الحدث السياسي

"الجولاني" روبن هود القاعدة ورسائله تكشف هشاشة التنظيم الإرهابي


لا تزال المعلومات الخاصة بشخصية "أبو محمد الجولاني" زعيم جبهة النصرة لأهل الشام أحدى أجنحة تنظيم "القاعدة" في بلاد الشام محدودة للغاية، وحتى بعد إعلان مقتله في أكتوبر الماضي، لاتزال الأنباء متضاربة حول ما إذا لايزال على قيد الحياة أم فارقها، وحتى قناة"الجزيرة" التي تعتبر الناطق الرسمي بلسان حاله وفي آخر لقاءاته معه لم تظهر للجمهور شخصيته الحقيقية وإنما اكتفت بصوته فقط.

الاستخبارات الإيرانية قامت بتعميم صورة للمقاتل المجهول، حصلت عليها خلية الصقور الاستخبارية بعد عملية معقدة ودقيقة تمكنت خلالها من اعتقال مجموعة من قيادات "داعش".

حيث قدم المعتقلون معلومات كشفت عن شخصية الجولاني وتنظيمه، وضمت الوثائق رسائل وصور بشكلها الأصلي، منها رسائل للجولاني بخط يده الى رفاقه وقيادات تنظيم القاعدة تضم معلومات خطيرة عن وضع التنظيم وطريقة عمله وأسماء قياداته والمشاكل التي يعانيها، بالإضافة الى العمليات التي يقوم بها تنظيمه في داخل الأراضي العراقية.

وتعطي الرسائل صورة عن وضع الجولاني، السوري الجنسية، والذي يمثل جيلاً جديداً للقاعدة، وحسب اعترافات قياديي داعش الذين تم اعتقالهم فان الجولاني لا يختلف عن غيره من قيادات القاعدة من حيث العقيدة والسلوك، فهو يقوم بتوجيه وتنسيق عمليات قتل واختطاف ضد مدنيين سوريين وعراقيين وأجانب، كما كشفت رسائله عن مناطق ضعف وهشاشة التنظيم من الداخل، وقد حدد أسماء الأشخاص الذين يخلفونه، وطالبت من يملك أي معلومات حول الشخص صاحب الصورة تزود الجهات المختصة في البلاد.

أبو محمد الجولاني والذي لم يتم معرفة أين قتل فتارة يقال في اللاذقية وتارة في إدلب فيما تناولت وسائل إعلام أ خرى نبأ مقتله في حلب، كما نشرت عنه وكالة (أسوشييتد برس) تقريراً، بينت فيه أن مواطن سوري شارك في التمرد في العراق، وهناك لمع اسمه في صفوف "القاعدة" ثم عاد إلى سورية عقب اندلاع الأزمة في آذار 2011 .

أما المسؤولون البارزون في الاستخبارات العراقية أكدوا أن "الجولاني" كان معلماً للغة العربية قبل التوجه إلى العراق حيث شارك في التمرد هناك ليصبح مقرباً من أبو مصعب الزرقاوي، زعيم "القاعدة" في العراق.

وبعد مقتل الزرقاوي في غارة جوية أميركية عام 2006 غادرالجولاني العراق، وأقام لفترة وجيزة في لبنان، حيث كان يقدم الدعم اللوجيستي لجماعة جند الشام، التي تشارك "القاعدة" نفس آيديولوجيتها، بحسب المسؤولين، ثم عاد الجولاني إلى العراق لمواصلة القتال لكن القوات الأميركية اعتقلته واحتجز في معسكر بوكا، على الحدود العراقية مع الكويت.

بعد إطلاق سراحه من السجن عام 2008 استأنف الجولاني نشاطه الجهادي، وهذه المرة كانت إلى جانب أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم القاعدة في العراق - المعروف أيضا باسم الدولة الإسلامية في العراق،  وسرعان ما ترقى في المناصب القيادية ليشغل منصب رئيس عمليات محافظة الموصل

ليذاع صيت الجولاني عندما رفض محاولة البغدادي السيطرة على جبهة النصرة كاشفاً عن شقاق واسع مع شبكة القاعدة العالمية، وحاول الجولاني النأي بنسفه عن المزاعم باندماج الجماعتين في جماعة الدول الإسلامية في العراق والشام، بحسب إعلان البغدادي.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=2766