تحقيقات وتقارير

إعلاميون ضد الإرهاب : الإعلام يعرّي حقيقة الإرهاب بفكره التكفيري


لقد بات من الواضح تماماً وبعد تجربة طويلة في مكافحة الإرهاب في السنوات الماضية أنه من السهل اقتلاع السلاح من يد الإرهابي، أو تفكيك عبوة زرعها تكفيري أو حتى نزع حزام ناسف زنّر انتحاري به نفسه ليفجره بالأبرياء، لكن نزع الفكر التكفيرية الذي شرّع الإرهابي لنفسه بها قتل الآخرين هو الأصعب.

 

لذا فإنه من المستحيل أن تتمّ مكافحة الإرهاب عسكرياً وأمنياً فقط، بل يحتاج ذلك إلى استئصاله من الدماغ قبل الذراع.

 

فمن ضمن الآليات التي وضعتها الحكومة السورية لذلك، إضافة إلى الفضائيّات والإذاعات ووكالات الأنباء الناطقة بالعربية، أعمال الاجتماع التأسيسي الأول لأمانة شبكة دمشق الدولية "إعلاميون ضد الإرهاب" وذلك في فندق الشيراتون بدمشق بمشاركة دول عربية وإقليمية ودولية استكمالا لأعمال المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري الذي عقد بدمشق في تموز الماضي.

 

السيد ناصر الأخضر وكيل اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية أكد أن للإعلام دور كبير في مواجهة الإرهاب، مضيفاً " أن الإعلام يبرز ويظهر ويعري حقيقة الإرهاب بفكره التكفيري ويفضح ممارساته وسلوكه، ويقدمها للرأي العام بطريقة ذكية"، مشيراً إلى أنه "في نفس الوقت عندما يحاول الإرهاب أن يستفيد من الإعلام تصبح المهمة أصعب أمام الإعلاميين".

 

بدوره رأى سالم زهران مدير مركز الإرتكاز الإعلامي في لبنان، أننا بحاجة إلى إمكانيات وتقنيات في معركة السبق مع الإرهاب، مضيفاً "للأسف نحن الأضعف لأن الحركات التكفيرية على عكس ما نسمع في الأمم المتحدة والأروقة الدولية أنها حركة منبوذة على الألسن لكنها مدعومة خصوصاً من دول بترودولار لذلك دائماً على الإعلامي أن يسعى إلى أن يوجد آليات بسيطة يستطيع من خلالها أن يواجه الإرهاب".

 

وأضاف زهران "إننا نحتاج إلى تطوير أليات التقنية الحديثة وأن نعرف أكثر عن عالم الميديا، فالتنظيمات الإرهابية استفادت من التجربة الأمريكية والغربية في التقنيات الإعلامية، فعلى سبيل المثال حرق الكساسبة تم تصويره بطريقة هوليودية جعلته يتثبت في اللاوعي الجمعي فيشعر المتفرج بجمالية الصورة وليس قباحتها نظراً للمؤثرات الصوتية التي استخدمها"، مشيراً إلى أننا  بحاجة لاستخدام ذات التقنية ولكن ليس لبث الخوف بل لإظهار الحق المؤيد بالقوة.

 

وأكد زهران أن "المعركة هي معركة مصطلحات ويجب علينا تحديد المصطلحات وتوظيفها، وأن نبحث إلى أن تصل كلمتنا إلى حيث يجب أن تصل وأن لا نكتفي بالتقوقع على ذاتنا بل أن نتجه باتجاهين، الأول تثبيت علاقاتنا مع بعضنا البعض والاستفادة من خبراتنا والثاني هو الانفتاح على الإعلام الآخر والحديث معه"، مضيفاً أننا  بحاجة إلى نوع من التكتل وإلى سنترال نتبادل فيه المعلومة، وشبكة دمشق الدولية هي الخطوة الأولى، متمنياً النجاح في تطوير الأداء الإعلامي وإيصال المعلومة الصحيحة من خلال الشبكة إلى الجميع.

 

من جهته ناشد مجلس أمانة شبكة دمشق الدولية "إعلاميون ضد الإرهاب" في نداء دولي المؤسسات الدولية العاملة في حقل الإعلام والناشرين والمنتجين والصحفيين ومديري الإنتاج ومنتجي الأخبار التوقف عن نشر أو بث أي مواد تصدر عن التنظيمات الإرهابية التكفيرية، داعياً كل محرري الأخبار إلى الالتزام بمفهوم مبدأ نسب المواطنين إلى وطنهم وليس إلى قومياتهم أو إثنياتهم باعتبارها بديلاً عن الجنسية الطبيعية.

 

وشدد المجلس في النداء الذي أطلقه في مؤتمر صحفي عقد في ختام اجتماع الأمانة التأسيسي الأول على ضرورة التوقف عن استخدام مصطلحات تم تطويعها لإسباغ شرعية سياسية على الإرهاب وأهمها مصطلح "المعارضة المسلحة".

 

ربا شلهوب- الاعلام تايم

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=28290