تحقيقات وتقارير

تدمر أم المعارك.. بوابة الجيش نحو الشمال


خاص الإعلام تايم - وسام جديد 

بعد أشهر من الانتظار، بدأ الجيش العربي السوري معركته الهامة ضد تنظيم "داعش" الارهابي في تدمر ومحطيها وسط تقدم حذر ومدروس لقواته خاصة في المناطق الجبلية الاستراتيجية.

 

حشود عسكرية ضخمة من جانب الجيش العربي السوري، مع وصول ارتال اضافية من قواته الرديفة، يقابلها تعزيزات ضخمة جلبها تنظيم "داعش" من دير الزور والرقة في محاولة منه لمنع سقوط مدينة تدمر من يده، ومن بعدها "تلقائيا" سقوط السخنة.

 

وتعتبر هذه المعركة "أم المعارك" بالنسبة للجيش العربي السوري وحتى لتنظيم "داعش" لما لها اثر استراتيجي ستظهر تجلياته بعد تمكن أحد الأطراف من إنهاء المعركة لصالحه، وإن كان الجيش العربي  السوري الاقرب لذلك خاصة بعد تمكنه من السيطرة على تلال وجبال حاكمة تجعله مشرفاً على المدينة وعلى طرق الأمداد للتنظيم.

 

المعركة انطلقت عبر 3 محاور باتجاه مدينة تدمر، سبقها تمهيد مدفعي وصاروخي استمرت أيام عدة، بالتزامن مع غارات جوية استهدفت مقرات ومستودعات أسلحة وذخيرة تابعة للتنظيم.

 

بالتوازي مع هذه المعركة، بدأ الجيش العربي السوري عملية عسكرية واسعة بهدف السيطرة على مدينة "القريتين" ومحيطها وإبعاد خطر "داعش" عن الاتستراد الدولي ومنطقة القلمون الشرقي، ما يجعل المنطقة الممتدة من القريتين "جنوب شرق حمص" إلى تدمر "وسط سورية" الى حقل جزل "شمال شرق حمص" منطقة عمليات عسكرية متكاملة ومتتداخلة.

 

ورغم ما يشاع على صفحات التواصل الاجتماعي حول سيطرة الجيش على مدينة تدمر والقلعة التاريخية إلا أن مجريات المعركة تشير إلى صعوبة واضحة أثناء تقدم الجيش العربي السوري وقواته الرديفة التي أصبحت على مشارف المدينة فعلياً، وسط حملات تشاؤم أطلقتها تنسيقيات معارضة بعد ورود معلومات عن سيطرة الجيش العربي السوري على مدخل المدينة وقصر "القطري" وفندق المريديان (جنوب غرب المدينة).

 

التطورات الميدانية تشير إلى تمكن الجيش العربي السوري من الوصول إلى مشارف مدينة تدمر بعد سيطرته على جبل "الهيال" جنوب غرب المدينة، والسيطرة الشبه كاملة على منطقة المقالع "جنوب شرق المدينة، حيث يفصل بينهما جبل القلعة والذي يعتبر "بوابة سقوط" المدينة.

 

كما تمكن الجيش العربي السوري، في وقت سابق، من قطع خط الأمداد الوحيد للتنظيم من تدمر باتجاه القريتين بعد السيطرة الكاملة على جبل الهايل الاستراتيجي "ذو الطبيعة الوعرة"، بالتزامن مع إحكامه الخناق على مدينة "القريتين" بعد السيطرة على تلال إستراتيجية في محيطها منها "تلة طار الخرنوبة" و"التلال السود" ما يجعله يشرف على المدينة نارياً.

 

يدرك تنظيم "داعش" أن سيطرة الجيش العربي السوري على مدينة تدمر يعني التقدم باتجاه دير الزور وفك الحصار عنها، وانتقال المعركة إلى الرقة "قلب التنظيم" ما سيدفعه مجبراً إلى خوض حرب ينتج عنها استنزاف لقواته وهذا ما ينجح به حالياً الجيش العربي السوري الذي يضع كامل امكانياته وامكانيات حلفائه لتحقيق النصر في أم المعارك مع "داعش".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=33125