تحقيقات وتقارير

"السايبر السوري": كل ضغطة زر تعادل ضغطة زناد ونطمح لنكون بمستوى الايراني


لبانة علي _ الإعلام تايم

في شهر نيسان من العام 2010، وجّهت إيران اتهامات لـ"إسرائيل" والولايات المتحدة بأنها كانت وراء عمليات إلكترونية عدة، هدفت، وحققت جزئياً، أهدافها الإلكترونية في العمق الإيراني، بما في ذلك زرع فيروس "ستاكسنت" الذي أدى لتعطيل منظومة حواسيب تطوير المشروع النووي الإيراني، واختراق بعض المواقع والحسابات الخاصة بالمقاومة الفلسطينية واللبنانية والحصول على معلومات حساسة.


عندها أدرك العالم مدى فداحة ما يواجهه من تهديدات، لا تتعلق بالأمور العسكرية فقط إنما الأمور المدنية أيضاً، من هنا، نشأت فكرة "السايبر المقاوم"  للرد على التهديدات "الإسرائيلية" التي تستهدف محور المقاومة في كل من إيران وسورية، والمقاومة في كل من لبنان وفلسطين.


موقع الإعلام تايم التقى أحد أعضاء فريق "السايبر السوري"، الذي عرف عن الفريق قائلاً: إن"فريق السايبر السوري: هو عبارة عن فريق مكوّن من مجموعة من الشباب السوريين، نشأ مع بداية الأزمة السورية، حين شعر أعضاء الفريق أن ما يُشن على سورية هو أكبر من كونه حرباً ميدانية تستخدم فيها الأسلحة التقليدية كالبندقية والمدفع والدبابة، بل تعدى ذلك إلى حرب إعلامية ونفسية هدفها النيل من المواطن السوري وعزيمته وصموده وإصراره، واستهداف عقله وقلبه، ما يؤدي في نهاية المطاف للسيطرة عليه.


وعن تأسيس الفريق قال عضو السايبر: لا يمكن القول بأن الفريق  يتبع لجهة ما أو أن شخصاً ما أسسه، بل هو عمل طوعي من شباب سوري اجتمع لتحقيق هدف واحد هو صد الهجمة الإعلامية التي تتعرض لها سورية من مختلف الأطراف على مختلف مسمياتهم، فقد استطاع على مدى خمس سنوات من الأزمة أن يشكل فريقاً واسعاً بحيث لا يمكن تحديد العدد الذي يعمل ضمن هذا الفريق، كون مجموعة كبيرة من الأصدقاء وأصدقاء الأصدقاء يعملون على تحقيق نفس الهدف.


الأهداف التي رسمها أعضاء الفريق، وفق ما قال عضو السايبر "هي التحكم  بأفكار الفضاء الافتراضي أو المجازي، عن طريق توعية الشعب السوري على مختلف توجهاته ورفع معنوياته مقابل ما يحاك ضده من مخططات، وصد الهجمات التي تحاول النيل من دول حلف المقاومة وزرع التفرقة بينها، أيضاً مكافحة الفكر الوهابي التكفيري الذي يحارب سورية، وتعزيز التلاحم بين أبناء الشعب السوري وجيش الوطن، وشن حرب نفسية على الطرف المعادي تهدف للنيل من معنوياته وسلب إرادته.


وعن الآلية التي يتبعها الفريق في عمله، بحسب العضو تتلخص في عدة نقاط:

 

•رصد الطرف المعادي وأبرز ما ينشره من أخبار وتحليلات عن الوضع السوري.


•تحليل المواد التي تم رصدها واستخلاص المحاور والأفكار التي يراد من خلالها إيصال أو زرع فكرة لدى الجمهور.


•إعداد خطة دفاعية وهجومية اعتماداً على المحاور المستخلصة.


•تحويل الخطة الدفاعية إلى مواد إعلامية "أخبار – مقالات – صور – مقاطع مصورة" بالاستعانة بمختصين صحفيين وتقنيين.


•نشر المواد على أوسع نطاق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وتطبيقات الهواتف المحمولة " فيسبوك – تويتر – يوتيوب – انستغرام - تلغرام  - واتس اب" التي تشكل منصة رئيسية لعمل السايبر حيث يعتمد السايبر على مبدأ أساسي:"كل ضغطة زر تعادل ضغطة زناد"، ومن هنا تأتي أهمية العمل على مواقع التواصل الاجتماعي.


وعن سؤالنا حول ما استطاع فريق السايبر أن يحققه في الأوضاع التي تمر بها سورية، أجاب:

فريق السايبر السوري ومن خلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي التي يمتلكها، استطاع خلال فترة الأزمة التي تشهدها سورية، أن يصل إلى الملايين ليس فقط السوريين، بل في أنحاء العالم أيضاً، واستطاع من خلال رصده ومتابعته وتحليله لخطابات وأخبار الطرف المعادي، أن يشكل حاجزاً منيعاً لا يسمح للأفكار المسمومة أن تصل إلى عقول ونفوس المواطنين السوريين، بنشره الوعي وتنبيه المتابع لما يريد العدو أن يحيك له من مكائد.


فعلى سبيل المثال، استطاع  فريق السايبر أن يحد بشكل كبير من تأثير الحرب النفسية التي عملت الولايات المتحدة على شنها ضد الشعب السوري من خلال إعلانها شن حرب على سورية بالصواريخ والبارجات الحربية في نهاية العام 2013، فعمل فريق السايبر حينها على جميع منصات التواصل الاجتماعي لرفع معنويات الجمهور، وإعداد التحليلات التي من شأنها تقليل أهمية هذه الحرب الكلامية للمسؤولين الأمريكيين.


هل تم طرح فكرة فريق السايبر السوري في المؤسسات؟ قال: نعم تم طرح فكرة "سايبر المؤسسات" وذلك بالاعتماد على إنشاء مراكز إعلامية ضمن المؤسسات تتواصل مع الجمهور بطريقة سليمة اعتماداً على أساليب وتقنيات سايبر.توجه الجمهور حسب الأهداف الموضوعة من قبل المؤسسة بعد إجراء عملية دراسة ومعرفة خصائص الجمهور.


وقد أجرى الفريق عدة ندوات تعريفية في عدد من المؤسسات كجريدة تشرين والاتحاد النسائي واتحاد الصحفيين، بهدف إنشاء بيئة سايبر ضمن المؤسسة تحقق الأهداف المرجوة من المشروع، وينتظر الفريق حالياً استكمال إجراءات الترخيص من قبل وزارة الإعلام كي يباشر عمله في المؤسسات كفريق معترف به بشكل رسمي.

 

هل يمكن أن يصل السايبر السوري إلى درجة السايبر الإيراني ويثير القلق "الإسرائيلي"؟

إن فريق السايبر السوري يعتمد على مبادئ الحرب النفسية والتحكم بالرأي العام، من هنا فإنه يختلف عن مفهوم السايبر الإيراني الذي يعتمد على الحرب الإلكترونية واختراق المنظومات والذي حقق أهدافاً موجعة للكيان الصهيوني.


العدو الذي تواجهه سورية الآن، يتعدى العدو "الإسرائيلي" ليشمل أطرافاً أخرى تريد غزو عقول السوريين في الداخل وأيضاً التحكم بعقول من هم بالخارج عبر فتاوى التكفير والقتل وبالتالي المجيء إلى سورية والمشاركة مع الإرهابيين في قتل الشعب السوري.


بالتأكيد يسعى فريق سايبر سورية المقاوم أن يصل إلى مستوى السايبر الإيراني وأن يؤثر في نفوس الأعداء تأثيراً بالغاً، لكن للوصول إلى هذا الهدف لابدّ من توفر الشروط التي تمكنه من تحقيق ذلك، ومنها التواصل مع شرائح كبيرة من المجتمع السوري من خلال المؤسسات وهذا يتطلب كما أسلفنا أن يكون يحوز الفريق على ترخيص من وزارة الإعلام السورية كي يمارس عمله في نشر الوعي وتحصين المواطنين السوريين من أي هجمة تستهدف كيانهم وصمودهم وزرع الفتن فيهم.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=31841