بطل من سورية

الشهداء الأخوة علي وسامر وجودت


نزيها حسن - الإعلام تايم 

الدلبة.. قرية صغيرة بين أحضان الجبال في ريف الدريكيش .. تبعد عن طرطوس 45 كم.. مياها دفاقة وتربتها معطاءة ..كما أمهاتها، كما أبنائها .. لم تبخل يوماً في بذل الدماء دفاعاً عن أرض الوطن ..

 

أم محمد التي طبعت أعوامها السبعين خطوطاً قاسية على وجهها المشرق، أحد أمهات قرية الدلبة، لم تعرف المدارس ولا المنتديات ولا الأحزاب، لكنها كانت بحجم مدرسة.. أنجبت 11 ولداً منهم ستة رجال أبطال، قدمت ثلاثة منهم على مذبح الدفاع عن سورية منذ أربعين عاماً ومازالت.

 

شامخةً كالسنديان، عالية الجبين، فخورةً كالخنساء، عندما تتحدث عن أبنائها الشهداء .. حديث يطول ويطول .. فمن أين تبدأ وعمن تتحدث أولاً وكلهم في القلب والوجدان.. تقول أم محمد.. "الشهيد "أبو نوار ياعيني" مشيرة إلى صورة الشهيد علي غانم أسعد "تصاوب مرتين في دوما" وبقيت عزيمته قوية وإصراره راسخ في محاربة الإرهاب والدفاع عن وطنه..  إلى أن نال شرف الشهادة مدافعاً عن سورية ضد عصابات الإرهاب في بداية الأزمة بتاريخ 13/8/2011.

 

أثناء الحرب وانشغاله بمهامه العسكرية نالت ابنته نور الشهادة الإعدادية بتفوق ووعدها بأن يأتي ليبارك لها .. " وفعلاً وفا بوعدو و إجا شهيد" تقولها الأم بحرقة أفصحت عنها قطرات دمع عصت على الاحتباس في عينين تشعان نوراً وألماً.

 

الشهيد البطل علي من مواليد 1966 متزوج وله ثلاثة أولاد. نور- نوار- مايا.

 

شقيق علي الأصغر سامر غانم اسعد ناداه الواجب فلبى النداء والتحق بصفوف الجيش العربي السوري دون تردد .. وقاتل قتال الشجعان وهو الشاب المؤمن الصالح المحب الخدوم .. تتذكر أم محمد ذلك اليوم الذي انشغل قلبها عليه فطلبت من زوجته أن تكلمه على الهاتف الخليوي وعندما سمعت صوته بكت وقالت له "دير بالك عحالك" .. وتضيف "ماكان بدي سكر الخط بدي ضل اسمع صوته"  جاوبني وقلي" ياأمي لا تخافي ابنك بطل وسكر وكانت المرة الأخيرة بسمع صوتو فيها".

 

الشهيد البطل سامر تولد عام 1980 استشهد في جوبر أثناء تصديه للإرهابيين بتاريخ 13/9/2013. متزوج وليس له أولاد.

 

درب الشهادة الذي سار عليه علي وسامر رسمه شقيقهم الأكبر جودت غانم أسعد الذي نال شرف الشهادة في مواجهة الإرهاب الذي ضرب سورية في عام 1982. تقول أم محمد .. "الله يرحم الشهداء .. ويحمي الوطن .. مين بدوا يحمي الوطن إذا مانحنا دافعنا عنو ".

 

أم محمد التي تمثل كل نساء سورية قدمت أيضاً حفيدها شهيداً جودت محمد أسعد ابن ابنها البكر استشهد في ريف درعا بتاريخ 4/11/2014 في مواجهة الإرهابيين. الشهيد من مواليد 1986. متزوج وليس لديه أولاد.

 

بوركت عائلة الشهادة والقيم .. بوركت عوائل الشهداء .. التي تقدم أبناءها شهيداً تلو الشهيد دفاعاً عن تراب الوطن .. ولا خوف على وطن فيه أمهات ينجبن أبطالاً سياجاً للوطن .. كل الوطن.

 

الرحمة والخلود لأرواح شهداؤنا الأبرار والنصر للوطن

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=53&id=32048