كل عام ضمن هذا البرنامج، رافضة زيادة العدد ضمن مقترحات المؤتمر الاخير.

 

أمّا ما أثار لغطاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، مشكلاً صدمة للعالم على الملأ، فتح تركيا أبوابها لـ 1.6 مليون لاجئ سوري، معلناً السلطان العثماني أردوغان رغبته بمنح الجنسية التركية للسوريين ممن أتموا الخمس سنوات لجوء في بلاده، بدءا من 29  نيسان الحالي، ومضيفاً أن تركيا ستعمل على الاستفادة من الطاقات الموجودة لدى اللاجئين، لخدمة تركيا بدلاً من هجرة العقول الى دول الجوار.

 

مناوشات ومفاوضات كبيرة شغلت دول العالم أجمع لإيجاد حلول واتفاقيات لأزمة النازحين السوريين بشكل مناسب للنازح والبلد المضيف، وعلى الرغم من لجوء البعض بسبب الحرب القائمة إلا أن حلم العودة لأرض الوطن يبقى القاسم المشترك لغالبية اللاجئين، فهم بمختلف انتماءاتهم و أماكن نزوحهم لا يرون بديلاً عن أرض سورية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=33535