تحقيقات وتقارير

معركة حلب الكبرى.. والانظار الى كويرس


بات من الواضح أن عمليات الجيش العربي السوري في المرحلة الراهنة تحاول السير وفقَ استراتيجيّة مركزيّة تتولى تخطيط وتنسيق العمليات على جبهاتٍ عدّة في آن واحد.

ففي محافظة حلب أطلق الجيش عملية عسكرية متكاملة من أربعة محاور، في مسعى لتوسيع نطاق سيطرته في شمال غرب البلاد ومن أجل فتح طريق عام حلب دمشق وتأمينها بشكل مطلق، وفك الحصار عن "مطار كويرس" العسكري و لتشكيل طوق حصار وعزل إدلب عن المحيط.

المحاور الأربعة هي خان طومان وصولاً إلى بلدة الزربة أولاً، ومن جبل عزان وصولاً إلى الخضر ثانيا، ومن الوضيحي في منطقة جبل سمعان ثالثاً، ومن تل شغيب في منطقة جبل سمعان رابعاً.

بعد ثلاث سنوات من الحصار المفروض على مطار كويرس العسكري .. الجيش يتقدم بوتيرة متسارعة من الجهة الجنوبية للمطار، وأصبح على مقربة منه، والأعين كلها تتجه لتحرير المطار الاستراتيجي شمال مدينة حلب. ومستفيداً من الغطاء الجوي الروسي، وسع الجيش نطاق عملياته العسكرية نحو ريف حلب الشرقي، وقد استطاع أمس السيطرة على الناصرية (شرق السفيرة، وجنوب شرق مطار كويرس العسكري) في إطار حملته لفك الحصار عن المطار.

الكثير من المصادر أشارت إلى أن "فتح الطريق الدولي بين حلب ودمشق" بوصفه الدافع وراء عمليات الجيش جنوب وجنوب غرب حلب، سيغدو مجرّد تحصيل حاصلٍ إذا أفلحت العمليات في عزل إدلب، بعدما أحدث انتشار إرهابيي "جيش الفتح" "المدعومين من قبل نظام أردوغان" في المحافظة في آذار الماضي تحولاً في مسار الحرب السورية، مما أتاحَ للمجموعات الارهابية رفد صفوفها بعدد كبير من الارهابيين القادمين من تركيا وتهديد مناطق سيطرة الدولة السوريّة في كل من حماة واللاذقية بشكل متسارع، وبالتالي عزلها يعني من الناحية الاستراتيجية، عزلاً لا يستهان به للدور التركي الداعم والممول للإرهاب، كما أن الحدود بين إدلب وتركيا لا تخضع، كما هو الحال في حلب، لتداخلات الفصائل الأخرى، كالأكراد مثلاً, فعزل إدلب سيمنح الجيش السوري قدرة أكبر على التحرك في حلب مستقبلاً.

جغرافياً من الطبيعي أن تبدأ معركة حلب الكبرى من جبهة حلب الجنوبية الغربية في متابعة لمعركة ريف حماه الشمالي للوصول الى خان شيخون ومعرة النعمان بريف إدلب وفتح طريق حمص حلب واستكمال مثلث السيطرة بين الأرياف الثلاث.

معركة حلب متواصلة والجيش العربي السوري يحقق المزيد من التقدم، حيث تمكن من استعادة السيطرة على قرية الحويجة بريف حلب الشرقي في إطار حملته لفك الحصار عن مطار كويرس العسكري، كما سيطر على قلعة نجم وحدادين ومداجن زيتونة وثكنة الكبدار وقرية مليحة بريف حلب الجنوبي الغربي، وقرى السابقية، البحيرة، القليعة، بلدة بقيشة وقرية الوضيحي وعبطين بريف حلب الجنوبي، فيما تستمر الاشتباكات قرب منطقة جبل عزان على بعد نحو ١٢ كيلومترا جنوب مدينة حلب، في محاولة للاقتراب من طريق حلب_دمشق.

كما تخوض وحدات من الجيش اشتباكات عنيفة مع المجموعات الارهابية على مشارف بلدة "الحاضر" الواقعة غرب مدينة "السفيرة"، وأكدت مصادر مطلعة أن "سيطرة الجيش على هذه البلدة" تجعل خطوط إمداد الجيش من وسط سورية إلى حلب آمنة، كما تخوله رصد واستهداف خطوط إمداد الفصائل في المنطقة". وكان تقدم الجيش خلال الأيام الماضية خلق حالاً من الهلع في نفوس إرهابيي الجنوب الحلبي الذين هرب قسم غير قليل منهم غرباً إلى ريف إدلب الشرقي.

المحلل والخبير الإستراتيجي الدكتور حسن حسن أكد في تصريح خاص لموقع الاعلام تايم أن "معركة حلب الكبرى تؤكد على الكفاءة والمهنية والقدرة التي تصبغ الاعمال القتالية في المعارك التي فتحها الجيش العربي السوري على أكثر من جبهة على امتداد الجغرافية السورية مما أدى الى انهيار وتقطيع أوصال الجموعات الارهابية وقطع طريق الامداد اليها.

وأضاف "وبالتالي.. المؤشرات ليست في حلب وحسب بل بكل محافظات القطر تشير إلى التكامل والتنسيق الكبير بين أداء الجيش العربي السوري برياً وبين الطلعات الجوية الروسية مما أسفر عن تدمير مقرات الارهابيين ومقتل قياديين واستهداف محاور العصابات الارهابية في كل مكان.

وختم حسن قائلاً: "نحن على ثقة كبير بقدرات الجيش العربي السوري.. كل يوم سيكون هناك انجازات جديدة ويجب على الدول الداعمة والممولة للارهابيين في سورية الاعتراف بالهزيمة".

مصادر إعلامية أفادت أنباء عن بدء فك الحصار عن مطار كويرس، فهل بدأت ثمار عملية حلب الكبرى؟.. هذا ما ستثبته الايام القادمة.

ناريمان الجردي_الاعلام تايم

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=27146