تحقيقات وتقارير

عاصفة السوخوي تثير جنون أردوغان


وزارة الخارجية التركية التي كانت قد أعلنت في الخامس من الشهر الحالي أن طائرة حربية روسية، اخترقت مجال تركيا الجوي، جاءها الرد المباشر عبر المتحدث الرسمي باسم السفارة الروسية في أنقرة إيغور ميتياكوف أن الجانب الروسي قدم توضيحات مناسبة بهذا الصدد للسفارة التركية في موسكو، حيث أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن موسكو أبلغت أنقرة التالي "الحادث وقع عن طريق الخطأ ولن يتكرر".

في وقت لاحق، صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، أن الحادث المرتبط بالطائرة الروسية على الحدود السورية - التركية حدث بسبب سوء الأحوال الجوية، مضيفاً أنه " لا داع للبحث عن مؤامرة هنا".

وبعد سلسلة الحوادث المشابهة، في الأيام الثلاثة الماضية عند الحدود السورية ـ التركية، لم يعد أمام تركيا إلا التواصل الملّح والمكثّف مع روسيا بشأن سورية، إذ أعلن مسؤول روسي أن الأتراك طلبوا تشكيل مجموعة عمل مشتركة لتنسيق التحركات المتصلة بـ "عاصفة السوخوي"، فيما اكتفى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتعليق خلال تصريح صحفي من بلجيكا: "إذا خسرت روسيا صديقاً مثل تركيا، فإنها ستخسر الكثير".

تقارير إعلامية أشارت الى أن أردوغان يرقص على حبل اقتحام روسيا معادلة الجغرافيا السياسية  لشرق المتوسط، فيما وضعه الداخلي يحفل بمؤشرات ضعف غير مسبوقة، وهكذا فإن  كلّ الخطط التركية بخصوص سورية تمّ إفسادها بضربة واحدة ولم يعد يملك أردوغان شيئاً من كلّ عناصر خطته الطموحة، فيما يتعلق بالشأن السوري.

ولا يخفى على أحد أن التخبط التركي، بدأ منذ الغارة الجوية الروسية الاولى على مواقع إرهابيين تقدم أنقرة لهم الدعم الشامل، فيما يعتبر ما قامت به هولندا وألمانيا وأميركا بسحب "منصات الباتريوت" التابعة لها فجأة، والتي كانت موجودة في تركيا ضمن مهمة تأمين سلامة أجوائها، الدليل الآخر على الهلع التركي، وبذلك حسب وسائل إعلام عربية وغربية،  أصبحت تركيا حالياً من دون غطاء حماية "الباتريوت" و مكشوفة أمام الطائرات الروسية.

والاهم من ذلك كله ضعف أردوغان أمام الجيش التركي الذي كان له رأي آخر في الأحداث السورية، وفي كيفية إدارة الملف الكردي، ورأي يتوافق مع الأميركيين في كيفية إعادة تموضع الدور التركي في الإقليم على أساس مصالح وليس على أساس مشاريع دينية، وما شكّل صفعة لأردوغان هو إعلان بوتين أنّ لجان الحماية الكردية شركاء للجيش العربي السوري ولسلاح الجو الروسي في تنفيذ مهمات إنقاذ سورية من الإرهاب، وخاصة أن موسكو تحدثت وبشكل واضح عن نيتها القضاء على كافة التنظيمات الارهابية، بما فيهم ما يسمى "المعتدلين"، الأمر الذي دفع أردوغان للاستنجاد بـ"الحلف الأطلسي" الذي أوصى موسكو بعدم تكرار هذا الاختراق واستهداف مواقع ما يسمى"المعارضة المعتدلة".

الدكتور والمحلل السياسي طالب إبراهيم وفي حديث لموقع "الإعلام تايم"، أوضح أن "اختراق الطائرات الروسية للأجواء التركية يشير إلى تغيير بقواعد الاشتباك الذي كان سائداً على الحدود السورية التركية منذ اتفاقية عام 1998"، وأضاف ابراهيم أن "الجانب الروسي يعطي لنفسه الحق في مطاردة الإرهاب أينما وجد، ولفهم ذلك علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن قطعاناً من الإرهابيين فرت من مناطق في إدلب وجبل الزاوية وجسر الشغور إلى القرى الحدودية والتي يقع قسم منها في الأراضي السورية وقسم آخر في الأراضي التركية".
وأشار المحلل الى أن الروس رصدوا تلك المجموعات الهاربة، وقاموا بتوجيه الضربات المناسبة غير عابئين بقواعد الاشتباك المذكورة، مؤكداً أن تركيا ستكون في نهاية المطاف مضطرة للرضوخ والتنسيق مع روسيا والتوقف عن دعم الإرهاب.

كل هذه المعطيات تضع أردوغان أمام وضع صعب، أولاً في علاقته مع موسكو، وثانياً مع الجماعات الإرهابية المحسوبة على بلاده، وثالثاً مع حلفائها العرب والأميركيين والأوروبيين، وخاصة أنّ المعلومات تتوقع لهؤلاء الحلفاء أن يتخلّوا عن تركيا وقت الضيق، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أنها قد تقبل مقترحات البنتاغون بشأن التنسيق في محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي في سورية، وأشارت إلى أن الخبراء سيبحثون هذه التفاصيل اليوم.

والاحتمال الذي يبقى قائماً هل يدفع الغرب وواشنطن، أنقرة إلى التورط والمغامرة لتكون "كبش الفداء" لأي توتر جديد بين موسكو وواشنطن وحليفاتها الأوروبية.

رفاه نحيلي_مركز الاعلام الالكتروني

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=26821