تحقيقات وتقارير

عذاب المرأة السعودية ليس كمثله إلا التي وقعت أسيرة لـ"داعش"


 

وضع تنظيم "داعش" الارهابي أسعاراً محددة للنساء في أسواقه، بدءاً من ـ150 دولارا، للأطفال حتى سن العاشرة، و100 دولار للنساء حتى سن العشرين، الى 40 دولار للنساء بين الثلاثين والأربعين من العمر، بهذه المقدمة بدأت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لقضايا العنف الجنسي ضد النساء في مناطق النزاع زينب بنغورا، كلمتها بمؤتمر مركز السلام الأميركي في واشنطن في وقت سابق من العام الجاري، والذي تناول ممارسات "داعش" في حق النساء.

 

وأضافت المسؤولة والغضب يبدو على ملامحها إن هذه الممارسات تحدث في عام 2015 وهي ممارسات تعود بالإنسان إلى عهود الظلام من التاريخ الإنساني.. هذه الممارسات تحدث في هذا الزمن الذي يتغنى فوق كل منبر وفي كل مناسبة بأنه زمن حقوق النساء. معاملة "داعش" للنساء، تجاوزت كل الاعراف والشرائع والقوانين الانسانية وهو يحمل إذلالاً أكبر من خلال عرضهن عاريات في أسواق عامة بعد تجهيزهن للبيع، كما أن النساء الجميلات يتم إهداؤهن إلى القيادات الكبيرة للتنظيم فيما تم توزيع النساء الأقل جمالاً على الجنود الأقل رتبة في التنظيم..

 

هنا لابد من أن نذكر النائبة المحترمة لبان كي مون، أليس الاولى بكم كمدافعين عن حقوق النساء في العالم أن تسألوا أنفسكم لماذا نصبتم واحدة من أكثر الدول اضطهاداً وانتهاكاً لحقوق المرأة على عرش المدافعين عن حقوق الانسان، دولة لا تختلف قوانينها في معاملة النساء عن "داعش"، بل إن التنظيم الارهابي وكأنه استوحى هذه الاساليب اللانسانية من تشريع تلك الدولة، إنها السعودية التي وأدت المرأة في أراضيها في الجاهلية، وتطور قانون الوأد عندها في ظل تطور القانون الانساني ليصبح وأدا لحقوق المرأة..

 

فالمرأة في القانون السعودي محرومة من كل شيء. ومن الصور المهينة للمرأة التي تحط من كرامة وإنسانية المرأة والتي اتبعها التنظيم الارهابي في مناطق انتشاره، إعلانه عن هدايا من النساء "السبايا" لديه للفائزين في مسابقات حفظ القرآن الكريم، تلك الممارسات تعبّر عن أيديولوجية التنظيم في استغلال المرأة وتوظيفها باعتبارها أحد أهم عناصر جذب المقاتلين وضمان ولائهم واستمرار انخراطهم في صفوف التنظيم، كما أنها أيضا تمثل عنصرًا ماديًا لدى التنظيم، حيث يقوم بأسر الفتيات والنساء من المناطق التي يدخلها، ثم يقوم بتوزيع بعضهن على المقاتلين كغنائم حرب، ويقوم ببيع البعض الآخر لتوفير الموارد المالية اللازمة للتنظيم. فكر "جماعات الإرهاب والتكفير" ليست جديدة، إنما هي ذاتها وليدة أفكار الوهابية التي تحكم السعودية.. لا فرق بين عقيدة الدواعش وعقيدة آل سعود، التكفير لمن ليس معهم وقتل من يخالف عقائدهم..

 

عذاب المرأة السعودية ليس كعذاب امرأة أخرى في العالم إلا التي وقعت أسيرة في أقفاص "داعش"، فهي بلا حق أمومة وبلا حق نفقة وبلا حق اختيار زوج أو قرار سفر دون موافقة ولي الأمر وبلا حق قيادة سيارة أو دراجة هوائية وبلا قانون يحميها من التحرش والاضطهاد والعنف الأسري وتُشتم علانية في المنابر بأنها ناقصة عقل ودين، كما يطبق عليها أيضاً اتخاذ وصيّ قانوني من الرجال ليكون المسؤول المتحكم بحياتها. إن تنظيم "داعش" الإرهابي، كما الوهابية يتميزون بدرجة عالية من الجهل بالإسلام، فهم بهذه المعاملة للنساء يخالفون من يدعون بتطبيق سنته ألا وهو النبي الكريم الذي أخذ برأي امرأة يوم "صلح الحديبيبة" في وقت رفض فيه الرجال أمره بالرجوع الى المدينة وكفى الله المسلمين وقتها شر القتال وسفك الدماء.

 

لما محمود- الاعلام تايم

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=28097