تحقيقات وتقارير

الأخطاء المطبعية... تشويه لأمانة الكلمة والإعلام


تعج الوسائل الإعلامية سواء كانت مطبوعة أو مسموعة أومرئية أو الكترونية  بالأخطاء المختلفة، حيث تتكرر بين فترة وأخرى على شاشات التلفاز والصحف، ثم نرى المتحدث ( الفلاني) يقول "خطأ مطبعي"، إلا أنه في الواقع قد تسبب هذه الأخطاء في بعض الأحيان أزمات سياسية أو اقتصادية أو ثقافية.
الكلمة هي الوسيلة لنقل الصورة الحقيقية إلى المواطن، وهي وسيلة الإعلام ومادته، ولذلك  فالإعلام  يستمدُّ وصفَه من قدرته على التعبير عن طموحات الناس، وبالرغم من ثورة التكنولوجيا والاستعانة بالكمبيوتر في العمل الإعلامي ، فإن الأخطاء مازالت موجودة.
وفى كل المهن تقع أخطاء كثيرة ويستطيع أصحابها أن يتستروا عليها ويخفوها بطرق ملتوية لبعض الوقت، إلا الأخطاء الإعلامية لا يمكن تمريرها، حيث إنها منشورة على الملأ.
وتعتبر المقابلات واللقاءات التلفزيونية، فرصة للمسؤولين أن يعرضوا برنامج عملهم وخططهم المستقبلية والمشاكل التى تعترضهم، وحتى نطمئن على أن المسؤولين على درجة عالية من المعرفة والدراية والكفاءة في عملهم، ولكن الأهم هنا هو دور الإعلامي الذي يجب أن يكون ملماً بالموضوع قبل إجرائه المقابلة،  والهدف ليس سؤال وجواب فهذا" تسطيح للقضية وتسفيه للمشاهد"، قد يكون الوزيرأو المسؤول على إلمام  بوزارته ولكنه عجز عن إظهار ذلك، الإعلامي له الدور المهم في تقديم الوزارة ومعرفة برنامجها وإيضاح رؤيتها وبيان مشاكلها ويكون محاوراً جيداً بما يخدم الوزارة والصالح العام وليس سائلاً ينتظر جواباً.
والغريب أن سلوك هؤلاء الإعلاميين هو ذاته وكأنه نسخة واحدة لا تتغير. فهم لا يعرفون الشخص الذي يحاورونه " مثل معظم المشاهدين " ولا يعرفون تاريخه ولا الموضوع الذي يتحدث عنه، ولا يعرفون كيف يولدون الأسئلة ليغنوا الحوار، وإنما هو سؤال ينتظر جواباً لينتقل إلى سؤال آخر.
فقد يضيع المذيع بجهله وعدم وعيه وعدم معرفته بالمسؤول فرصة التعرف على أعماله.
الغريب أن كل مذيع فى نهاية اللقاء يقول (لقد داهمنا الوقت) وينهي اللقاء الهام والجاد لتتحفنا المحطة بوصلة مناظر وأناشيد لا نهاية لها ولا يداهمها الوقت. فهل هناك سخرية أعظم من هذه السخرية؟
من نافل القول: إن المُشتغل بالكتابة والإعلام يُفترض به أن يكون لغوياً قبل ذلك، ولكن الواقع أظهر أن أكثر من يسيؤون للغة هم المُشتغلون بها، حيث تتراكم الأخطاء اللغوية  التي يقع بها الإعلامي ، وهذا ما يكون له أثره السلبي من "ابتعاد" الأجيال القادمة عن لغتها الصحيحة والسليمة، وإصرار الإعلاميين والكتّاب على "ارتكاب" الأخطاء هو نوع من الإجرام في حق اللغة..
الأستاذ ميلاز مقداد مدير البحوث والدراسات في وزارة الإعلام، وفي مقابلة معه قال : إن الصحفي يجب أن يمتلك ثقافة واسعة بالإضافة إلى مهارته ومعرفته العلمية، وعندما يجري الصحفي والإعلامي الحوار عليه أن يتمتع بمهارات عدة من أهمها ، التمهيد للحوار من خلال جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الضيف ومهماته ، ووضع هدف يشكل المادة الرئيسية للحوار، والأسئلة التي تحمل في طياتها المؤشرات الموضوعية لأي معلومة يريد الصحفي معرفتها، وبالتالي وضع أولويات للأسئلة الرئيسية ويمكن إضافة أسئلة من وحي اللقاء.
 

وأضاف الأستاذ ميلاز، أن الصحفي يجب أن يتمتع بالحصافة واللباقة وعدم الإيحاء أو الاستفزاز الزائد عن حده، مشيراً إلى ضرورة التمييز بين أصناف الإعلام من صحافة مقروءة أو مسموعة أو مرئية ، ومن المهم جداً التمييز بين الصحفي والإعلامي الذي يعمل في التلفزيون أو الاذاعة وبالتالي هناك وجود لمعد أو مقدم، لذلك علينا أن نرى مدى قدرته على فهم أفكار المعد وهضمه لهذه المعلومات، وأحياناً المقدم يساهم في بلورة أفكار المعد لذلك يشارك في الإعداد وإيصال الفكرة الأفضل والأحسن ويوجه مسار الحوار،أما الصحفي فهو الأساس الذي يعمل على المادة التي يفكر بها وطبعاً الأخذ بعين الاعتبار الفوارق المعرفية والفنية ما بين الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية والالكترونية، فلكل وسيلة أدواتها وفنونها وطرائقها. 
 

الاخطاء الاعلامية الفخ الاكبر لأي وسيلة مهما كانت قدرة تأثيرها في الرأي العام، فهل ستشهد وسائل الاعلام في سورية تجاوز تلك الاخطاء.

 

رفاه نحيلي_الاعلام تايم

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=27141