بطل من سورية

لا تضعوا على قبري البنفسج فهو زهر المحبطين البائسين


الإعلام تايم-

الشهيد البطل العقيد يوسف محمود حسن "لا تضعوا على قبري البنفسج فهو زهر المحبطين البائسين ضعوا على التابوت سبع سنابل قمح لتذكركم أن الخير موجود في أرض أجدادي وستبقى تعطي سنابلها لأبنائي" كلمات لطالما رددها الشهيد العقيد يوسف محمود حسن خلال إجازاته بيننا .. كـأنه كان متيقناً من الشهادة.. بهذه الكلمات استقبلتنا عائلة الشهيد في منزله المتواضع في قرية حيربرفة بمنطقة الدريكيش ..


الشهيد من مواليد حيربرفة عام 1974 متزوج وله ثلاثة أطفال، نال شرف الشهادة أثناء تأديته لواجبه الوطني بمحاربة الإرهاب الداعشي في منطقة تدمر في 10/7/2015 
زوجة الشهيد تماضر حمدان قالت "كنت أرى الأمل بالنصر في عينيه وعندما كنت أشعر بالحزن والاكتئاب في غيابه ..انظر إلى صورته .. لتلك العيون العسلية اللامعة لاستعيد الأمل بالنصر.. لقد كان مثال الإنسان المؤمن الشجاع المتفائل بالمستقبل وما يحمله معه من أسرار وخبايا .. كان دائما يقول أن الغد سيكون أفضل وأجمل ..كان طموحاً محباً للوطن وفي آخر إجازة له زرع غرسة أمام المنزل وأوصانا بسقايتها والاعتناء بها وكأنه يعلم أنه لن يعود لكن.. ما يواسيني على فراقه هو أنه الآن في مكان يليق بالشهيد ومكانته".
وأضافت" لقد اختصر بنبله ودمه الطاهر كل أوسمة الشرف فهو في المجد وقفه وفي الكبرياء عظمة وفي الذاكرة نبراس".


ابن الشهيد حيدرة البالغ من العمر سبع سنوات لم تسعفه الكلمات فارتدى بزة والده العسكرية التي غمرته كلياً وقال: "بدي خبيها وبس أكبر بدي البسها وأحمي بلدي".


أم الشهيد في سنيها التي فاقت السبعين وتقاسيم وجهها التي حفرتها الأيام تتذكر ابنها الشهيد وكأنه لا يزال ذاك الطفل في حضنها.. "إن الشهيد يوسف كان حنونا عطوفاً محباً للحياة، كان الروح والفرحة في العائلة، صاحب النفس الطيبة مؤمن ومقدام .. في آخر إجازة للشهيد زارني وكان يتحدث إلي كأنه يعلم أنه لن يعود وبالفعل لم يعد، عندما أذكر ضحكته وبريق عينيه وأشتاق له، انظر لصورته احضنها ..يخف حزني ويهدأ شوقي".


نزيه أخ الشهيد الأكبر ومخزن أسراره .. يقول " كنا نعرف قيم وأخلاق الشهيد وبعد استشهاده عرفنا عنه أشياء لم تكن نعرفها من أحاديث رفاقه عن شجاعته وإقدامه .. صحيح أن الحزن موجود لكننا نفخر بشهادته ونعتز بتضحيته في سبيل الدفاع عن الوطن والزود عنه ضد أصحاب الرايات السوداء والفكر الظلامي الذين يريدون قتل سورية".


روايات كثيرة عن مواقف الشهيد رواها لنا زملاؤه ورؤسائه..فلم يتردد يوماً في تنفيذ مهمة مهماً كانت .. نفذ كل المهام الخاصة بنجاح ولم يأبه لأي أحاديث وأقاويل حاولت أن تثنيه عن ذهابه لهذه المهمة أو تلك .. وفي كل اتصالاتي معه يضيف- أخ الشهيد.. كان يخبرني بأنه في أحسن حال وأن الأمور بخير وأن النصر لا محال قادم لم أخف يوماً حتى جاءنا الخبر كالصاعقة التي ضربت صميم العائلة.... نرفع رأسنا بشهادته والله رفع مقام الشهيد.. نعاهدك أن نبقى على نهجك وإن غبت جسداً طيفك سيبقى حارسنا.


الرحمة لروح الشهيد البطل العقيد يوسف محمود حسن ولكل شهداء سورية الأبطال.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=53&id=30505