تحقيقات وتقارير

بعد 5 عجاف.. بشائر النصر تزهر في 2016


الاعلام تايم_فاطمة فاضل

ثورة ما يسمى "الربيع العربي" ختمت عامها الخامس.. وبدأت تخطو على درجات العام السادس.. لم تحصد في سنواتها الخمس سوى مزيد من الشح و الخسارة والتدمير..

فشعارات "الربيع العربي" كانت أكذوبة، عهودهم ومواثيقهم لم يصدقوا بها، وأحلامهم ومشاريعهم باءت بالفشل.

وعند بدء الثورة "المزعومة"، خرج الثوار في 15/3/2011 "مهللين ومطبلين" على طناجرهم، مطالبين بالحرية والديموقراطية، فسميت حينها "ثورة الطناجر"، تلاها اتخاذهم أماكن العبادة كمراكز لثًورتهم وأعمالهم التخريبية، فبدؤوا بتسمية كل يوم جمعة، باسم مختلف كـ(جمعة التحدي-الإصرار-الحرائر...وغيرها).
ثم أعلنوا عن تشكيل ما يسمى "الجيش الحر" لتحرير سورية من "الديكتاتورية"، طبعاً كانت الراعي والداعم الرسمي علناً لهذه العملية هي الصغيرة قيمة وحجماً "دولة قطر"، فقامت بإرسال الأسلحة والمساعدات وحتى حبوب المخدرات الى الثوار "الأحرار"، لمحاربة الجيش السوري وأبناء شعبهم العُزّل.

في الشوط الثاني من اللعبة عام 2013، دخلت "تركيا والسعودية" كلاعبين أساسيين الى جانب "قطر"، معلنتين عن دعم أرتال "داعش والنصرة" الإرهابيين المطالبين بتشكيل إماراتٍ بحد السيف تعود الى القرن الألف قبل الميلاد، فقامت السعودية بتمويلهما سلاحاً وعتاداً وتركيا بفتح حدودها وأراضيها للتسلل الى سورية، إضافة الى السماح بتهريب حوريات من كل أصقاع الأرض لرفع معنويات الدواعش، هنا تحطمت اّمال وأحلام الثوار بالحرية، فبدأت النصرة وشريكتها داعش بقتل كل من يقف بطريقها سواء الجيش السوري أو مايسمى بالحر..

في ذات العام أُرسلت البعثات الى سورية للتأكد من حقيقة ما يجري فيها، رغم وجود معرقلين لتلك العملية، فعندما لاحظ المندوبون الفرق بين ما يشاع عن الوضع السوري وبين الواقع، تكتم بعض أفراد البعثة عن الحقيقة، فيما انسحب الجزء الاّخر لعدم قدرته على الاستمرار بالكذب.

أيضاً في عام 2013 أعلنت الجامعة العربية تخليها عن المقعد السوري، والسماح للائتلاف المعارض بتمثيله، مع وجود بعض المعترضين على ذلك.

عانت سورية المر في هذه السنوات، وعندما بدأ الجيش السوري بإعادة بسط سيطرته على الأراضي و قربه من تحقيق النصر.. بدأت الدول العربية والأجنبية بتغيير سياساتها ومواقفها من الأزمة السورية، كان أولها أمريكا التي افتتحت المبادرات لمصالحة الدولة السورية وتعديل موقفها، تلاها ألمانيا التي حاولت جاهدة استقبال اللاجئين ومساعدتهم، ومن ثم بريطانيا وفرنسا وحتى تركيا، أما عربياً كانت السباقة الى المصالحة هي مصر ومن ثم تونس والأردن، فبعد مطالبة تلك الدول برحيل الرئيس الاسد، أكدوا مجدداً أن الحل السياسي لن يتم إلا بوجود الرئيس الأسد، حتى أن بعض المعارضين من ما يسمى "الائتلاف"، انشقوا عن أحزابهم معلنين تشكيل أحزاب جديدة مؤيدة لروسيا باعتبارها الداعم الاول للدولة السورية.

منذ عدة أيام وقبل احتفال "الثوار" بعيدهم الخامس، وصلتهم هديتان على المستويين الدولي والعربي، حيث صرّح الرئيس الأمريكي باراك أوباما لأول مرة بعد علاقة وطيدة جمعته باّل سعود وتركيا، عن أن السعودية مصدر للإرهاب والتطرف وأردوغان فاشل واستبدادي وعليهما تغيير سياستهما بشكل كامل، أما الهدية الثانية فكانت من جامعة الدول العربية والتي أعادت تمثيل سورية في مقعدها بين الدول الأعضاء، وهنا كانت الضربة القاضية.

اليوم الأمل كبير في التسويات، فبعد فشل جنيف بأجزائه الثلاثة، المباحثات الحالية منه تنبئ بالإيجابية والتوقعات بانفراجات كبيرة لحل الأزمة في سورية، ليكون عام 2016 عام الانتصارات على "داعش والنصرة" الإرهابيين وبمباركة أوروبا الخائفة أصلاً على أمنها من عودة الإرهابيين إليها، فمستقبل أمنها يرتبط جزئياً بتنسيقها الأمني مع دمشق، وريثما يتمّ التحضير لسيناريو الحوار ستعمل كلّ القوى المتورّطة بالأزمة السورية على تدعيم مواقعها التفاوضية، وفي الحقيقة المتآمرون يعلمون أنّ الرئيس الأسد قد انتصر، وأن لا مكان لهم في مرحلة ما بعد انتصار الأسد، وهو ما سيثبته المستقبل القريب.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=32916