وجهات نظر

أوراق فيينا .. الشيطنة المرسومة بالأقلام الأمريكية – الصهيونية

جمال رابعة


اشتداد الصراع الاقليمي و الدولي في سورية وعلى سورية يظهر حقائق بدأت تظهر ملامحها وترجماتها وصيغها في أروقة فيننا وفق مستجدات ميدانية حققها الجيش العربي السوري وعلى كامل الجغرافية السورية بمشاركة جوية روسية، وتطبيقه لاستراتيجية عسكرية ترتكز على قاعدة فتح العديد من الجبهات العسكرية لتشتيت القوى و تفويت الفرصة لهذه العصابات التكفيرية بحشد طاقاتها وتوجيهها باتجاه أهداف محددة، وتالياً تحقيق الهدف التكتيكي المراد لاستنزاف قوة هذه العصابات التكفيرية بشرياً ومادياً.

 

بعد جولات عديدة في أروقة فيننا 1 توصل المؤتمرون لاتفاق على 9 بنود وقع الجميع عليها على أن تتم الجولة الثانية السبت 14_11_2015 , بدأت واشنطن مع قطر وتركيا وفرنسا الرباعي المعادي لروسيا و سورية ومحور المقاومة بمحاولة الاستعادة و الالتفاف على المبادرة الروسية  في فيينا1وفق رؤية الدولة السورية المصادق عليها روسياً وإيرانياً , محاولة الرباعي هذه إنما هي لفرض شروط وإيقاع جديد لا يمكّن الروسي من الاستثمار السياسي لتلك الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على كامل الجغرافية السورية في كل الجبهات في محاولة منهم وضع العصي في الدواليب وخلق إشكاليات و معطيات جديدة وعراقيل بعد أن تم التوافق على بنود فيننا 1 التسع , وذلك كتشكيل مجموعات عمل لم يؤخذ رأي روسيا فيها .

 

كانت روسيا قد رفضت هذه الاجتماعات التمهيدية بعد تأكدها بأن الرباعية المعادية قد اتفقوا على تقسيم المؤتمر بين دول فاعلة تقرر و أخرى تشارك من دون قرار وتشكيل ما يسمى بوفد المعارضة من الائتلاف المسيطر عليه تركياً و قطرياً والخاضع لنفس المزاجية والتوصيف والتصنيف والغربلة وصولاً لجدولة هذه العصابات التكفيرية وتحييدها من أي عمل عسكري قادم يستهدفها , وهذا ما جاء على لسان الناطقة الرسمية ماريا زاخاروف بقولها أي خطوة نحو السلام من قبل دمشق تلقى مواجهة القوى المهتمة بتوسيع نطاق الفوضى إذ أعلنت أن موسكو ترفض محاولات تقسيم المشاركين في مفاوضات فيننا الى مشاركين رئيسيين وفرعيين.

 

السياسات الالتفافية للغرب حول الحل السياسي في سورية النابعة من استراتيجية واشنطن بالعدوان على الدولة السورية و دعم هذه السياسات و حرصها على كافة المنظمات الارهابية  يُترجم اليوم بخلط الاوراق في ردهات فيينا.. جاء في البند الاول في ورقة  فيينا1 بأن وحدة سورية و استقلالها و سلامة أراضيها وهويتها العلمانية أمور أساسية , بينما في ردها على سؤال لمحطة بي بي سي قالت السفيرة الامريكية في الامم المتحدة سامانثا فوكس أن القناعة العميقة للرئيس باراك أوباما هي أنه من غير الممكن معالجة مشكلة الامارة الاسلامية بطريقة مستدامة طالما بقيت مشكلة الاسد دون حل .

 

في ايلول 2013 سربت وزارة الدفاع الامريكية عن طريق المحلل السياسي والكاتب في صحيفة نيويورك تايمز الامريكية  وفي مقابلة مع قناة سي إن إن الأمريكية , تم نشر خريطة في الصحيفة المذكورة تظهر دولة الامارة الإسلامية وكردستان السورية بمباركة هذا المخطط من قبل تركيا و توكل قيادتها الى الاقلية الكردية في المنطقة الجغرافية المخصصة وذلك لقاء إنهاء حزب العمال الكردستاني في تركيا هذه الدولة الكردية المزعومة يحاول الكيان الصهيوني التمهيد لها من خلال المعاهدة السرية  التي وقعت في العام 2011بين وزير خارجية فرنسا الان جوبيه ووزير خارجية تركيا آنذاك احمد داود اوغلو حسب ما أوردته شبكة فولتير , الهدف هو السيطرة على سورية من الخلف , من هنا نفهم محاولات واشنطن إرسال خبراء و قوات خاصة للتنسيق و التعاون مع قوات ما يسمى ( سورية الديمقراطية ) لتحرير مدينة الرقة لتعتبر قاعدة ارتكاز ما يسمى "المعارضة المعتدلة" لتحقيق حكم فيدرالي على غرار كردستان العراق , يحلم قادة الكيان الصهيوني بإنشاء كيان شبيه له في شمال سورية للانقضاض على الدولة السورية من الخلف وخلق بؤرة صراع جديد في المنطقة يدخلها في نفق مظلم يحرف البوصلة عن قضية العرب المركزية فلسطين يطيل الصراع ويحافظ على استمراريته , هذا ما تعمل واشنطن على صياغته في سورية لجهة استمرار الحرب واستنزاف الدولة السورية ما يخدم أولا وأخيراً الكيان الصهيوني ويلبي طموح قادته.

 

و باعتقادي وبمقاربة ميدانية وقراءة سريعة لمسلسل تدخل القوات الأميركية في فيتنام بمستشارين عسكريين و تورطها في الوحل الفيتنامي حيث انتهت بهزيمة أميركية و خسائر بشرية و مادية لم تستطع الذاكرة الاميركية أن تتجاوزها , فإن دخول أي قوات أو خبراء أميركيين بدون موافقة الدولة السورية ستكون منعكساتها سلبية , فسورية و عبر تاريخها كانت مقبرة للغزاة و المحتلين .
الاعلام تايم

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=28465