تحقيقات وتقارير

"المعارضة المعتدلة".. فزاعة واشنطن في كل مناسبة


في الوقت الذي اعتبرت فيه الإدارة الأمريكية، أن برنامج وزارة الدفاع "البنتاغون" لتدريب مقاتلي ما تصفها واشنطن بـ "المعارضة المعتدلة" في سورية "فشل فشلاً ذريعا"، عادت وعملاؤها في المنطقة للتصريح وعدة مرات وبأكثر من مناسبة، عن تكثيف دعم هذه "المعارضة المعتدلة"..

وجاء آخر تعهد بهذا عقب اجتماع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ومسؤولين آخرين في الرياض مؤخراً.

ما يطلق عليه "المعارضة المعتدلة" في سورية مصطلح مجرد، لم يلق طوال العامين الماضيين أي اهتمام يذكر من الفاعلين الإقليميين والدوليين، وما أعقبه من حديث أمريكي عن ضرورة إيجاد قوى معتدلة توكل إليها مهمة السيطرة على المنطقة الآمنة شمالي سورية في حال إعلانها ، ثم إعلان واشنطن عزمها حماية "مقاتلي المعارضة" الذين تدربوا على يد الجيش الأميركي، بالإضافة إلى خوف الإدارة الأميركية من الفصائل الإسلامية الجهادية، ولكن هناك واقع سياسي وعسكري يطرح تساؤلات عديدة حول تصنيف من يوصف بـ"الجهات المعتدلة" في المعارضة السورية.. هل هو موجود أم هو وهم وفزاعة واشنطن، وأين هي تلك المعارضة.

 

واشنطن كانت تعتبر أن ممثل ما يوصف بـ"المعارضة المعتدلة" في سورية هو ما يسمى" الجيش الحر" ومن خلفه "الائتلاف المعارض" الذي لا يسيطر عملياً على أي منطقة من مناطق سورية الآن، والمناطق التي يسيطر عليها "الحر" هي غرف فنادق اسطنبول والأجر مدفوع من قبل دول الخليج العربي.

 

واليوم، ومع بدء الضربات الجوية الروسية في سورية، على أوكار التنظيمات الإرهابية في الثلاثين من أيلول الماضي، عاد هذا المصطلح ليظهر على السطح  وتستخدمه أمريكا، حيث وجّهت انتقادات حول ضرب مقاتلات سلاح الجو الروسية لمواقع تابعة لما يسمى "معارضة سورية معتدلة" وأن هذه الضربات لا تنحصر فقط على مواقع تنظيم "داعش" الإرهابي.
جاء الرد الروسي على المزاعم الاميركية على لسان أكثر من مسؤول روسي، طالبين من واشنطن تزويد موسكو بمواقع هذه المجموعات إلا أن هذا الطلب كان يلاقى بالرفض والتجاهل بحجة السرية، ما يؤكد عدم وجود مثل هذه المجموعات أصلاً.

المحلل السياسي الدكتور أحمد الحاج علي وفي اتصال هاتفي معه قال لموقع "الاعلام تايم" : لضرورات الإحاطة بهذا الموضوع لا بد من الذهاب إلى عمق الصراع من حيث الأهداف التي رسمت له وهي في جوهرها تقوم على تدمير الوطن السوري بكل ذاكرته ومواقفه وتكوينه الحي والسليم".

 

وأضاف الحاج علي "بعد أن استحدثت قوى خارجية في المحيط العربي والاقليمي تقوم بمهمة العدوان على سورية، حاول مصنعو هذه القوى إعطاءها صفة "المعارضة"، لكن هذه الصفة لا تنطبق في المنطق إلا على قوى وطنية تقوم على الحوار والمساهمة في بناء الوطن".

 

من هنا، نلاحظ  أنه لا توجد معارضة معتدلة طالما أنها مسلحة وترتبط بالأجنبي، تتدرب في معسكرات أقامتها واشنطن في دول الجوار السوري، ثم تسلم سلاحها وتنضم للتنظيمات الارهابية تقتل وتدمر وتعتدي.

رفاه نحيلي _ الاعلام تايم

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=27546