تحقيقات وتقارير

في ذكرى يوم الأرض.. يموت الكبار ولا ينسى الصغار


الإعلام تايم _  لبانة علي 

4 عقود مرت على "ذكرى يوم الأرض".. ذكرى تتجدد في 30آذار من كل عام.. أربعة عقود لم يمل ولم ينسَ فلسطينيو 48، الذين أصبح عددهم أكثر من مليون ونصف مليون نسمة بعدما كانوا 150 ألف نسمة فقط عام 1948، معاناتهم مع سلطات الاحتلال، ولاالاحتفال بيوم الأرض الذي يجمعون على أنه أبرز أيامهم النضالية وأنه انعطافة تاريخية في مسيرة بقائهم وانتمائهم وهويتهم وتأكيداً على تشبثهم بوطنهم وأرضهم.


يوم الارض بات من أدبيات الشعب الفلسطيني، ومن ذاكرته النضالية، ففي 30-3 -1976 ،وإثر الانتهاكات الصهيونية و العنصرية و حملات التهويد التي تعرضت لها الارض، قرر الفلسطينيون الإضراب، حيث هبت الجماهير العربية في الداخل المحتل في إضراب عم البلدات و القرى الفلسطينية المحتلة، مما دفع قوات الاحتلال لانزال قواتها مدججة بالدبابات والمصفحات واندلعت اشتباكات عنيفة سقط على إثرها ستة شهداء فلسطينيين.


و لعل ما تشهده الأراضي الفلسطينية من بطش و قتل و سرقة و عدوان متواصل من قبل سلطات الاحتلال، يُبقي أحداث يوم الأرض في وجدان كل فلسطيني عاش النكبة الفلسطينية و هُجر من أرضه عنوة بفعل الإجرام الصهيوني الذي شهده ذلك اليوم.


أشار الكاتب الصحفي، محمد الجمل في لقاء صحفي له : "أنا كلاجئ تعود أصولي لبلدة يبنا يافا، فإن يوم الارض يمثل لي الكثير، و في السابق كان يمثل أمر واحد وهو حبي لأرضي ورغبتي بالعودة لها وتحقيق حلم جدي وأبي بأن أعود للديار التي هجّروا منها قسراً..، إلا أن يوم الارض في حالتنا صار يمثل لي معنىً اضافياً، و أصبحت أتمنى وحدة الارض الممزقة والمقسمة وانهاء الانقسام السياسي والجغرافي البغيض الذي اصبح اسود صفحة في تاريخ نضالنا الطويل".

وأضاف "أن الاختلاف الجوهري بين يوم الأرض في هذا العام و الأعوام السابقة هو أنه في هذا العام يتزامن مع هبة جماهيرية واسعة في الضفة والقدس، والجيل الجديد الذي راهن عليه "بنغريون" ومؤسسي الكيان الزائل أنه سينسى، جاء أكثر قوة وصلابة وتمسكاً بأرضه وأرض أجداده رغم كل الخيبات والانتكاسات التي جرعنا إياها السياسيون .


الناشط الإعلامي يوسف أبو وطفة من جانبه قال: "إن يوم الأرض يمثل الكثير بالرغم من كونه يوماً عادياً كباقي الأيام إلا أنه يذكرنا بالوطن المسلوب من الاحتلال الإسرائيلي على مدار سنوات طويلة في ظل استمرار الجرائم وحالة الصمت الدولي".


و أشار الى أن ما يميز هذا اليوم في هذا العام هو الدور البارز لانتفاضة القدس، واستمرار العمليات الفدائية بالرغم من كل محاولات الالتفاف عليها من قبل الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي.


  الاحتفال بذكرى يوم الأرض ليس مجرد سرد أحداث تاريخية، بل هو معركة جديدة في حرب متصلة لاستعادة الحقوق الفلسطينية.. هي الاجيال  تؤكد ان مقولة قادة الاحتلال الشهيرة " الكبار سيموتون والصغار سينسون" هي مجرد أضغاث احلام.. ولن تكون يوما واقعا.. فالاجيال الفلسطينية تتوارث القضية وانتمائها، وايمانها بحقها من جيل الى جيل فلا يسقط حق بالتقادم.. وحتمية زوال الاحتلال حقيقة كالشمس في كبد السماء.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=33315