نافذة على الصحافة

هل يمكن للتحالف الذي تقوده السعودية أن يكسب الحرب في اليمن؟


صحافة - الإعلام تايم 

خلصت الكاتبة هيلين لاكنر في مقالها على موقع "أوبن ديموكراسيOpen Democracy  البريطاني"، بعنوان "هل يمكن للتحالف الذي تقوده السعودية أن يكسب الحرب في اليمن؟"، إلى تذكير أحفاد الملك عبد العزيز بنصيحة جدهم "أنتم لا تعرفون شيئاً عن اليمن".

 

حيث أشارت الكاتبة، أنه على الرغم من مرور عشرة أشهر على الحرب التي يقودها نظام آل سعود في اليمن، لكن من الواضح أن هذه النصيحة لم تتغلغل في وعي محمد بن سلمان، وزير الدفاع الحالي نائب ولي العهد وحفيد عبد العزيز، فالغارات متواصلة، وبشكل يومي وعلى مدى عشرة أشهر، في جميع أنحاء البلد. علاوة على ذلك، تدخلت قوات برية في اليمن من العديد من دول التحالف التي  تقاتل إلى جانب قوات العدوان السعودي في الحدود.

 

وقالت الكاتبة:" إن الوضع العسكري العام قد بلغ حالة من الجمود، في حين أن عدد القتلى اليمنيين ارتفع إلى 6000 بحلول نهاية 2015 وأكثر من 20 ألف جريح، بحسب تقديرات الأمم المتحدة،والوضع الإنساني في حالة طارئة مع 21.2 مليون من السكان، أي بنسبة 80% من السكان في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

 

وتؤكد الكاتبة أنه منذ السيطرة على عدن، في آب 2015، ظلت المدينة غير آمنة تماماً وبهجمات تكاد يومية من قبل مجموعة من الفصائل المسلحة المختلفة من الجماعات الانفصالية و" القاعدة " و " داعش " والجماعات السلفية الأخرى، إضافة إلى اللصوص العاديين وقطاع الطرق.

 

وأضافت، أنه لم يظهر الجمود العسكري أي مؤشرات فورية على انتهائه، فادعاءات السيطرة على الأرض بمساعدة الغارات الجوية، مستمرة بشكل روتيني في نفس المناطق: ميدي وحرض وعلى ساحل البحر الأحمر بالقرب من الحدود السعودية، حول مأرب، وشبوة، البيضاء والضالع.

 

وتابعت بالقول: لا يبدو هناك أي انتصار عسكري في الأفق، في ظل استمرار الجمود على أرض الواقع، وعدم وجود أي تقدم ملحوظ في المفاوضات، وكشفت، أن هناك خلافات سياسية مع دولة الإمارات، الذين يعتبرون "الإخوان المسلمين كالشياطين".

 

وبينت، أن الانخفاض الحاد في أسعار النفط شكل عجزاً للنظام السعودي في الميزانية للمرة الأولى منذ عقود، 200 مليون دولار شهرياً تنفقها على الحرب في اليمن وهي تعتبر عاملاً مساهماً كبيراً.

 

مشيرة، أن الانتصار العسكري الذي كان من المتوقع أن يكون سهلاً وحاسماً في آذارالماضي، أصبح الآن أبعد من الخيال، وهذا يؤثر على كل قادة آل سعود الجدد وخططهم من أجل الهيمنة المحلية وكذلك في التحديات - ليس فقط داخل أسرة بني سعود - ولكن أبعد من ذلك، العديد من السعوديين ستتأثر ظروفهم المعيشة في ظل خفض الدعم وفرض الضرائب الجديدة.

 

واختتمت هيلين لاكنر مقالها : "من الأحسن على محمد بن سلمان بأن يتذكر هو ومن معه نصيحة جده، والبحث عن طريقة للخروج من تلك الحرب، كما أنه من المثالي لو ترتب عليه إقامة نظام عادل ومنصف في صنعاء، وفي الوقت نفسه ينبغي عليهم أن يظهروا بعض الاحترام للقانون الدولي الإنساني، ويضعوا حداً للغارات التي تقتل وتشوه المدنيين فضلاً عن تدمير المنشآت المدنية الطبية وغيرها في جميع أنحاء البلاد. كما يتعين على حلفائهم وداعميهم في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، أن يثبتوا أنهم ليسوا مجرد أدوات بسيطة ووكلاء للنظام السعودي".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=31316