تحقيقات وتقارير

أهم الأحداث من العام الأول للبيعة في الصحف الرسمية السعودية


الإعلام تايم - لمى محمود 

 

"سلمان" بعد عامه الأول.. مملكة الرمال تتضعضع

حالة من القلق والترقب يعيشها سكان السعودية تحت حكم نظام " سلمان" انتظاراً لما هو قادم بعد مرور استلامه للحكم العام الأول الذي لم يكن هادئاً على الإطلاق.

 

الحرب على سورية واليمن والعراق، أحداث وادي الدواسر جنوب الرياض، إخفاقات حكم "آل سعود" الداخلية والخارجية، التنسيق السعودي الإسرائيلي، وانخفاض أسعار النفط والعجز في الميزانية، تسريبات ويكيليكس عن شخصية "سلمان"، والإعدامات الجماعية، وحادثة رافعة الحرم التي راح ضحيتها آلاف الحجاج، وتفجيرات في المساجد.

 

إذن كيف كان أداء الملك حتى الآن؟ وما هي التحديات التي يواجهها بلده حالياً؟ أحداث وادي الدواسر جنوب الرياض بالتزامن مع "عاصفة الحزم" التي لفت الإقليم بعد إعدام الشيخ النمر، كانت تدور أحداث في قلب وادي الدواسر الواقعة جنوب مدينة الرياض، حيث إحدى القواعد الشعبية النجدية الموالية لنظام الحكم، لكن ديوان سلمان الملكي حرص على تطويق ذيولها كي لا تتفاقم وتصل للإعلام.

 

اختار السعودي سلطان بن محمد بن سعود "الكبير" نقل مصنع الإسمنت الذي يملكه من أحد أحياء الرياض إلى أرض نائية في وادي الدواسر تسمى "العرمة" تمتلكها إحدى قبائل الدواسر وتدعى "قبيلة الغييثات".

 

شرع الأمير في نصب معدات الإنشاء، فانتفض أبناء القبيلة معلنين "الفزعة" وحضروا إلى أرضهم مع أسلحتهم معلنين تحديهم سلطان ومن يقف وراءه، استمر تهديد القبيلة حتى استدرك البلاط الملكي ذيول الواقعة.

 

وأمر حينها أمير الرياض " فيصل بن بندر بن عبد العزيز" بإصدار " الصك الشرعي" الذي يثبت ملكية الأرض للقبيلة الدوسرية، فعاد سلطان مهزوماً ممتثلاً ل " ارادة الملك" على وقع النشوة القبيلة بالانتصار.

 

هذه الواقعة تمثل نموذجاً مصغراً عن الحالة التي قد تصل بالحاضنة الشعبيىة النجدية للتمرد على حكم "آل سعود" عندما تتفاقم الأزمة الاقتصادية، ويتغول فيها " أمراء الحكم" على أملاك القبائل النجدية أو الشمالية والجنوبية منها، التي هي قبائل مسلوبة الإدارة السياسية الحرة ومحكومة بالولاء المطلق للملك وحكمه، مقابل انتفاعها اقتصادياً ومادياً، فماذا سيكون موقفها إذا فقدت هده المنفعة أيضاً؟ هذا سؤال برسم ما تبقى من حكم سلمان وابنه، الذي من المؤكد أنه سيواجه مشكلة اضطراره إلى كفّ يد العطاء على المنتفعين في منظومة الولاءات المطلقة، من دون إغفال المؤسسة الدينية التي ستجد نفسها عاجزة في مساعيها، بل لن تكون مؤثرة في استمرارها في عملية الدعاية وتلميع صور ولي الأمر المتآكلة.

 

إخفاقات حكم " آل سعود" الداخلية والخارجية حادثة رافعة الحرم، وتفجيرات "داعش" فاجعة منى التي ذهب ضحيتها الآلاف من الحجاج، التي يتولى مسؤوليتها محمد بن نايف. فيما صورة محمد بن سلمان وهو يرفع الهاتف آذناً ببدء عدوان "عاصفة الحزم" على اليمن ماثلة في الأذهان. عمل بعدها الأخير على ترميم تداعياتها في الساحة السعودية القلقة من تدهور الوضع الاقتصادي نتيجة الحرب وهبوط أسعار النفط تحت حاجز 30 دولاراً، ومقدماً نفسه على أنه وريث التاتشرية- نسبة إلى رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر- في الحديث الذي أدلى به لمجلة "إيكونوميست" الاقتصادية بتسويقه السلة الاقتصادية المبهمة، والعمل على مزيد من الخصخصة، التي وصلت إلى أبواب "أرامكو"، كيس الذهب السعودي الوحيد. مقولة الخليفة العباسي هارون الرشيد لابنه المأمون: " يا بني.. الملك عقيم ولو نازعتني أنت على الحكم لأخذت الذي في عيناك"، التي سجلت بالدم لدى العرب في صراعهم على الحكم، قد يتمثل بها وريث آخر أبناء الملك المؤسس الذين حكموا السعودية في حربه ضد ابن عمه السديري. وفق تقديرات مراكز البحوث العالمية فإن محمد بن سلمان شخص عديم الخبرة ومتسّرع، وحمله لقب أصغر وزير دفاع في العالم جعله بالغ التأثير في خط العلاقات مع الدول والقضايا الكبرى، خصوصاً بعدما استقبله الرئيس الأميركي، باراك أوباما، كما يستقبل ملوك السعودية خلال زيارته الأخيرة لواشنطن في 4 أيلول الماضي.

 

ساعدته تلك الخطوة الأميركية في تهميش محمد بن نايف في ملفّي الإرهاب والأزمة السورية، وفي تحريك العلاقات إيجاباً وسلباً مع الإيرانيين. لكن الصراعات داخل العائلة تعرقل اندفاعة ابن سلمان للاستحواذ على الحكم.

 

أمنيات الشاب الطموح في ركوب موجة جده المؤسس لجبهة "سنية وهابية" في الماضي، تحققت هذه الأيام بعمله على خلق حالة قلق دبلوماسية لدى الجانب الغربي من إمكانية استعداد الحفيد الملكي لفرض حرب عالمية عبر توجيه ضربة عسكرية لإيران.

 

أهم الأحداث من العام الأول للبيعة في الصحف الرسمية السعودية إعلان الميزانية الجديدة والعجز غير المسبوق بسبب الحرب وأسعار النفط، ومارافق ذلك من حملات لتسويق " استراتيجية التحول الوطني" لإنهاء اعتماد النفط مصدرا وحيدا لنظام "آل سعود". حملة إعلامية ضخمة أرادت تصوير مدى تلاحم القيادة بشعبها في وسط أجواء تعج بالتوتر وبالحروب، اكتملت أركانها مع تدشين عدد من ناشطي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هاشتاغ حمل عنوان "ذكرى بيعة الملك سلمان"، أعلن به تجديد الطاعة ل"ولاة" الأمر في ظاهرة افتراضية بدأ ممارستها المجتمع السعودي في السنوات الأخيرة.

 

التنسيق السعودي الاسرائيلي بدعم فرنسي تحرّك السعوديون في تنسيق غير رسمي مع تل أبيب محاولين بدعم فرنسي لم يصمد طويلاً- صرف إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، عن إمضاء الاتفاق مع إيران. عادت السعودية خالية الوفاض. وقع الاتفاق ومن ثمّ تخطّى مخاوف عدم التطبيق مع رفع العقوبات أخيراً.

 

تحرّكها الآخر باتجاه أي طرف تصنفه "محسوباً" على إيران، من البحرين إلى نيجيريا، لم يثمر سوى توجيه ضربات لهذه القوى، اشبه ماتكون بالانتقامية والعاجزة عن "الإماتة"، ولو كانت مؤلمة مرحليّاً. لم يكن فريق سلمان يتجرّع مرارة الخيبة من الحلفاء الغربيين جرّاء الاتفاق مع إيران، حتى كانت بانتظارهم تحرّك قطار التسوية في سورية.

 

في الآونة الأخيرة بدا وزير خارجية "آل سعود" عادل الجبير مفارقاً للواقعية السياسية، وهو يردد أسطوانة" على الأسد الرحيل فوراً"، فيما كان حل إعلان الميزانية الجديدة والعجز غير المسبوق بسبب الحرب وأسعار النفط، ومارافق ذلك من حملات لتسويق " استراتيجية التحول الوطني" لإنهاء اعتماد النفط مصدراً وحيداً لنظام "آل سعود".

 

حملة إعلامية ضخمة أرادت تصوير مدى تلاحم القيادة بشعبها في وسط أجواء تعج بالتوتر وبالحروب، اكتملت أركانها مع تدشين عدد من ناشطي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هاشتاغ حمل عنوان "ذكرى بيعة الملك سلمان"، أعلن به تجديد الطاعة ل"ولاة" الأمر في ظاهرة افتراضية بدأ ممارستها المجتمع السعودي في السنوات الأخيرة.

 

التنسيق السعودي الاسرائيلي بدعم فرنسي

تحرّك السعوديون في تنسيق غير رسمي مع تل أبيب محاولين بدعم فرنسي لم يصمد طويلاً- صرف إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، عن إمضاء الاتفاق مع إيران. عادت السعودية خالية الوفاض. وقع الاتفاق ومن ثمّ تخطّى مخاوف عدم التطبيق مع رفع العقوبات أخيراً. تحرّكها الآخر باتجاه أي طرف تصنفه "محسوباً" على إيران، من البحرين إلى نيجيريا، لم يثمر سوى توجيه ضربات لهذه القوى، اشبه ماتكون بالانتقامية والعاجزة عن "الإماتة"، ولو كانت مؤلمة مرحليّاً.

لم يكن فريق سلمان يتجرّع مرارة الخيبة من الحلفاء الغربيين جرّاء الاتفاق مع إيران، حتى كانت بانتظارهم تحرّك قطار التسوية في سورية.

في الآونة الاخيرة بدا وزير خارجية "آل سعود" عادل الجبير مفارقاً للواقعية السياسية، وهو يردد أسطوانة" على الأسد الرحيل فوراً"، فيما كان حلفاؤه الأميركيون يعلنون تخلّيهم عن فكرة إزاحة الرئيس السوري.

أمّا في اليمن، تجاوزت الحرب أيامها الــ 300، فلا تزال القوات السعودية غارقة في وحول الجار الفقير، عشرة أشهر ولاأثر للأهداف التي أعلنت عشية إطلاق "عاصفة الحزم"، انقلب الميدان اليمني إلى "كمّاشة" تستنزف النظام السعودي عسكرياً واقتصادياً، ولايوجد حيلة في ضبط الساحة جنوب اليمن.

 

تسريبات ويكيليكس التي تكشف شيئاً من شخصية سلمان

وثيقة جديدة سربها موقع "ويكيليكس"،  من أرشيف الخارجية السعودية تكشف مدى ضيق الملك الحالي بنشر التاريخ السعودي الذي يحتوي الأرشيف البريطاني على صفحات مهمة منه. وقد أصدر نفسه، قبل عامين " بصفته رئيساً لمجلس إدارة الملك عبد العزيز" تحذيراته إلى وزير الخارجية السابق سعود الفيصل، من خطورة ماعزمت عليه.

شرع القطريون في نشر الوثائق على الانترنيت، ولم يغب عن سلملن إدراك مدى مخاطر هذا الأمر. فبعث إلى ابن أخيه، سعود الفيصل رسالة يشرح له فيها مفاسد هذا المشروع القطري، ويعلمه بأن " نشر الوثائق والمخطوطات، بكل مافيها من حساسيات ومعلومات، سيسيء إلى تاريخ "آل سعود".


وكشفت الوثائق أيضاً شيئاً من شخصية سلمان، وهو متحمساً لمبادرة أخيه عبد الله، للسلام مع العدو الصهيوني.

 

أما الديمقراطية فإنها وفق حديث سلمان مع السفير الأميركي في بلاده، لاتناسب المملكة لأنها تتكون من قبائل ومناطق، ولو فرضت الديمقراطية على السعوديين، فستعمل كل القبائل والمناطق على تكوين أحزاب خاصة بها.

 

وكشف عن شخصية سلمان أيضاً بحدة مزاجه وسلاطة لسانه التي نالت من كبار أفراد عائلته. تروي إحدى وثائق "ويكيليكس" كيف سلمان لم يتردد في إهانة شقيقه الأكبر عبد الرحمن، حينما أعلن الأخير الاحتجاج على تخطيه في سلّم الخلافة، عام 2006.

 

عوامل التهجم على نظام "آل سعود"

أولاً: لم تعد الولايات المتحدة بحاجة إلى النفط السعودي لنفسها، وهذا يخلق حتماً مناخاً أكثر ملائمة لانتقاد التجاوزات السعودية علناً.

ثانياً: محاولة الولايات المتحدة التقارب مع إيران بطريقة أو بأخرى يجعل حكم " آل سعود" المنافسة لطهران تبدو أكثر شحوباً عند إقامة المقارنة.

ثالثاً: إن الاتهامات الأخيرة بالدعم السعودي للإرهاب الجهادي، وأحداث 11 إيلول، تنتج ميلاً انعكاسياً بإلقاء اللوم على "الوهابية" وعلى أنشطة "الدعوة" السعودية المكثفة على جميع المشاكل المرتبطة بها، بدءاً من تنظيم "القاعدة" ووصولاً لتنظيم "داعش".

رابعاً: أحداث التحركات السعودية أدت إلى "إعاقة" المبادرات الدبلوماسية الأميركية الواعدة، من سورية إلى اليمن.. وكانت قد أعلنت الرياض للتو أنه وعلى الرغم من انقطاع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، فإنها تبقى ملتزمة بمفاوضات السلام السورية.

وفيما يتعلق باليمن لم يكن السعوديون هم الذين أخلّوا بوقف إطلاق النار الذي أعلن مؤخراً، ولم يكونوا أول من قطع المحادثات حول المصالحة الوطنية، بل "أعدائهم" الحوثيين، بمباركة واضحة من إيران.

خامساً: النقد الموجه لنظام "آل سعود" لقيامها بالمغامرة في الخارج وتنفير رعاياها في الداخل، بدلاً من التركيز على ما أشار إليه الرئيس الأمريكي أوباما "التهديد الأكبر الذي يتربص بهم" ألا وهو: احتياجات شعبهم المتنامي التي لم تتم تلبيتها.

في حال سقوط "آل سعود" من الذي سيحل محلها

منذ الثورات الناصرية والانقلاب في قصر"آل سعود" عام 1958، حول زوال المملكة الوشيك، وبعض النقاد يضعون اللوم على الأمراء الحاكمين الأصغر سناً "غير الناضجين" ولم يتم اختبار كفاءتهم... في حال سقوط عائلة"آل سعود"، من الذي سيحل محلها؟

 

من المؤكد أن العناصر التي ستخلفها لن تحكم بديمقراطية ودية، ومن المرجح أكثر أن يكون الطرف الحاكم ناتج عن تنظيم "الدولة الإسلامية" أو تنظيم "القاعدة" .

 

قد يواجه السعوديون مشاكل داخلية وتهديدات خارجية، وهم بالفعل يعانون منها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=32639