تحقيقات وتقارير

"بالميرا".. بوابة العبور إلى الرقة ودير الزور


الإعلام تايم - ربى شلهوب 

ضربة مميتة تلقاها تنظيم "داعش" الإرهابي باستعادة  الجيش العربي السوري السيطرة على مدينة بالميرا "باللغة الآرامية"، تدمر "باللغة العبرية"..  انتصار استراتيجي تحول إلى منصة لتوسيع العمليات العسكرية ضد التنظيم، فالواضح أن السيطرة على"بالميرا"، فتح الباب من أجل تطهير مدينتي دير الزور والرقة معقل "خلافة" التنظيم.

 

إذاً تحرير المدينة.. وبحسب تقارير وتحليلات إخبارية، فرض دمشق كلاعب أساسي في أي "جبهة دولية" محتملة ضد "داعش" وأخواتها،  فالحديث اليوم  يدور بين عواصم القرار عن أهمية التعاون في المعركة ضد الإرهاب، عبر حملة دولية لمكافحة الإرهاب بمشاركة سورية وجسر روسي للتعاون بين دمشق و واشنطن في "تحالف عسكري".

 

نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف تحدث عن إمكانية تعاون بين القوات الأميركية وقوات الجيش العربي السوري في عملية تحرير دير الزور والرقة من تنظيم "داعش"، فيما أعرب رئيس وفد الحكومة السورية إلى جنيف الدكتور بشار الجعفري عن استعداد دمشق للمشاركة في "تحالف يضم الولايات المتحدة الأميركية"، بشرط العمل والتنسيق المسبق مع دمشق.

 

أصداءً دوليةً رحّبت بنجاح الجيش العربي السوري في السيطرة على المدينة الأثرية وطرد التنظيم منها، إذ وصفت الخارجية الأميركية على لسان المتحدث باسمها جون كيربي، طرد "داعش" من المدينة بـ"الأمر الجيد"، وفي مقال نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، أعرب الكاتب البريطاني روبرت فيسك عن استغرابه من الصمت الذي التزام به الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، حيال ما حققه الجيش باستعادة هذه المدينة، على حين كان من الأجدر بهما الاحتفال بذلك، ولاسيما بعد التفجيرات الإرهابية المتكررة التي نفذها إرهابيو التنظيم في أوروبا وأحدثها اعتداءات العاصمة البلجيكية بروكسل.

 

وفيما بقي الترحيب الأميركي مبطّناً بالحرص على التراث العالمي، رحّب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون باستعادة الجيش للمدينة، قائلاً "أسعدنا وزادنا عزماً إعلان الجيش العربي  السوري استعادة السيطرة على المدينة الأثرية وطرد التنظيم منها".

 

وبالعودة الى الموقف الروسي.. أعرب الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف، عن ثقته بأن العملية العسكرية الروسية في سورية عززت قدرات الجيش العربي السوري القتالية والمعنوية، واصفاً تحرير المدينة أنه "انتصار رمزي عام يشكل خطوة على طريق محاربة الإرهاب في سورية".

 

إيطاليا عبرت عن سعادتها باسترجاع المدينة الاثرية على طريقتها، حيث أعلنت عن استعدادها لإرسال ذوي "قبعات الثقافة الزرقاء" إلى تدمر، لكن على اليونيسكو والمجتمع الدولي أن يقررا ما إذا ستصبح تدمر أول مهمة للقبعات الزرقاء، إذ سيتعين عليهما تحديد مواعيد تلك المهمة وأساليب العمل خلالها وإمكانية مشاركة دولة واحدة أو دول عدة في تلك المهمة.

 

النجاح الذي حققه الجيش العربي السوري بدعم من القوات الجوية الروسية هو نجاح استراتيجي على الجبهتين العسكرية والسياسية، فهو من ناحية يقطع طرق الامداد عن إرهابيي "داعش" في منطقة القلمون الشرقي، وحصارهم بين فكي كماشة، بعد أن كانت تعتبر تدمر والبادية السورية نقطة الوصل لهؤلاء الإرهابيين مع الرقة المعقل الرئيس للتنظيم، كما ستحرم إرهابيي التنظيم في القلمون الغربي من كل الإمدادات والتواصل الجغرافي، بالإضافة إلى ذلك سيكون لهذه المعركة صدى يصل إلى أطراف دير الزور ومنطقة الشولة المرتبطة بالبادية ما سيساهم في تعجيل فك الحصار عن المدنيين في المدينة، ولن تتوقف المعارك عن هذه الجغرافية إذ إن الوحدات المتقدمة ستلامس أطراف محافظة الرقة، الأمر الذي سيعتبر بداية معركة تحرير تلك المحافظة من تواجد "داعش" بشكل كامل.

أما سياسياً فقد جاء هذا الانتصار ليؤكد وجهة نظر الدولة السورية  بضرورة إعطاء الأولوية لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=33319