تحقيقات وتقارير

أردوغان.. يطرق باب نتنياهو لاهثاً للبحث عن حليف


"إن المنطقة بأسرها سوف تستفيد من تطبيع العلاقات التركية الاسرائيلية"، بهذه العبارة يعيد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان صفحة لم تكن مطوية بل مخفية من تطبيعه مع كيان الاحتلال الاسرائيلي.
هذا التصريح وفق ما أفاد مراقبون لم يكن سوى مقدمة لإظهار العلاقة المستورة بين كيان الاحتلال الإسرائيلي والحالم بإعادة أمجاد العثمانيين عبر توسيع أراضي السلطنة العثمانية على طول حدودها مع سورية والعراق.. والتقارير الصحفية لم تنتظر التصريح الشهير لقائد الجيش الانكشاري أردوغان، لتبدأ بتوثيق التاريخ الاسرائيلي التركي.. فالعهد الاردوغاني لم يكن سوى امتداد لتاريخ من الاطماع  والأهداف المشتركة بين الاحتلالين التركي والاسرائيلي في المنطقة العربية وخصوصاً سورية والعراق.

 

هذه المرة لم يكن أردوغان مهاجماً لأصدقائه الصهاينة في الأراضي المحتلة.. فالداخل التركي الرافض للعلاقة المشبوهة لم يعد قوياً ليؤثر برجل أطلقت يده أصوات ناخبين أخافهم بتنظيم "داعش" الإرهابي، فأصبح الحاكم المطلق في السلطنة.. ثم إن تجارة ابنه بلال المرتبطة بالاقتصاد الصهيوني تحتاج منه الليونة في تصريحاته أو رسائله للكيان الاسرائيلي.. وما يرويه عن المطالبة بتعويض ضحايا السفينة "مرمرة" التي اعتدت عليها "اسرائيل" مستهدفةً نشطاء سلام -معظمهم من الأتراك- داخل المياه الدولية، هو مجرد تمويه ومواربة سياسية لإخفاء ارتباطه بكيان الاحتلال، في وقت لاحق اعتذر رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو له وتعهد بدفع التعويضات لأسر الضحايا، مقابل الاتفاق على عدم ملاحقة أي جهة قد تكون مسؤولة عن الحادث قانونياً. واتفق الجانبان على تبادل السفراء وتطبيع العلاقات، وذلك خلال مكالمة هاتفية شجع عليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته إلى إسرائيل في تلك الفترة.


أردوغان الذي يمر بأزمات حول علاقاته مع روسيا والذي لطالما ادّعى رفضه للسياسة التي تتبعها "إسرائيل" قرر كشف المستور من علاقة دولته مع كيان الاحتلال، باعتبارها ستعود بالنفع على المنطقة بحسب رأيه.
العلاقات التركية الروسية المتوترة جعلت أردوغان بموقف صعب فهو أصبح يلهث عن حليف يعتبره قوياً للوقوف في وجه الروس فما كان عليه إلا أن يطرق أبواب نتنياهو عبر إعلان التطبيع العلني مع كيانه، وكيف لإسرائيل أن ترد الطلب الأردوغاني وهو شريكها في سرقة النفط السوري العراقي.

 

ولدحض ادعاء أردوغان بعدم وجود تلك العلاقة مع الصهاينة فإن مراقبين قالوا في وقت سابق أن " إسرائيل زودت تركيا بعدد من طائرات هارون، فيما نسق الجانبان عملية تطوير الدبابة باتون، كما أضاف المراقبون أن أردوغان يختلق عداءات وهمية مع الكيان الاسرائيلي لخداع مؤيديه.

وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية، كشفت عن العلاقة التركية الاسرائيلية عندما أكدت أن" إسرائيل تزود تركيا بمنظومات الكترونية مطورة".
على الرغم من البرودة المصطنعة التي خيَّمت على العلاقات التركية – الإسرائيلية، فقد وصف وزير خارجية الاحتلال في وقت سابق من العام 2006 بأن العلاقات التركية الاسرائيلية "كاملة ومثالية"، فهي شهدت تطورًا مطَّردًا في مختلف المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بحيث يمكن وضعها ضمن إطار تحالف استراتيجي يجمع بين الكيانين.

 

في زيارة قام بها رئيس الكيان الإسرائيلي شيمون بيريز إلى تركيا، عقد فيها مباحثات مع نظيره عبد الله غول في العام 2007، دعي بيريز لإلقاء خطاب في مجلس الأمة التركي، فهل يمهد أردوغان لنتنياهو كي يعيد ما بدأه رئيس كيانه السابق في 2016.

 


لبانة علي - الإعلام تايم 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=29453