تحقيقات وتقارير

مراكز ومخيمات اللجوء وجهان لعملة واحدة


 

مخيمات اللجوء التي انتشرت بداية الازمة السورية في الدول المجاورة بات الجميع يعرف السبب الذي أقيمت لأجله، طبعاً بعد أن تراءى للأعين أن أمنيات الربيع في بلدان "الضاد" لم تكن سوى مخاض لولادة عصر جديد من الحقد الطائفي والانحطاط  برعاية ودعم من الغرب.

 

وبعد خمس سنوات من إقامة تلك المخيمات التي لم تحقق إلا تشويه صورة المجتمع السوري، حيث انطلقت منها ظاهرة استغلال الأطفال والنساء السوريات، ومن تلك المخيمات التي أقيمت في تركيا والاردن  بـ"دافع إنساني"، بدأت رحلة الاستغلال للسوريين وما تزال، حيث تم تصديرها إلى مراكز اللجوء في أوروبا، والواضح أن ظاهرة الهجرة إلى القارة العجوز عبر الطرق التركية المليئة بالمخاطر والمغامرات، جاءت بعدما تعاقدت حكومة أردوغان مع التنظيمات الإرهابية التي تقدم لها الدعم في سورية للعمل على ترهيب السوريين تارة وترغيبهم تارة أخرى في النزوح نحو تركيا ومنها إلى أوروبا. 


الامم المتحدة وكعادتها بدأت تبكي بدموع التماسيح وتندب حظ السوريين، بالأمس في مخيمات اللجوء واليوم في مراكز النزوح الأوربية، وهذه المرة بلسان المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ميليسا فليمنج، وبحسب وكالة "أ ف ب": قالت "نحن ندق ناقوس الخطر" بعد إخطار المفوضية بالعديد من الإفادات حول العنف الجنسي في مراكز استقبال اللاجئين المكتظة ومن بينها المراكز المقامة على جزيرة ليسبوس اليونانية التي تستقبل آلاف المهاجرين يومياً.

 

شعارات حقوق الإنسان، لم تكن سوى كذبة كبيرة نادت بها منظمات حقوقية أقامت مكاتب لها على الاراضي التركية والاردنية، وبالمناسبة وحسب تقارير إعلامية واستخبارية تلك المكاتب لم تكن سوى عناصر للموساد الاسرائيلي والسي آي إيه ترصد الواقع السوري  وتبث الشائعات للتأثير في الرأي العام، وكان الهدف منها استعادة عهود من العبودية والاستغلال الإنساني، فالأطفال للتجنيد والنساء للنكاح وفق فتاوى تفصلها مسافات بعيدة عن الإسلام الحقيقي، كما أن دول الاستقبال طمعت في صفقات خيالية على حساب كرامة السوريين.

 

تقارير إعلامية عدة فضحت ما يدور وراء الكواليس في مخيمات اللاجئين في الأردن وتركيا وحتى لبنان، واليوم في مراكز اللجوء الاوروبية، اللغة ليست جديدة فعناوينها كسابقتها استغلال الجيل الشاب عبر إغرائهم بالعيش الرغيد والكريم حيث "الانسان لا يستغل أخيه الانسان"، ميزات هدفها استنزاف الطاقات الشبابية في سورية لإضعافها وإجبارها على الاستسلام، كل ذلك من أجل إعادة الحياة إلى عجوز أرادت "عصفورين بحجر واحد، إحياء شبابها واستخدام اللاجئين في أي صفقة سياسية قادمة.

 

الواقع أن الصدمة عنيفة بعد الأمنيات البراقة، فمجرد وصول السوريين إلى أوروبا وجدوا أمامهم ما لم يكن في الحسبان، أوروبا التي تتغنى بالحرية الدينية والديمقراطية والعيش الكريم وحقوق الإنسان المطبقة بكل تفاصيلها صغرت أم كبرت، هي ذاتها التي تعددت فيها أساليب القمع والعنف، الاختلاط الذي لا يطاق حيث تبدأ حالات التحرش الجنسي والمداعبات الخفية لإشباع الغرائز الدفينة، وبعض الدول استغلت تلك الظاهرة من خلال التجارة بالقاصرات السوريات لتنتعش اقتصادياً على حساب أجسادهن وكرامتهن، والأمم المتحدة "مشكورة" لتحذيرها من تحول مراكز اللجوء بأوروبا إلى أوكار للعنف والاستغلال الجنسي للأطفال والنساء الذين يشكلون أكثر من ثلث المهاجرين حيث بلغ عددهم 600 ألف مهاجر هذا العام، مؤكدة أن هذه الشريحة معرضة للاستغلال بشكل خاص.

 

الاتحاد الأوروبي بدأ باستنفاذ صبره فلم يعد قادراً على تحمل أعباء المهجرين، المستشار النمساوي فيرنر فايمان حذر من "انهيار بطيء للاتحاد الأوروبي جراء الأزمة التي تعصف بدوله من تدفق المهاجرين إلى أراضيه، داعياً إلى انتهاج سياسة موحدة حيال الهجرة غير الشرعية"، كما بدأت الدعوات إلى إغلاق الحدود بين البلدان الأوروبية لمنع تدفق اللاجئين، فمنهم من أغلقها فعلاً متحدياً قوانين الاتحاد ومنهم من هدد وعزم على ذلك في حال لم تتخذ الإجراءات اللازمة بأقرب وقت.


وبعد كل المآسي التي تعرض لها السوريون في بلدهم، تلاحق المصائب اللاجئين منهم، في عرض البحر و اتساع السماء، لتجبرهم على مواجهة واقعهم الأليم المتمثل بحدود شائكة، تتحطم عندها أحلامهم المبنية على جنسية أوروبية.

 

فاطمة فاضل_الاعلام تايم

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=27946