تحقيقات وتقارير

ستة أعوام.. والتدخل السعودي في البحرين احتلال صريح


الإعلام تايم - عروب الخليل

في اليوم الذي انتهكت فيه القوات السعودية السيادة البحرينية وحياة شعب البحرين، قال البيت الأبيض "نحن لا نعتبره احتلالاً."
في عام 2011 وخلال فترة الاحتجاجات الشعبية، طلبت مملكة آل خليفة البحرينية الاستعانة بقوات "درع الجزيرة"، وقالت  إن تلك القوات جاءت لتأمين المنشآت الاستراتيجية، فأرسلت السعودية في حينها 1,200 جندي، كما أرسلت الإمارات 800، فيما لم ترسل الكويت قوات برية و اكتفت بإرسال قوات بحرية، بينما لم ترسل سلطنة عمان أي قوات عسكرية.

مع دخول القوات السعودية الى البحرين، خرجت الصحف العالمية بالعديد من العناوين ، فكان أبرزها "القوات السعودية تدخل البحرين"، والعناوين الفرعية: "العائلة المالكة تطلب العون لقمع الانتفاضة"، ليكتب جورج مونبيوت في صفحة الرأي بجريدة الغارديان مقالاً عن سكوت الغرب عن قمع السعودية.

وتساءل: "هل سمع أحدكم صرخات الانزعاج من البيت الابيض الاميركي، أو من داوننغ ستريت مقر رئاسة الحكومة البريطانية ، حول إطلاق النار وقمع الاحتجاجات في البحرين، ووصول القوات السعودية إلى البحرين ؟".
عندما بدأت الانتفاضة في البحرين في 14 من شباط 2011، تدفق الآلاف من المواطنين إلى الشوارع للمطالبة بالإصلاحات، بما في ذلك إصلاح الدستور، وسارعت الحكومة بإطلاق قواتها للتصدي للاحتجاجات.

وبعد يومين، قامت شرطة مكافحة الشغب التابعة لوزارة الداخلية بمهاجمة مخيم المحتجين في ساحة اللؤلؤة خلال الليل وقتلت أربعة من المحتجين المدنيين العزل.

وصلت القوات الخليجية المحتلة تحت اسم"قوات درع الجزيرة" وفي نفس اليوم، أصدرت الولايات المتحدة بياناً تدعي فيه عدم علمها بالقرار - بالرغم من أن عبور الدبابات السعودية للجسر المؤدي الى البحرين جرى في الوقت الذي كان فيه قائد الفيلق الأميركي الخامس، الجنرال ماركس فوكس، في اجتماع مع قائد قوات الدفاع البحريني خالد بن أحمد آل خليفة لبحث التنسيق العسكري والتعاون الدفاعي.
جلبت هذه القوات يوماً أسود في تاريخ البحرين. فقد تم إعلان حالة الطوارئ. وزادت حملات المداهمات والاعتقالات، وزاد عدد القتلى والجرحى. فمثلاً تعرض أهالي مدينة سترة للغاز المسيل للدموع وللرصاص، وتم الاعتداء على سيارات الإسعاف، وتمت مهاجمة الكادر الطبي والمراكز الطبية.

قامت قوات درع الجزيرة بتقدم دموي شهد "دوار اللؤلؤة خيماً تتطاير ليلاً من شدّة الرياح،  ونهاراً مع ريح الطائرات والنيران المشتعلة وسمي ميدان الشهادة لاحقاً .
كما اعتقلت السلطات البحرينية الشيخ علي سلمان، أمين عام لجمعية سياسية معارضة، "الوفاق" مع أن التهم الموجهة ضده لا تتوافق مع الدستور وتتناقض مع الحقوق الأساسية التي نص عليها الدستور والشرعية الدولية.

حتى النساء لم تسلم من قوات الاحتلال السعودي، حيث أوقفت الشرطة البحرينية المعارضة المعروفة زينب الخواجة مع طفلها البالغ عاماً ونصف، في إطار تنفيذ حكم قضائي صادر بحقها ويقضي بسجنها بعد إدانتها بتهمة تمزيق صورة الملك.

تصرح المعارضة البحرينية أن التدخل العسكري لم يردعها وأنها مصممة على الاستمرار في الاحتجاج حتى تحقيق مطالبها بالإصلاح وتعتبر التدخل العسكري "احتلال صريح".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=32910