تحقيقات وتقارير

ما الذي تريده واشنطن من إرسال قواتها إلى الشمال السوري؟


 

بالتزامن مع تنسيق موعد الاجتماع الوزاري الموسّع بشأن سورية، والذي عقد نهاية تشرين الاول الماضي في فيينا، قررت أمريكا إرسال "مالا يزيد عن50 جنديا من قواتها الخاصة إلى شمال سورية لتقديم التدريب والمشورة، وضمان التنسيق بين بعض الفصائل المرتبطة بالولايات المتحدة"، من دون أن تضطلع بدور قتالي مباشر، بحسب تصريحات البنتاغون، بيد أنهم تركوا الباب مفتوحاً أمام إمكانية إرسال المزيد من القوات مستقبلاً.


ولكن يرى مراقبون أنه ثمة أهدافاً أخرى لوجود هؤلاء العسكريين، رغم قلة عددهم وحدود تأثيرهم الميداني، فالقرار الاميركي في المجمل يهدف إلى إدارة العمليات الميدانية للمسلحين في الشمال السوري وتشكيل مظلة تحمي بعض الأهداف المهمة وبعض التنظيمات الارهابية المدعومة من الولايات المتحدة، وبالتالي إبعادها عن خطر ضربات سلاح الجو الروسي.


كما تسعى واشنطن إلى تعزيز وجودها في المنطقة وطمأنة حلفائها الذين أخذوا بمراجعة حساباتهم، تخوفاً من انعكاس التحالف الروسي الايراني السوري على المنطقة، بالإضافة إلى محاولات واشنطن إحداث نوع من التوازن في الساحة العسكرية، وإبراز نفسها على أنها محارب للإرهاب، وكسب بعض الأوراق للعب بها في الاجتماعات التي تعقد حول سورية أو بعد انتقال الملف السوري من المرحلة العسكرية الى المرحلة السياسية.


الإدارة الأمريكية التي اتخذت قرارها بصورة أحادية وبدون الرجوع إلى القيادة السورية، اختارت الطريق الأسهل من أجل زيادة التدخل العسكري في سورية متذرعة بقتال "داعش".


ريتشارد هاس، الدبلوماسي الأمريكي السابق، ورئيس مجلس العلاقات الدولية في مقابلة له مع  لـCNN، قال: "إن نجاح خطة إرسال قوة أمريكية إلى المناطق (الكردية)في الشمال السوري ستؤدي إلى تقسيم سورية إلى عدة مناطق، واحدة للدولة السورية وأخرى للأكراد وثالثة لـ "داعش" وأخرى لـ "النصرة" وغيرهم، وهذا ما نصبوا إليه إن نجحت الخطة الجديدة".


من جانبها صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور"  الأميريكية أكدت أن هناك هدفين أساسيّين لوجود هذه القوة الأميركية، الهدف الأول "تطويق نتائج أيّ تقدّم يحققه الجيش العربي السوري بالتعاون مع سلاح الجوّ الروسي، الأمر الذي من شأنه أن يسلّط الضوء أكثر على عدم جدية الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، الهدف الثاني، كما تشرحه الصحيفة ذاتها يكمن في "أمل الولايات المتحدة بزيادة نفوذها ونفوذ قوات المتمرّدين التي تضمّ أكراداً سوريين يتماشون مع قوات من الجيش الحر"، إضافة إلى أنّ "وضع الولايات المتحدة يدها على الورقة الكردية في سورية، بمثابة رسالة "لطمأنة تركيا التي تنظر إلى الأكراد بريبة".


إن ما يحدث في سورية هو تغير حقيقي في موازين القوى لصالح التحالف الروسي السوري الذي أسقط المخططات الامريكيه التي تهدف إلى تقسيم سورية ضمن المخطط الامريكي الصهيوني للشرق الاوسط الجديد، وأجبرها على الرضوخ إلى ما اسفر عنه مؤتمر فيينا1 والذي أقر المجتمعون فيه بضرورة الحفاظ على وحدة سورية ومحاربة الارهاب.


ناريمان الجردي- الاعلام تايم

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=28063