الحدث السياسي

وثيقة دمشق للإعلام المقاوم


 اختتمت اليوم أعمال  ملتقى "الإعلام المقاوم في مواجهة الحرب على سورية" بمشاركة 37 مؤسسة إعلامية من الدول الإسلامية وذلك في فندق داماروز بدمشق، وأصدر المؤتمرون بياناً تحت مسمى" وثيقة دمشق للإعلام المقاوم" تناولوا من خلاله ثلاثة بنود وهي: الإرهاب والصهيونية.. حيث أشار البيان إلى أن - أن المشروع الصهيوني الذي يشكل التهديد الرئيسي للأمتين العربية والإسلامية لا يملك أسباب القوة التي تتيح له البقاء والتوسع وتحقيق المزيد من الإذلال لشعوبنا .

والبند الثاني أخذ عنوان "الإعلام والحرب الإعلامية " -ويشير إلى أن نجاح الإعلام الملتزم بقضايا الأمة في أداء مهمته بات أكثر تعقيدا من قبل وهو مدعو لرفع مستويات مهنيته وحرفيته لمخاطبة كل شرائح الأمة كإعلام جذاب ورشيق و موثوق وذي مصداقية .

فيما تناول البند الثالث للوثيقة موضوع انعقاد جنيف2 ودور الإعلام .. حيث اعتبر المشاركون أن مؤتمر جنيف للحل السياسي للأزمة السورية لم يأت إلآ نتيجة لصمود سوريا وصلابة قيادتها وإنجازات جيشها وثبات شعبها ويشكل فرصة إعلامية إستثنائية لدعم الحل السياسي السوري-السوري  وإثبات أحقيته .

وكان رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي التقى المشاركين في الملتقى وأكد أن الحرب الكونية الشرسة التي تتعرض لها سورية تستهدف الأمتين العربية والإسلامية بهويتهما القومية والدينية خدمة للصهيونية العالمية والولايات المتحدة وعملائهما في المنطقة، وذلك بحضور وزير الإعلام عمران الزعبي ومديري المؤسسات الإعلامية الوطنية

مشيراً إلى  أن البعد الثقافي للحرب على سورية يعد من أهم المكونات المؤثرة على بناء الإنسان حيث حاول أعداء الأمة اختراق الأمن الثقافي للأمتين العربية والإسلامية ومحاربة الدين الاسلامي الحقيقي المعتدل الذي يدعو إلى المحبة والتسامح والتآخي ونبذ العنف والتخريب واستبداله بالفكر الظلامي الوهابي التكفيري الرامي إلى تخريب النسيج المجتمعي للمنطقة التي يتعايش أبناؤها بكل مكوناتهم الدينية بطريقة يحتذى بها وخاصة في سورية مهد الحضارات مثمنا دور اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية بالتعاون والتنسيق مع الإعلام السوري في المجال المهني ومواجهة التطرف الديني والفكر التكفيري والغزو الثقافي للشعوب والتعريف بالإسلام المعتدل.

ونوه الحلقي بدور وسائل الإعلام الوطنية المرتبطة بأرضها ووطنها في تعرية وسائل الإعلام المضللة التي تلفق الأكاذيب وتدعو إلى الفتنة والقتل والتخريب مجدداً تأكيده أن سورية ستبقى القلعة الصامدة التي تتحطم على أسوارها أحقاد الأعداء وأن عهد التفرد في ساحة الإذاعة والتلفزيون وإنتاج الأخبار قد ولى من خلال دخول وسائل الإعلام الإسلامية إلى ساحة التنافس والإعلام وهي تحمل خطابا متباينا مع وسائل الإعلام التابعة لقوى الاستكبار العالمي.

من جهتهم نوه أعضاء الوفد بجهود الحكومة المبذولة خلال الأزمة في سورية والتي أثبتت قدرتها على المقاومة والصمود مؤكدين أن ما شاهدوه في سورية يزيد من ثقتهم بانتصارها وقدرتها على تأمين كل مستلزمات صمود شعبها ويفضح زيف وكذب الإعلام المضلل للرأي العام.

 

نص وثيقة دمشق للإعلام المقاوم

بسم الله الرحمن الرحيم

في ظل المتغيرات الدولية والمحاولات الإستكبارية لفرض الهيمنة الأحادية على عالمنا ، ولمواجهة المؤامرة الخارجية التي تستهدف أمتنا العربية والإسلامية عبر زرع بذور الفتنة الطائفية بأيد صهيونية تكفيرية إرهابية،
ولدراسة آخر مستجدات الأزمة السورية الناشئة من الحرب عليها وما تتطلب مرحلة المستقبل وخاصة مؤتمر جنيف 2.
عقد مؤتمر الإعلام المقاوم في مواجهة الحرب على سوريا في العاصمة السورية دمشق بتاريخ 28و29/12/2013 بدعوة كريمة من وزارة الإعلام السورية واتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية .
وشارك في المؤتمر عدد من القنوات الأعضاء في اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية بالإضافة إلى وسائل الإعلام السورية والإيرانية وعدد من أعضاء الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين.
وأكد المؤتمرون ما يلي:
أولاً في الإرهاب والصهيونية
- أن المشروع الصهيوني الذي يشكل التهديد الرئيسي للأمتين العربية والإسلامية لا يملك أسباب القوة التي تتيح له البقاء والتوسع وتحقيق المزيد من الإذلال لشعوبنا ودولنا لولا التخاذل الذي يشكل السمة الرئيسية لتعامل بعض الحكومات مع حقوقها .

- أن المشروع الصهيوني المهيمن على مصادر عديدة لصناعة القرار المالي والإعلامي والسياسي والاستخباراتي العالمي الذي يستمد جزءاً أساسياً من قوته من وجود حليف خفي له داخل جسد الأمتين العربية والإسلامية، هو فلسفة الضعف والهوان والمشروع التفتيتي لقدرات الأمة والهادف إلى إضعاف مصادر قوتها وحرفها عن وجهتها الرئيسية في مواجهة هذا المشروع العدواني بتصنيع عداءات وهمية تقسم الأمة على أساس طائفي ومذهبي وتصطنع الفتن بين أطيافها و تنشر فكر التكفير والإرهاب بين صفوفها.

- إن المشروع الإرهابي التكفيري هو الوجه الآخر للمشروع الصهيوني وهما يشتغلان على ذات الهدف ويخدم أحدهما الآخر عبر غرفة تنسيق سوداء تجمع قدراتهما لمواجهة أمتنا وقضاياها العادلة.

- إن بلوغ المشروع الصهيوني مرحلة الشيخوخة والإنهزام في ضوء إنتصارات مشروع المقاومة في لبنان وفلسطين وصمود سوريا و إيران، دفع مشروع التكفير والإرهاب إلى الواجهة لتدمير مجتمع المقاومة وفكرها وثقافتها ورفع الفتنة الدموية الداخلية في جسد الأمة إلى المرتبة الأولى لتتقدم على قضيتها المركزية وواجبها وإلتزامها في تحرير فلسطين الأرض والمقدسات .

- إن الحرب التي يتولى الإرهاب التكفيري بمسمياته المتعددة خوضها ضد الإنسانية جمعاء وتشويه صورة الإسلام في العالم من خلالها ما هي إلا حرب على مقومات القوة في الأمة وخصوصا في سوريا والعراق ولبنان وتشكل البديل عن حرب لم يعد بمستطاع المشروع الصهيوني خوضها بعد نتائج العدوان على لبنان وفلسطين والهزائم النكراء التي مني بها.


لذلك يطالب المؤتمرون بما يلي :
- إدانة كل أشكال الإرهاب المنظم الذي تقوم به القوى الإستكبارية والجماعات المسلحة، الذي يستهدف المواطنين والأبرياء على مساحة المنطقة العربية والاسلامية . وهو إرهاب مدان في كل الأعراف والعقائد والمواثيق الدولية والقيم الأخلاقية.

- الوقوف جبهة واحدة في محاربة الإرهاب التكفيري والدولي ضد قوى الممانعة والمقاومة والدفاع عن حقوق الناس بالعيش والحياة بأمن وسلام ، والتصدي  لعملية شرعنة القتل والتشريد الذي تمارسه القوى الظلامية ، ودعم قوى المقاومة المدافعة عن السيادة والاستقلال الحقيقي , والساعية الى نصرة القضية الفلسطينية والحفاظ على وجهة الصراع مع العدو الصهيوني.

- حثّ الشعوب والمنظمات الأهلية والحكومية على توجيه الجهود ، والصمود بوجه المؤامرات السياسية الكبرى ودعم التحالف العريض لقوى المقاومة والممانعة ، ونصرة هذا المحور أسوة بما فعلته إيران وروسيا والصين وقوى المقاومة في مواجهة الجهات التكفيرية والدول الداعمة لها التي تتحمل المسؤولية عن كل ما يحدث من دمار وقتل وخراب .

ثانياً في الإعلام والحرب الإعلامية
- أن ثورة الإتصالات والمعلوماتية بما حملته من منجزات تقنية غيرت وجهة الحروب في العالم ومنحت الإعلام مكانة تتفوق على ما كانت عليه في عهود  سابقة بحيث باتت الكثير من الحروب تُحسم على الشاشات قبل أن تحسم في الميدان وكثير من الإنتصارات تتحول إلى هزائم والهزائم إلى إنتصارات بقوة وفاعلية التسويق الإعلامي للأفكار .

- أن نجاح الإعلام الملتزم بقضايا الأمة في أداء مهمته بات أكثر تعقيدا من قبل وهو مدعو لرفع مستويات مهنيته وحرفيته لمخاطبة كل شرائح الأمة كإعلام جذاب ورشيق و موثوق وذي مصداقية وهذه شروط لا تتوفر إلا بجعل مدى إلتصاقه بجمهوره معياراً لنجاحه. وهذا يستدعي تعزيز قدرته على إيصال المعلومة وتحقيق السبق وصياغة التحليل المنطقي للأحداث وإثبات أهليته على تقديم قراءة أكثر ثباتاً وتحققاً مع الزمن بما يسمح له بالتأثير في خيارات المتلقين وصناعة نظرتهم للأحداث .

- إن ترشيد الإعلام المقاوم يشكل ضرورة راهنة لتثمير الإنتصارات التي يحققها معسكر المقاومة من إيران إلى لبنان مروراً بالعراق وسوريا ضد حلف الأعداء ورعاة التكفير والإرهاب

لذلك يطالب المؤتمرون بما يلي :
- تبني التوصيات الصادرة عن المؤتمر, وخاصة تكوين جبهة اعلامية موحدة في مواجهة الارهاب والتكفير اللذين يطالان شعوب المنطقة ومقدساتها .

- إبراز وكشف الجهود الكبيرة التي تبذل في سياق دعم الحل السياسي للأزمة السورية وتأكيد أنه هو الطريق الوحيد لتحقيق سيادة الشعب في وطنه ، وأن حق تقرير المصير بالطرق الديمقراطية في إطار الشرعية هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة .

- بيان صمود جبهة المقاومة وثباتها بوجه القوى الاستكبارية ، ومناعة الجمهورية العربية السورية وقوة صمودها في التصدي للمؤامرات . وبيان الانجازات الكبرى التي حققها الشعب والقيادة والقوات المسلحة السورية في مواجهة المؤامرة الارهابية الكونية ضد سورية .

- كشف جرائم الجماعات الارهابية المتمثلة في جبهة النصرة وداعش والجبهة الإسلامية والدول التي تقف خلفها دعماً وتسليحاً وتدريباً وتسهيلاً , وبيان تورطها بالتعاون مع القوى الاستكبارية وفضح الانتهاكات التي ترتكبها ضد الانسانية .

ثالثاً حول جنيف2 ودور الإعلام
- إن مؤتمر جنيف للحل السياسي للأزمة السورية لم يأت إلآ نتيجة لصمود سوريا وصلابة قيادتها وإنجازات جيشها وثبات شعبها ويشكل فرصة إعلامية إستثنائية لدعم الحل السياسي السوري-السوري  وإثبات أحقيته .

- إن مؤتمر جنيف2 يتيح الفرصة للتصدي للحرب الإعلامية الظالمة على سوريا ودعم الانتصارات الواقعية التي تحققت في الميدان. وبيان هزائم معسكر الصهيوينة والإرهاب والتكفير .


- إن تحديات مرحلة ما بعد مؤتمر جنيف2 هي أصعب من تلك التي واجهتها المقاومة في مرحلة الصراع والإنتصارات المحققة في الميدان والتي لا يلغيها ضعف التسويق الإعلامي لها ولا يغير منها نجاح إعلام الآخر في تشويهها.
لذلك تبنى المؤتمرون
- الخطة الاعلامية المقترحة لتغطية مؤتمر جنيف 2 الذي من المقرر انعقاده خلال الأسابيع المقبلة وفق ما ورد فيها .

- العمل الجاد والمخلص لتغطية أحداث هذا المؤتمر وبيان نتائجه السياسية في حال انعقاده على مجمل الأزمة السورية , وفق السياسات المتفق عليها خدمة للقضية العادلة للشعب السوري ومحور المقاومة .

- التعاون الجاد والوثيق مع غرفة العمليات التي سيتم تشكيلها من قبل وزارة الإعلام السورية مع فريق العمل المحدد بينها وبين اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية من أجل تغطية وقائع المؤتمر وكل ما يتعلق بالموضوع الإعلامي للأزمة السورية .

- تظافر الجهود وتسخير الإمكانيات المادية والمعنوية لوسائل الإعلام الصديقة في إنجاح التوصيات والسياسات والخطة المنبثقة عن المؤتمر.

- صياغة وترتيب وتوجيه المصطلحات السياسية والإعلامية في وسائل الإعلام الصديقة خلال المرحلة المقبلة .

أخيراً
تقدمت الوفود المشاركة من القنوات الأعضاء في اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية وأعضاء الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين وكل الإعلاميين المشاركين من وسائل الإعلام السورية والعربية والإيرانية والإسلامية  من جانب الإتحاد بالشكر الجزيل للجمهورية العربية السورية شعبا وقيادة وحكومة، وخاصة وزارة الإعلام السورية على جهدها المبارك في تنظيم اللقاء والاجتماعات الحوارية مع سيادة رئيس مجلس الوزراء وأصحاب المعالي وزير الخارجية ومستشارة سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد ووزير الإعلام وغيرهم من المسؤولين للإطلاع على آرائهم في آخر التطورات الحاصلة .

والله من وراء القصد.

دمشق 29/12/2013
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=2894