تحقيقات وتقارير

ما الذي تريده السعودية؟


ناريمان الجردي _ الإعلام تايم

لاينفك النظام السعودي الاستبدادي المفتقر إلى أدنى مبادئ الديمقراطية عن ارتكاب الحماقات والأخطاء الاستراتيجية المؤدية إلى تذكية الصراعات الطائفية ونمو الإرهاب وتوتير الأوضاع الإقليمية.

 

وكان آخر الحماقات الهستيرية التي اتبعتها منذ إعدام الشيخ نمر باقر النمر، إعلانها مساء أمس على لسان وزير خارجيتها قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، على خلفية الاحتجاجات أمام سفارتها في طهران، الذي وصفته بـ"الاعتداء"، بسبب إعدام الشيخ النمر.

 

مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان سارع إلى الرد على إدعاءات الجبير الاستفزازية، وأكد أن التجمع الذي حصل أمام السفارة السعودية بطهران لم يلحق أي أذى بالدبلوماسيين السعوديين في طهران ومشهد، كما شدد على أن إعلان السعودية قطع علاقاتها مع ايران لا يمكن أن يغطي على الخطأ "الكبير" الذي ارتكبته.

 

كعادتها السعودية تتخذ خطوات متسرعة وغير مدروسة تكلفها ثمناً باهضاً، خلافاً للعقلية الدبلوماسية الايرانية المتعاونة دائماً والمستعدة إلى فتح أقنية الحوار، فعلى الرغم من  العملية الارهابية التي دبرت بتعاون بين الاستخبارات السعودية والاسرائيلية وأدت إلى زهق مئات الأرواح من الحجاج في كارثة التدافع منى، للتغطية على عملية قتل السفير الإيراني السابق في بيروت الدكتور غضنفر ركن ابادي، بهدف استفزاز القيادة الايرانية للقيام بردة فعل انتقامية، احتفظت ايران بحق الرد ولم تقطع علاقاتها مع السعودية، انطلاقاً من حرصها على أهمية الحفاظ على استقرار المنطقة وإخماد نار الفتنة.

 

للسعودية تاريخ عريق من السلوك الشنيع والانتهاكات، ففي شهر نيسان من العام المنصرم أقدم شرطيان سعوديان على التحرش الجنسي بشابين إيرانيين في مطار جدة الدولي أثناء عودتهما من العمرة، خلافاً للسعودية كان رد إيران متوازناً ملتزماً بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، تمثل بالإحتجاج على مستويات عدة من البرلمان إلى القضاء ورجال الدين والخارجية. 

 

مملكة آل سعود مملكة بنيت على الفكر الوهابي وهو السبب الرئيسي في التطرف الذي يجتاح المنطقة، هذا ما جاءت به صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية في موضوع نشرته تعتليه صورة لملك النظام السعودي سلمان بن عبد العزيز تحت عنوان "هل سيدمر هذا الملك بيت آل سعود"؟.

 

الصحيفة قالت في موضوعها اللافت إنه لم تمر سنة كاملة حتى الآن على تولي الملك سلمان البالغ من العمر 80 عاماً منصبه ورغم ذلك تعد هذه السنة واحدة من أسوأ السنوات في تاريخ المملكة.

 

وتناولت الصحيفة أيضاً إعلان إعدام 47 شخصاً في السعودية بينهم الشيخ نمر النمر مضيفةً أن صرخات المعترضين على قتل النمر قد وصلت للساسة في كل الشرق الأوسط ليبادر بعضهم بتهديد آل سعود.

 

رسالة النظام السعودي من إعدام الشيخ النمر وإعلان قطع العلاقات مع ايران أصبحت واضحة بأن لا حوار ولا اعتدال ولا مفاوضات بل المزيد من الفتنة والقتل وسفك الدم، وفي نهاية المطاف بات العالم اليوم مطالب بوضع حد لجرائم وإرهاب هذا النظام.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=30071